يُروى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أراد مرة أن يستمزج حلفاءه الأوروبيين في قضيّة خلافيّة بين واشنطن وموسكو، إلا أنه لم يتمكّن من تحديد الجهة التي ينبغي أن يتصّل بها في بروكسل – العاصمة البلجيكية والأوروبية – لمعرفة موقف الاتحاد الأورو
يقال إن هذا السؤال هو الذي دفع بالاتحاد الأوروبي إلى استحداث منصب المسؤول الأعلى عن السياسة الخارجية الأوروبية. وهو المنصب الذي كان أوّل من تولّاه، في عام 1999، وزير الخارجية الإسباني الأسبق الاشتراكي خافيير سولانا، قبل أن يُسند إليه، بعد ذلك، منصب الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي .
في عام 2003 أقرّت الدول الأعضاء في «قمّة نيس» إضافة تعديلات على آليّة القرار تهدف إلى ترشيدها، وكلّفت لجنة الأمن والسياسة التي كان المجلس قد أنشأها عام 2001 الإشراف السياسي والاستراتيجي على عمليات إدارة الأزمات. ثم، في عام 2009 قرّرت «قمّة لشبونة» استحداث منصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية والرئيس الدائم للمجلس الأوروبي، وتعزيز سياسة الأمن والدفاع التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية.
وينطلق هذا التصوّر من «الحاجة الملحّة إلى الخروج من الشلل الذي تفرضه قاعدة الإجماع في القضايا الحسّاسة»، واعتماد آليّة جديدة لاتخاذ القرار في السياسة الخارجية بسرعات مختلفة تتيح «تحييد» الدول الأعضاء التي تتردّد عادة في الانضمام إلى موقف أوروبي مشترك. وتفيد مصادر المفوضية بأن الهدف من الآليّة الجديدة هو تمكين الاتحاد من اتخاذ موقف واحد، واضح وحازم، وبسرعة، من القضايا والأزمات الدولية التي تتفاعل بسرعة تتجاوز الوتيرة البطيئة لآليات القرار داخل المؤسسات الأوروبية.
ويضرب المسؤول مثالاً على ذلك ردّ الممثل الأعلى على مبادرة الرئيس الأميركي لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. إذ يذكر أن الممثّل الأعلى أعلن، بعد أربعة أيام من طرح المبادرة، الرفض الأوروبي القاطع لها، وحذّر إسرائيل من أن الاتحاد الأوروبي سيطعن في أي احتلال للأراضي الفلسطينية ينشأ عن المبادرة. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الرفض الأوروبي لخطة ترمب أعلنه بورّيل كموقف للاتحاد الأوروبي اتخذته الدول الأعضاء بأكثرية ساحقة بهدف التقليل من أهمية الاعتراض عليه.
وكان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية بورّيل قد أعلن في ميونيخ خلال مشاركته في مؤتمر الأمن السنوي أن «أوروبا في حاجة إلى تنمية شهيتها للسلطة»، ودعا إلى المزيد من المرونة والاستقلالية في السياسة الخارجية، مؤكداً على ما كان قد عرضه سابقاً الرئيس الفرنسي ماكرون.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
ضابط إسرائيلي: التصعيد الأخير أكد أن حماس سيدة الموقف في غزةقال خبير عسكري إسرائيلي، إن 'حركة حماس أثبتت مجددا قدرتها على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إن أرادت ذلك، لأن يوم الانتخابات الإسرائيلية مر بهدوء أمني كامل في الجبهة الجنوبية، وكذلك في الأيام التي سبقتها، صحيح أن الجهاد الإسلامي خرجت قوية من الجولة الأخيرة، لكن حماس تستطيع وقفها، وكبح جماحها، فقط إن
اقرأ أكثر »
الإعلامية نوال بخش: المرأة السعودية تستحق أن تكون في المقدمةعلّقت المستشارة والإعلامية السعودية في الإذاعة والتلفزيون، نوال بنت أحمد بخش، على اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية، وبمناسبة يوم المرأة العالمي، قا
اقرأ أكثر »
كيف لمخلوق بحري صغير أن 'ينقذ ملايين البشر' سنويا؟معظم الناس لا يعلمون أن صحتهم يمكن أن تتوقف يوما على وجود نوع من سراطين البحر في المحيط الأطلنطي، والهندي والهادئ. إذ تحتوي أجسام هذا النوع من السراطين على مادة كيمائية بالغة الأهمية في تعقّب البكتريا على أسطح الأدوات الطبية قبل استخدامها في العمليات الجراحية والتطعيم باللقاحات.
اقرأ أكثر »
5 علامات تدل على أن شريكك ينتقدك بشدةنشرت مجلة 'رينكون دي لا بسيكولخيا' الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن العلامات التي تشير إلى أن شريكك ينتقدك كثيرا.
اقرأ أكثر »
خبراء ألمان ـ هذا ما يجب أن تعرفه عن فيروس كورونا | DW | 06.03.2020يثير فيروس كورونا لُبساً يختلط فيه الحابل بالنابل فتضيع الحقيقة العلمية وسط تداول كمية هائلة من المعلومات غير الدقيقة. في هذا الموضوع نوجز آخر ما توصلت له الأبحاث العلمية وتقييم الخبراء والسلطات الصحية في ألمانيا.
اقرأ أكثر »
هل يستطيع فيروس كورونا أن 'يوحّد العالم' رغم الصراعات؟صحف عربية تبدي اهتماما بتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا في العالم العربي، ويرى البعض أنه لا مبرر للفزع والخوف من ذلك الفيروس بالنظر إلى نسبة الوفيات، بينما يرى آخرون 'لحظة نادرة يتّحد فيها العالم' رغم الصراعات.
اقرأ أكثر »