بعد 6 أشهر من حرب غزة، يبدو أن قادة من الطرفين لعبوا دوراً في اندلاعها ويتخبطون في إداراتها ويتعثرون في إنهائها بينما المشهد غارق في الدم ومحاصر بالمجاعة.
6 أشهر على حرب غزة... الربح والخسارة والنهاية العسيرةعندما يدرس المؤرخون والباحثون في كليات الأمن القومي 6 أشهر من حرب غزة، سيضطرون إلى قراءة الوثائق والمستندات مرتين وثلاث مرات، ولن يصدقوا ما يقرأون. سيكون صعباً عليهم تفسير الكثير من الظواهر، وسيظل كثير منهم مشدوهاً، وهو يحلل شخصيات محورية من طرفي الحرب، لعبت دوراً في اندلاعها وإدارتها، ويتعثرون في إنهائها.
بدأ العمل في هذه الخطة عام 2007، أي في الوقت الذي نفذت فيه «حماس» انقلابها على السلطة الفلسطينية وسيطرت على غزة وأحدثت انقساماً في صفوف الشعب الفلسطيني، لكن هذا الانقلاب لم يكن هماً أساسياً عند اليمين الإسرائيلي. إنما الهم لديه كان في قرار حكومة أرييل شارون وإيهود أولمرت، الانسحاب من قطاع غزة وإخلاء 8 آلاف مستوطن وإزالة 21 مستوطنة وإنهاء الوجود الاستيطاني اليهودي في القطاع تماماً.
وبدا أن المعركة تسير إلى نجاح مبهر وأن حكومة بنيامين نتنياهو آيلة إلى السقوط القريب. لكن، في يوم السبت الحادي والأربعين، الذي صادف يوم 7 أكتوبر 2023، جاء هجوم «حماس» المباغت، فتوقفت معركة الانقلاب. كان جميع الخبراء، وبينهم أصدق أصدقاء إسرائيل ينصحونها ويلفتون نظرها إلى أن الهدف غير واقعي. وعندما انضم إلى الحرب «حزب الله» اللبناني وجماعة «الحوثي» وبقية أذرع المحور الإيراني، هرعت أميركا وهبت قوتها العظمى لنصرة إسرائيل حتى أصبحت شريكة في الحرب، وتمكنت من الاتفاق مع إيران على إبقاء رقعتها في الشمال تحت سقف محدود، دون الذهاب إلى حرب شاملة.
وحجبت وسائل الإعلام الإسرائيلية والرقابة العسكرية ما فعلته في غزة عن الجمهور الإسرائيلي، واستخدمت منظومة «بروتوكول هنيبعل»، أي قتل الآسرين من «حماس» مع الأسرى الإسرائيليين، حتى بلغت التقديرات غير الرسمية لعدد القتلى الإسرائيليين من النيران الصديقة أكثر من 10 في المائة. في إسرائيل نحو 200 ألف مشرد عن بيته، في الشمال وفي الجنوب، وأسرى يتلظون في مخابئ تحت الأرض وجنود قتلى وجرحى وقيم أخلاقية تنهار وكراهية أحقاد تتراكم.
على غرار العديد من الإدارات الأميركية السابقة، يسعى الرئيس جو بايدن إلى تحقيق إنجاز تاريخي عجز عنه جميع أسلافه: تسوية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي الذي بدأ بـ«النكبة» عام 1948 مع إعلان دولة إسرائيل. وأوضح بلينكن حينها أن العناصر الأساسية لاستعادة السلام «يجب أن تتضمن عدم التهجير القسري للفلسطينيين من غزة - لا الآن ولا بعد الحرب، وعدم استخدام غزة منصةً للإرهاب أو غيره من الهجمات العنيفة»، مضيفاً: «لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الحرب، ولا توجد محاولة لحصار أو تطويق غزة، ولا يوجد تقليص لأراضي غزة».
ومنذ ذلك التاريخ، صدرت عشرات القرارات، ومنها 1515 و1850 و2334 ، التي تؤكد بأشكال مختلفة على اعتبار «حل الدولتين» أساسياً في تسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأطلقت القوات الإسرائيلية، قبل 6 أشهر، عملية واسعة بدأت بقصف مكثف طال منازل وبنايات سكنية ومقرات حكومية وجامعات ومدارس، إلى جانب مقرات لـ«كتائب القسام»، قبل اجتياح مناطق واسعة شمال القطاع ثم الوسط ثم الجنوب، احتلت معها معظم القطاع وحولته إلى ركام.حصدت الحرب مع دخولها شهرها السابع 33173 ضحية، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وخلفت أكثر من 75750 جريحاً، وعدد لا يحصى من المفقودين، حتى اختبر كل غزي ألم هذه الحرب.
وعائلة سالم واحدة من بين 200 عائلة قضوا بشكل جماعي في مجاز إسرائيلية، حسب إحصاءات رسمية، وقد أخرج معظمها من السجل المدني بالكامل.وتقول وزارة الصحة إن أكثر من 70 في المائة من الضحايا هم نساء وأطفال، وحسب الإحصاء الفلسطيني، تقتل إسرائيل 4 أطفال كل ساعة.وحسب محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بغزة، فإن الجهاز فقد قدراته في إمكانية انتشال أي شهداء أو جرحى مفقودين أسفل الأنقاض، مضيفاً: «بات من المستحيل القدرة على إنقاذ مزيد من الأرواح».
