تسلط هذه المقالة الضوء على تاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية وقضية فلسطين، وتتبع مسيرة الدعم السعودي لقضية فلسطين من خلال مختلف المراحل التاريخية، بدءًا من دعم الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وصولًا إلى المبادرات والمساعدات التي قدمتها المملكة لشعب فلسطين في عهد الملوك التالية.
تتمتع قضية فلسطين باهتمام كبير من المملكة العربية السعودية ، حيث تتبنى مواقف ثابتة وداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية.
وتشدد القيادة الرشيدة -أيدها الله- على مواقف المملكة الثابتة والراسخة في الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال أقوالها وأفعالها، ويبرز ذلك في الخطاب السنوي لأعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، حيث جاء فيه: 'تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلةً القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك'. وبُنيّت مواقف المملكة من القضية الفلسطينية على الحكمة والرصانة السياسية التي عُرف بها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، فقد بدأت مساندتها منذ مؤتمر لندن عام 1935م، المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة، واستمرت في دعمها عبر مختلف المراحل وعلى جميع الأصعدة (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية)، انطلاقًا من إيمانها الصادق بأن جهودها تجاه القضية الفلسطينية واجب تمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية.. وخلال حرب 1948م (1367هـ)، أرسلت المملكة أبناءها من الجيش السعودي للذود عن حياض الأمة ومقاومة الاحتلال، حيث قدم السعوديون تضحيات كبيرة واُستشهد عدد منهم على أرض فلسطين. ويأتي هذا الموقف السعودي ضمن سياستها الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية، التي انبثقت من مشكاة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-..وواصل أبناؤه الملوك من بعده، حيث دعمت المملكة وساندت القضية الفلسطينية في مختلف مراحلها وعلى جميع الأصعدة (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والصحية)، وذلك من منطلق إيمانها الصادق بأن ما تقوم به من جهود تجاه القضية الفلسطينية إنما هو واجب يمليه عليها عقيدتها وضميرها وانتماؤها لأمتها العربية والإسلامية..ودعم الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني منذ أن كان وليًا للعهد، حيث تمثل هذا الدعم في زيارته لفلسطين عام 1935م، وبعد توليه الحكم شمل دعمه الشؤون (السياسية والمعنوية) في المحافل الدولية، وتقديم المساعدات المالية، والاعتناء بأسر الشهداء، كما استقبل أعدادًا كبيرة من الفلسطينيين في المملكة، وأتاح لهم فرص الإقامة والعمل.. وبرز دور المملكة بشكل ملحوظ في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وأصبحت عنصرًا فاعلاً في الساحة العربية والإسلامية في مواجهة الصراع العربي الإسرائيلي، وقد حضر -رحمه الله- مؤتمر القمة الإسلامية الأول في الرباط سبتمبر 1969م، والذي عُقد استجابةً لندائه عقب حريق المسجد الأقصى، حيث سعى إلى تحويل القضية الفلسطينية من قضية عربية إلى قضية إسلامية تحظى بدعم جميع الدول الإسلامية، وهو الهدف الذي كان يسعى إليه من خلال دعوته إلى التضامن الإسلامي..وكان للملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، دور فعّال في تعزيز دعم القضية الفلسطينية، حيث حرص على إقناع القادة والزعماء الذين زاروا المملكة بضرورة مساندة القضية الفلسطينية ودعمها على المستويين العربي والإسلامي.. وساند خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- القضايا العربية والإسلامية، انطلاقًا من مسؤولية المملكة التاريخية والدينية تجاه العرب والمسلمين، وكان الدعم للقضية الفلسطينية متعدد الجوانب، شمل الدعم الإعلامي، حيث سُخرت جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لنصرتها، إضافة إلى الدعم المالي عبر اللجان المخصصة لجمع التبرعات في مختلف مناطق المملكة، إلى جانب الدعم التعليمي الذي أتاح فرص التعليم لأبناء الفلسطينيين في جميع المراحل، والدعم الصحي والاجتماعي والديني. كما قدم دعمًا سياسيًا بارزًا تُوج بمبادرة السلام التي طرحها في شوال 1401هـ / أغسطس 1981م، والتي أُيدت في مؤتمر القمة العربية الـ12 في المغرب عام 1402هـ / 1982م..