تعرّف الشاعر اللبناني وديع سعادة إلى سركون بولص في السنة التي وصل فيها الشاعر العراقي إلى لبنان سنة 1968، بحسب ما يروي، قاطعاً الصحراء سيراً على الأقدام.
«رسائل وقصائد بين سركون بولص ووديع سعادة» تبصر النور صارا صديقين، لا بل رفيقين، جمعتهما المقاهي والجلسات الشعرية والعائلية. وفي منزل سعادة، في بلدة شبطين اللبنانية، كتب بولص واحدة من أجمل قصائده «آلام بودلير وصلتْ». لكن بولص سيغادر إلى الولايات المتحدة عام 1971، وتصبح الرسائل هي صلة الوصل الوحيدة بين الصديقين، إضافة إلى تلك اللقاءات العابرة، التي سيكون آخرها في «مهرجان لوديف» في فرنسا عام 2007؛ أي قبل أن يرحل بولص عن عالمنا بنحو شهر واحد.
الكتاب يضم في أغلبه رسائل بولص، في حين أن رسائل سعادة بقيت في يد من يمتلكون أرشيف الشاعر العراقي، ولا ندري إن كنا سنصل إليها، وعوضاً عنها نجد في المؤلّف تلك القصائد التي كتبها سعادة لصديقه، إضافة إلى مرثيتين كتبهما فيه بعد وفاته، ونبذة عن حياة الشاعرين، وصوراً تجمعهما. ويعتبر بختي في مقدمته أن الشاعرين من أركان جيل ما بعد مجلة «شعر» وروادها الذين غيّروا وجه الشعر العربي الحديث وأسّسوا قصيدة النثر. وهما من الجيل الذي رسّخ قصيدة النثر في الشعر العربي الحديث. و«من خلال رسائل سركون بولص إلى وديع، أو من خلال الكلمات والقصائد التي كتبها وديع سعادة مهداة إليه، أو في وداعه ورثائه، نلمس مبلغ عمق الصداقة والهم الواحد والنظرة المشتركة إلى الوجود والحياة والشعر». ويشيد بختي بتلك الشفافية الجارحة والنبرة العالية، فيما يخطه بولص لصديقه.
أي سخط حمله هذا الشاعر؟ وأي عبثية؟ وأي شعور عميق بالمسؤولية؟ يذكرنا ما كتبه بولص حول دور المثقف، بتلك المُثل ونبل المبادئ التي سادت في سبعينات القرن الماضي؛ إذ يقول عن واجب الكاتب تجاه نفسه أولاً، بحثاً عن النور: «علينا أن نخترق هذا الدرع المميت؛ ثقب أو ثقبان ينبثق منهما الضوء ونعرف بيقين أن النهار هناك، إنه هناك! هذا ما حدث لي، ويمكنني القول إنني قد رأيت عدة ثقوب في ذلك الدرع، وعلى النور المتسرب منها أحيا الآن». شيء من الصوفية، وكثير من الغضب، والرغبة في التغيير، والانقلاب على الذات.
«بودلير الذي أبحر في باخرة نحو آسيا حاملاً آلامه، وكادت الباخرة تغرق به وبمن فيها، وصلت آلامه إلى سركون باكراً. فمن أوائل قصائده . إلا أن باخرة سركون لم تكن في البحر، بل في أحشائه: ».واختار وديع سعادة قصائد مختارة اعتبر أنها تحمل في كلماتها أصداء من حكاية الصداقة التي جمعته ببولص، من بينها قصيدة «رفاق» التي يقول فيها:الكتاب لطيف؛ لأنه يجمع بين شاعرين، لكل منهما فرادته ومزاجه وشطحاته وسورياليته، لكنهما يلتقيان في اعتناقهما الشعر كأسلوب حياة، وليس كرديف أو موازٍ لها.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
دراسة عن «قصيدة النثر» العابرةصدر حديثاً عن «دار غيداء للنشر والتوزيع» في عمان بالأردن كتاب «قصيدة النثر العابرة دراسة في مطولات منصف الوهايبي وقصائد أخر» للدكتورة نادية هناوي.
اقرأ أكثر »
ايجابيات اليوم الوطنيتابعت إحتفالات اليوم الوطني 94 في كل أرجاء الوطن عبر وسائل التواصل، وشاهدت كيف عم الحب الفطري الجماعي للوطن وقيادته بكلمات وشعارات وقصائد ورقصات، فرحة وطن إحتفاء بذكرى اليوم في مشهد...
اقرأ أكثر »
سوريا والجزائر تدينان العقوبات الغربية ضد وسائل الإعلام الروسيةأكد رئيس اتحاد الصحفيين السوريين موسى عبد النور أن العقوبات الأمريكية على وسائل الإعلام الروسية وكل من لا تتوافق سياساته مع سياسات واشنطن هي إرهاب في المجال الإعلامي.
اقرأ أكثر »
'حماس': إذا لم يتم الضغط على نتنياهو وإلزامه بالاتفاقات فلن يرى الأسرى الإسرائيليون النورأكد عضو المكتب السياسي لحركة 'حماس' عزت الرشق أنه إذا لم يتم الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وإلزامه بما تم الاتفاق عليه، فلن يرى الأسرى الإسرائيليون النور.
اقرأ أكثر »
دراسة تؤكد خطر التدخين الإلكتروني على التحصيل الدراسيوجد الباحثون صلة بين تدخين السجائر الإلكترونية وتدنى الوظائف الادراكية بين الطلاب.
اقرأ أكثر »
اليابان: حالة استثنائية في سعادة السكان من تكاليف الإسكانوفقاً لاستطلاع جالوب، يبدي معظم الناس في اليابان رضاهم عن تكاليف السكن مقارنةً بمعظم دول العالم المتقدم التي تعاني من ارتفاع تكاليف السكن. تُعزى هذه الحالة الاستثنائية إلى انخفاض عدد السكان، سياسات استخدام الأراضي، وانخفاض معدلات المواليد وسياسات الهجرة التقييدية في اليابان.
اقرأ أكثر »