ويتضح من الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب إنها تسعى إلى كل هذا الدمار. وأكد إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن التدمير فوق الأرض رافقه تدمير البنى التحتية في عملية ممنهجة. وعلق الثوابتة على ذلك: «الاحتلال طال أيضاً المحال التجارية والأسواق العامة وكل مقومات الاقتصاد وحتى المراكز الطبية والخدماتية».وقال أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، إن «قوات الاحتلال في الكثير من الغارات التي شنتها داخل القطاع، كانت تستهدف مراكز صحية بشكل مباشر وغير مباشر، وتعمدت تدمير المستشفيات كما فعلت في مجمعي الشفاء وناصر، ومستشفى الأمل، كما كانت تتعمد استهداف الطواقم الطبية».
وأضاف العراوي: «بعد 184 يوماً، أصبحت حياة كل واحد فينا ضمن جدول محدد، يبدأ في النهار بالبحث عن مظلات الطائرات للحصول على ما يسد رمق عائلته، ثم في طابور المياه ثم طابور الغاز ثم طابور الكهرباء ثم إلى النوم أو الموت». https://aawsat.
وتقول وزارة «الصحة» الفلسطينية إن أكثر من 70 في المائة من الضحايا نساء وأطفال، وإن إسرائيل تقتل 4 أطفال كل ساعة، بينما تهدد المجاعة نحو 600 ألف طفل في رفح. سياسياً، يصعب فرز حسابات الربح والخسارة لطرفي الحرب، فبينما تواجه حركة «حماس» واقعاً مركباً في ظل توسع الحرب إلى جبهات متعددة، يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية توظيف «التهديد الإيراني لخلط الأوراق».
وأعلن «حزب الله» و«أمل» ليلاً، عن مقتل 6 من عناصرهما في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان؛ إذ بعدما كان الحزب قد نعى عنصرين، مساء الجمعة، عاد ونعى ثالثاً، بينما نعت حركة «أمل» التي يتزعّمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، 3 من عناصرها، مساء الجمعة «سقطوا أثناء قيامهم بواجبهم الوطني والجهادي دفاعاً عن لبنان والجنوب»، قبل أن تعود، السبت، وتنعى مسعفاً في «جمعية كشافة الرسالة الإسلامية»، هو حسين عساف ، «الذي استُشهد إثر عدوان إسرائيلي غادر على...
وتشتكي أربيل من أن القوى السياسية في بغداد لا تلتزم الاتفاق المبرَم قبل تشكيل الحكومة، وسرعان ما تنقلب عليه بعد الاتفاق، وذلك ما حدث بعد انضواء «الحزب الديمقراطي» ضمن تحالف «إدارة الدولة» الذي صوَّت لحكومة السوداني، نهاية أكتوبر 2022. وقالت الهيئة: «في إسرائيل، لم يقرّروا بعد ما إذا كانوا سيذهبون إلى القمة في القاهرة أم لا، وإذا حدث وتقرر ذلك، فإن رئيس الموساد ديفيد بارنياع، ورئيس الشاباك رونان بار، لن يصلا إلى القاهرة قبل الأحد».
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
واشنطن تشق بحر غزة.. والمظاهرات تحاصر نتنياهودخلت حرب غزة منعطفا جديدا على صعيد معضلة المساعدات الإنسانية.
اقرأ أكثر »
حرب غزة: طاقم مجمع ناصر الطبي يروي لبي بي سي تعرضه للاعتداء والإذلال من القوات الإسرائيليةحرب غزة: طبيب مستشفى ناصر يقول إنه تعرض للاعتقال والضرب على يد القوات الإسرائيلية
اقرأ أكثر »
حرب غزة: بعد ستة أشهر، هل اقتربت إسرائيل من القضاء على حماس؟لقد مرَّ ما يقرُب من ستة أشهر منذ أن تسلّل مقاتلو حماس من غزة إلى إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز المئات كرهائن
اقرأ أكثر »
6 أشهر على غزة... حرب الدروب المسدودةبلغت حصيلة الحرب في غزة، وهي تدخل اليوم شهرها السابع، أكثر من 33 ألف قتيل، بينما تتعثر نهايتها بحسابات سياسية معقدة ودروب مسدودة، في ظل تهديد إيراني يخيم على
اقرأ أكثر »
حرب غزة: ماذا نعرف عن سفينة المساعدات الغذائية المتجهة من قبرص إلى غزة؟حرب غزة: ماذا نعرف عن سفينة المساعدات الغذائية المتجهة من قبرص إلى غزة؟
اقرأ أكثر »
مقتل 18 شخصا أثناء محاولتهم الوصول للمساعدات قبالة شاطئ غزةحرب غزة: مقتل 18 شخصا أثناء محاولتهم الوصول للمساعدات قبالة شاطئ غزة
اقرأ أكثر »