وفي إطار الدعم المستمر للمملكة تجاه القضية الفلسطينية، اقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- خلال المؤتمر العربي المنعقد في القاهرة في أكتوبر 2000م، إنشاء 'صندوق انتفاضة القدس' برأس مال قدره 200 مليون دولار، مخصص لدعم أسر الشهداء الفلسطينيين، إلى جانب إنشاء 'صندوق الأقصى' بقيمة 800 مليون دولار، لتمويل مشروعات تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس، وقد أعلنت المملكة التزامها بتقديم ربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين، إضافةً إلى تكفلها بدعم ألف أسرة فلسطينية من أسر شهداء وجرحى انتفاضة الأقصى..وجددت المملكة تشديدها على هذا التوجه في مؤتمر القمة العربية في بيروت في مارس 2002م، حيث قدمت تصورًا عمليًا لتحقيق تسوية شاملة وعادلة في الشرق الأوسط، عُرف لاحقًا بـ'مبادرة السلام العربية'، والتي تبناها القادة العرب وأُقرت خلال تلك القمة..واستمرارًا للعناية القصوى بالقضية الفلسطينية وبما لا يدع مجالاً للشك بأهميتها، أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - على القمة العربية الـ 29، المنعقدة في الظهران في إبريل 2018م، مسمى 'قمة القدس' ترسيخًا منه -رعاه الله- أن القدس حاضرة في وجدان قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية، مؤكدًا -حفظه الله- محورية القضية الفلسطينية حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف..وقال -أيده الله- : 'ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين'، كما أعلن -حفظه الله- تبرع المملكة بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وتبرع المملكة بمبلغ (50) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى 'الأونروا'
قضية فلسطين المملكة العربية السعودية دعم القدس التاريخ مبادرات السلام
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
رئيس هيئة حقوق الإنسان: السعودية حريصة على نصرة القضايا العادلةأكدت المملكة العربية السعودية, أهمية مضاعفة الاهتمام بحالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى، في ظل الأحداث المؤسفة التي تجري في فلسطين
اقرأ أكثر »
موقف المملكة العربية السعودية من قيام دولة فلسطين: راسخ وثابتأكدت وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة من قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية راسخ وثابت، وذلك خلال تصريحات لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأكد الأمير بن سلمان على أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون أن يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أبدى سموه مواقفه خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في الرياض، وحث على الاعتراف بدولة فلسطين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
اقرأ أكثر »
تنزانيا الدولية للقرآن الكريم تنظم مسابقة القرآن الكريمتنظم مسابقة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم في نسختها الثالثة والثلاثين بدعم من المملكة العربية السعودية.
اقرأ أكثر »
المملكة وفلسطين موقف راسخ في وجه الابتزازامتاز الموقف السعودي من قضية فلسطين بالوضوح والثبات منذ بروز هذه القضية، حيث رفضت المملكة كل محاولات الابتزاز والمساومة على الحق العربي الأصيل، وظل ذلك الموقف المبدئي عنوانا سعوديا...
اقرأ أكثر »
التويجري: المملكة تؤكد أهمية مضاعفة الاهتمام بحقوق الإنسان في فلسطينالمملكة تؤكد أهمية مضاعفة الاهتمام بحالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى، في ظل الأحداث المؤسفة التي تجري في فلسطين
اقرأ أكثر »
تحذير من هطول أمطار رعدية على مناطق واسعة في السعوديةتُصدر المديرية العامة للدفاع المدني في المملكة العربية السعودية تحذيرًا هامًا جراء توقع هطول أمطار رعدية على مناطق واسعة من المملكة حتى يوم الجمعة المقبل.
اقرأ أكثر »