في مقاله الإسبوعي لـ DW عربية يسأل علاء الأسواني هل نحتاج إلى رجال الدين؟ AlaaAswany مصر
لماذا رفض المصريون تحريم الفن في الأربعينيات ثم قبلوه في السبعينيات؟ في الأربعينيات برغم الاحتلال البريطاني كانت الثقافة المصرية في أوج ازدهارها، وكانت المواهب المصرية الكبيرة تواصل إبداعها في كل المجالات وكان المجتمع يتمتع بالحريات الفكرية والسياسية. ولم يكن المصريون قد عرفوا الحكم العسكري، كما أن عصر النفط لم يكن قد بدأ؛ فكانت الآراء الوهابية كتلك التى أعلنها الشيخ أبوالعيون تبدو شاذة ويلفظها المجتمع فورا.
في السبعينيات كانت الديكتاتورية العسكرية تحكمنا منذ 1952 وقد مارست على الشعب قمعا شديدا وجردته من حقوق الإنسان والحريات العامة، ثم ارتفع سعر النفط بعد حرب أكتوبر مما منح دول الخليج قوة اقتصادية غير مسبوقة، فتم انفاق ملايين الدولارات لترويج الفكر الوهابي كما اضطر ملايين المصريين للعمل في الخليج ثم عادوا بمفاهيم وعادات وهابية. عندئذ ظهر نمط جديد من رجال الدين، هو الداعية الوهابي الذى تدفقت عليه أموال النفط فصارت له برامج تليفزيونية ومساجد وجمعيات إسلامية ميزانياتها بالملايين.
نجح هؤلاء الدعاة في السيطرة على عقول ملايين المريدين الذين صاروا يتابعون شيخهم في التليفزيون وهم مبهورون بكل ما يقول ويجلسون تحت قدميه في المسجد يتلقفون كل كلمة ينطق بها لتكون تعليمات مقدسة. إن الداعية الوهابي في نظر مريديه ولي من أولياء الله لا تجوز محاسبته ولا يجوز الاختلاف معه.
إن انتشار هؤلاء الدعاة قد ألحق ضررا جسيما بمصر، لأن الديكتاتور يستعملهم كأدوات للسلطة وقد رأينا كيف وقف هؤلاء الدعاة ضد الثورة في عام 2011 وأعلنوا أنها مؤامرة ماسونية. إن هؤلاء الدعاة يستعملون فكرة الحياة الأخرى كمخدر يجعل المظلومين يتحملون الظلم، فهم يقنعون أتباعهم بتحمل حياتهم البائسة في انتظار النعيم بعد الموت. إنهم لايعتبرون الدين دفاعا عن الحق وإنما يحصرونه في مجموعة طقوس وإجراءات مثل الصلاة والصيام والحج.
المشكلة أن المواطن المذعن دينيا سرعان ما يكون مذعنا سياسيا أيضا. إذا كنت تؤمن أن الدين يأمرك بالإذعان لشيخك فسوف تؤمن بسهولة أن واجبك الوطنى يحتم عليك الإذعان للديكتاتور. إذا كنت خاضعا لشيخك لأنه أدرى منك بشئون الدين سيكون من السهل أن تخضع للزعيم لأنه أدرى منك بشئون الوطن. إذا كنت تعتبر المعترض على شيخك عدوا للدين، سوف تعتبر كل من يعارض الزعيم عدوا للوطن، وإذا كان الشيخ في نظرك يمثل الدين فإن الزعيم يمثل الوطن.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
هل استحق الأخضر ركلة جزاء أمام #البحرين ؟أثار عدم احتساب حكم مباراة نهائي خليجي 24، ركلة جزاء للاعب عبدالله الحمدان لاعب المنتخب السعودي الجد...
اقرأ أكثر »
هل يمزق بريكست وحدة بريطانيا العظمى؟ | DW | 08.12.2019رغم أن الغالبية صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016، إلا أن هناك أقليات قوية تهدد الآن بالاستقلال عن المملكة المتحدة في حال تمّ البريكست، مثلما يشير استطلاع حديث للرأي بين سكان اسكتلندا.
اقرأ أكثر »
هل توافق الناقد المصري رأيه؟اعتبر الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، أن تخليد روح الفنان الراحل هيثم زكي، ببناء مستشفى يحمل اسمه من أموال الصدقات أفضل من توجيهها لبناء مسجد باسم الفقيد.
اقرأ أكثر »
هل أوفى ترامب بوعده بإنعاش الصناعة الأمريكية؟ | DW | 09.12.2019يُصّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن الصناعة مفتاح تنمية الاقتصاد، وقدم نفسه بطل لإنعاشها، ورغم ذلك ضربت سياساته الحمائية القطاع بشدة ووضعت وظائفه في خطر وسط تباين آراء المحللين حول وضع الصناعة في عهد ترامب.
اقرأ أكثر »
رأي:هل يفقد لبنان مصداقيته أمام المجتمع الدولي ويقع بحلقة مفرغة قاتلة؟لا يمكن قراءة المسار السياسي لمحاولات تشكيل حكومة إنقاذيه في لبنان من دون الانحدار نحو القلق والتشاؤم. ومرَدُ ذلك إلى الأسلوب الذي تعتمده السلطة في مقاربة الانهيار الاقتصادي والشلل التام في الدولة والغضب الشعبي العارم الذي يستمر منذ قرابة
اقرأ أكثر »
طارق الشناوي - بعد موليير... هل ينال عبد الوهاب البراءة؟المسكوت عنه، هو الحقيقة التي نخشى الاقتراب منها، نرددها في السر، لكننا لا نجرؤ على إعلانها، وفي حياتنا الكثير مما نتهامس به داخل دائرة محدودة.قبل بضعة أيام على صفحات جريدة «الشرق الأوسط»، قرأت هذا الخبر «الذكاء الصناعي أثبت براءة الشاعر والكاتب الفرن
اقرأ أكثر »