وسط مقاطعة طيف واسع من الأحزاب السياسية واحترازات المجتمع المدني، أقر الناخبون التونسيون في 25 يوليو/تموز دستورا جديدا للبلاد اقترحه الرئيس قيس سعيّد ويعطي الرئاسة صلاحيات واسعة على حساب البرلمان. ويثير…
وكانت تونس، مهد ثورات الربعي العربي، تعد طويلا الاستثناء الوحيد الناجح لهذه الموجة الثورية التي سرعان ما تحولت إلى نزاعات سياسية عنيفة أو حتى مسلحة على غرار ما حدث في اليمن وسوريا وليبيا.فقد نجحت البلاد في تنظيم ثلاث مواعيد انتخابية تعددية على مدى العقد الماضي والتي لاقت إشادة دولية، ما جعلها تمثل بنظر البعض الشمعة الوحيدة التي بقيت مشتعلة من الثورات التي هزت المنطقة بإقرار دستور توافقي خلال سنة 2014 يضمن الحريات العامة والفردية والتعددية السياسية.
بتمرير دستور جديد اقترحه بنفسه متجاوزا رأي الهيئة الاستشارية التي عينها لصياغته، يبدو أن سعيّد نجح في تمرير خطوته الأهم في مشروعه السياسي. لكن قوى محلية ودولية يقدرون أن هذا الدستور لا يحظى بإجماع واسع ويضعف"المؤسسات الديمقراطية" فيما يمنح معظم السلطات لرئيس الدولة.
وتابع قائلا:"حتى عندما اهتمت الحكومات المتعاقبة بالاستجابة للمطالب الاجتماعية، فإن كلفة السلم الاجتماعي كانت باهظة على التوازنات المالية للدولة ما أجل انفجار الأزمة عوض حلها، ولعل العفن الذي وصل له الوضع في صيف 2021 يعود لسياسات هذه الطبقة الحاكمة". ومن بين بلدان الموجة الأولى لثورات الربيع العربي، عاد الحكم من جديد في يد المؤسسة العسكرية النافذة في مصر فيما مازالت سوريا تعاني تبعات حرب أهلية هجرت وقتلت الملايين رغم نجاح نظام بشار الأسد في تفادي الانهيار. من جانبها، غرقت ليبيا واليمن أيضا في حروب أهلية دامية وأزمات سياسية لم يظهر أفق حلها بعد.ولبنان في تحقيق التطلعات المنتظرة منها، بل غرق البلدان في أزمات سياسية عطلت تشكيل الحكومات بعد انتخابات برلمانية لم تفرز أغلبية واضحة وحافظت فيها التكتلات السياسية التقليدية على وزنها ولو نسبيا.
وهنا يذكّر أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الفرنسية خطار أبو ذياب، أن ربيع الشعوب الأوروبية تطلب عقودا ليحقق استقرارا سياسيا وديمقراطية حقيقية. وقال لفرانس24:"بذور التغيير التي زرعتها الانتفاضات العربية في موجتي 2011 و2019 لا يمكن أن تذهب سدى. لكن الأمر لا يتعلق بمجرد إسقاط نظام حكم هنا أو هناك، هذه الانتفاضات بحاجة لثورات بنيوية وثقافية في المجتمعات العربية التي تعاني من مشكلة تجذر نزعة الاستبداد واستمرار وجود أجهزة قمعية في الدولة تتحكم في العملية السياسية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
القبض على رجلين وامرأة بعد اعتدائهما على مواطن في مشاجرةباشرت وزارة الداخية بلاغًا عن وقوع مشاجرة بين 3 أشخاص في أحد مناطق المملكة؛ حيث تبين أن المشاجرة بسبب حادث مروري قبل 4 أشهر.
اقرأ أكثر »
هل انتصر السيسي على الجميع؟!دائرة جهنمية أدت إلى فقدان موضوعات وقضايا كثيرة أهم من هذه المهلكة الفارغة التي يدفعنا إليها الديكتاتور وأجهزته، قضايا حياتنا الخاصة بعيدا عن السلطة صارت بلا جاذبية في الكتابة والنقاش، لأن الجمهور على الجانبين مشغول بموضوع واحد، تفرضه الدولة وإعلامها
اقرأ أكثر »
هل 'تسببت' السعودية بإصابة بايدن بكورونا؟ شاهد رد كيربي على المراسلقال منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، ردًا على سؤال أحد الإعلاميين في مؤتمر صحفي حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أُصيب بفيروس كورونا في السعودية بشكل متعمد، إن هذه الفكرة "سخيفة، إنها سخيفة للغاية".
اقرأ أكثر »