(أمر منطقي أن أوروبا تعلمت الكثير من تجربتها المريرة في الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 60 مليون إنسان وخسائر اقتصادية) محمد سليمان العنقري يكتب: (هل يتحمل الاقتصاد العالمي نشوب حرب في أوروبا؟)
أمر منطقي أن أوروبا تعلمت الكثير من تجربتها المريرة في الحرب العالمية الثانية التي راح ضحيتها 60 مليون إنسان وخسائر اقتصادية فادحة تقدر بالتريليونات من الدولارات بمعادلتها مع حسابات زمننا الحالي وتم تجاوز مرحلة الحرب العالمية الثانية التي انتهت منذ قرابة سبعين عاماً بالتوجه للتنمية والبناء للحجر والبشر والانتقال لتحالفات سياسية وعسكرية غيرت وجه العالم نتج عنها الدخول بمعسكرين رأسمالي واشتراكي ما بين أوروبا الشرقية مع الاتحاد السوفييتي وأوروبا الغربية مع حليفهم الأكبر أميركا وأسس لذلك حلف الناتو...
ولذلك برز ملف الأزمة الروسية الأوكرانية للسطح حيث طلبت أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو وهي دولة حدودية مع روسيا التي حركت أكثر من 120 ألف جندي مع أسلحة ثقيلة متنوعة للحدود مع أوكرانيا وسط ترجيحات غربية بأنها مقدمة لغزو روسي لأوكرانيا وهو ما أدى لإطلاق تهديدات من حلف الناتو ومن أميركا بأنهم سيتصدون لهذا الغزو بطرق عديدة لم يرجحوا أن يكون من بينها صده عسكرياً فالأخبار المتناقلة بأنه تم مد أوكرانيا بأسلحة من الغرب الأوروبي كمحاولة لمنع أي احتمال للغزو الروسي بينما تتحاور أميركا قائد الناتو مع روسيا...
لكن الرد المتهاون للغرب على التهديدات الروسية وإعلانهم صراحة أنهم لن يرسلوا قوات لأوكرانيا لتردع التحرك الروسي مع عدم إعطاء روسيا أي ضمانات أمنية أو تعهد بعدم قبول أوكرانيا في حلف الناتو وضع الروس بمواجهة شبه حتمية لمنع وصول الناتو لحدودها فهل يبحث الغرب عن توريط روسيا بحرب مع أوكرانيا قد تطول وتستنزفها وتضعفها بملفات أخرى تحديداً في آسيا الوسطى وأفريقيا ويبعدها عن الاصطفاف في المواجهات الاقتصادية مع الصين وما يصاحبها من تحركات عسكرية في المحيطات الكبرى التي تقودها أميركا فالتصريحات الغربية...
ذخيرة العالم بالسياسات النقدية والمالية نفدت بنسب لا يستهان بها وهو ما سيضع تحدياً كبيراً أمام الدول كافةً في كيفية اتخاذ أي إجراءات لحماية اقتصادياتها من التدهور وفقدان ما تحقق من نمو وهو ما يعني أن آثار أي حرب تقع حالياً بين روسيا وأوكرانيا قد يصل مدى تأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي لمخاطر كبيرة قد نعود معها لمرحلة الركود
بسبب النقص بإمدادات الطاقة والسلع الغذائية الرئيسية مما سيؤدي لارتفاع مخاطر التضخم وكذلك احتمالية التعثر بسداد الديون السيادية للعديد من الدول خصوصاً الفقيرة وهو ما سيعمق من الأزمة الاقتصادية وتأثيرها على القطاع المالي العالمي بانكشاف الكثير من البنوك بسبب زيادة التعثر عن السداد من بعض الدول ومن القطاع الخاص في أغلب دول العالم فالأزمة الروسية الأوكرانية مخاطر التصعيد فيها كبيرة وستمتد تداعياتها السلبية لسنوات إذا لم تعالج بالتفاهمات السياسية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
يناير 2022.. ماذا يحدث في الاقتصاد العالمي؟أسواق الأسهم على حافة الانهيار، الصين، في محاولتها لإنقاذ نفسها، تدفع بالولايات المتحدة الأمريكية نحو الغرق.
اقرأ أكثر »
وزير المالية يشارك في جلسة ' الاستعداد للمستقبل ' ضمن فعاليات منتدى الاقتصاد العالميشارك معالي وزير_المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان أمس في الجلسة الافتراضية ' الاستعداد للمستقبل '، ضمن فعاليات منتدى الاقتصاد العالمي ' أجندة دافوس'.
اقرأ أكثر »
هل تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى حجر الحل في تخليص الأرض من انبعاثاته؟تفخر أيسلندا باستخدامها لمصادر الطاقة المتجددة وتقول الحكومة إن حوالي 85٪ من إجمالي إمداداتها من الطاقة يأتي من مزيج من مصادر الطاقة المائية والطاقة الحرارية الأرضية، وهذه أعلى نسبة من الطاقة المتجددة لأي دولة في العالم، لكنها أيضًا تستخدم هذه الطاقة المتجددة لالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أكثر »
هل ينسف 'العنف السياسي' فرص تحقيق ديمقراطية في العراق؟ | DW | 21.01.2022تلجأ كتل سياسية خسرت الانتخابات الأخيرة في العراق إلى العنف للحصول على نفوذ في الحكومة المقبلة. في المقابل تقوى شوكة الرافضين لذلك بشكل قد يمهد لتشكيل معارضة حقيقية في البرلمان، فهل يسود العنف أم تنتصر الديمقراطية؟
اقرأ أكثر »
كيف تقارن نسبة التغير ربع السنوي في أسعار العقارات السعودية في 2021؟ارتفعت أسعار العقارات في السعودية بنسبة وصلت إلى %0.9 في الربع الرابع من 2021 مقارنة مع الفترة ذاتها في 2020، وفقًا لهيئة الإحصاء السعودية.
اقرأ أكثر »