نواد للآباء المسنين FatimaAlmuzainy مقالات الوطن_اكثر_من_ذلك
يطول العمر بالإنسان فيرى أبناءه الصغار وقد كبروا وانشغلوا بأعمالهم وعائلاتهم الجديدة، ويرى رحيل أصدقائه وربما شريك حياته، ويتقاعد من عمله وتضعف حواسه، ثم تتضاءل دائرته ويتركه كل شيء كان يملأ عليه الوقت ويشعره بأن له صوتا ووجودا. بل وتتسع الفجوة بينه وبين أسرته من أبناء وأحفاد حتى مع كونهم محبين وداعمين إلا أن لهم اهتمامات ومفاهيم ومعارك حياة لا يستوعبها ولا يتفاعل معها.
تحرص الأسر في مجتمعنا على رعاية الأب أو الأم رعاية غير مشروطة لكن ثمة أمورا معنوية وعاطفية لا تستطيع الأسرة توفيرها ولو حرصت، فيصبح المسن وحيدا وانطوائيا، ويؤثر هذا على صحته و نفسيته. حان الوقت لتطوير دور رعاية المسنين بحيث تلحق بها نواد صحية ورياضية واجتماعية وصوالين ومكتبات ومقاه ومطاعم. وتنظم فيها فعاليات ترفيهية أو اجتماعية أو سياحية. لا بأس حتى إن كانت باشتراك رمزي للقادرين أو يشكل صندوق خاص لتمويلها.
في مجتمع كهذا سيجد الإنسان كل يوم قصة يحكيها أو مشكلة يحلها أو مشورة يقدمها. باختصار سيمضي سنواته الأخيرة دون أن يفقد شغفه بالحياة.