الدارسون لتاريخ الثورات يفسرون التحولات التراجعية الجارية في بلدان ما يطلق عليه الربيع العربي بأنها ارتدادات وانكسارات طبيعية في مسلسل التغييرات العميقة التي ست
هناك حاجة ماسة إلى نقد أطروحة الربيع العربي، والتأسيس لوعي ديمقراطي يؤمن بضرورة التكامل بين الدولة والمجتمع
وتعيش ليبيا بعد ثورة فبراير 2011 في ظل مناخ من عدم الاستقرار، وانكشاف واضح أمام التدخلات الخارجية التي تخوض حروبا بالوكالة، وتعثر جميع المحاولات لبناء نظام سياسي عقلاني يحقق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة والتنمية.. نعم، هناك معطيات ذاتية دفعت في اتجاه اتساع الهوة بين الفرقاء السياسيين وعجزهم عن بلورة خريطة طريق متوافق عليها لبناء مرحلة انتقالية تمكن الجميع من العبور نحو الديموقراطية بشكل سلس وهادئ، لكن من المؤكد أن الاختراقات الإقليمية والدولية كان لها دور أساسي في"نجاح" ما يمكن تسميته بالثورة المضادة واستعادة الدولة العميقة لزمام المبادرة.
أو على مستوى انعكاساتها المنتظرة على النظام الدولي، فكيفما كانت نتيجة الحرب فمن المؤكد أن التحالفات الدولية والإقليمية ستشهد تغييرات ملموسة، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تغير في نوعية وطبيعة المحاور القائمة وسيكشف عن خريطة سياسية جديدة ستتضح معالمها حينما تضع الحرب أوزارها، وهي تحولات لا تقل أهمية عن التحولات التي عاشها العالم بعد سقوط جدار برلين وانطلاق موجة جديدة من التحرر والانفتاح السياسي سواء على مستوى أوربا الشرقية أو على مستوى المنطقة العربية والإسلامية.