فتحت جريمة جبيل، التي ذهب ضحيتها القيادي في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، ملف تفلت الحدود مع سوريا وسلاح «حزب الله»، وسط توتر دفع البطريرك.
https://aawsat.
ولم تبقَ الجريمة عند إطارها الجنائي بمعزل عن الإسقاطات السياسية، وتحدث حزب «القوات» عن عوامل جوهرية وأساسية، أدت إلى عملية الاغتيال. أولها وجود «حزب الله» غير الشرعي، الذي «أدى إلى تعطيل دور الدولة، وفاعلية هذا الدور. الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح». الهجوم هو الثاني من نوعه في أقل من 48 ساعة، في المنطقة ذاتها. فقد قُتل مواطن خمسيني بطلق ناري، نتيجة إطلاق عناصر من ميليشيا «الدفاع الوطني» الرصاص بشكل عشوائي، خلال تشييع 3 قتلى سوريين العاملين ضمن ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني، في مقبرة بلدة حطلة بريف دير الزور الشمالي، كانوا قد قُتلوا يوم الاثنين.
لم تستقر جريمة خطف وقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، على إطارها الجنائي، إذ اتخذت طابعاً سياسياً عبر إضاءة «القوات» على «عوامل جوهرية» أدت إلى الجريمة، ويتمثل بعضها «بوجود بالشكل الموجود فيه» في إشارة إلى سلاحه، و«الحدود السائبة التي حولها الحزب إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت»، وسط توتر دفع البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى «التروّي وضبط النفس».
وقال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد ترؤسه مجلس الأمن المركزي أنّ جريمة قتل باسكال سليمان «ارتكبها سوريون»، موضحاً أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق مع بعضها»، مشيراً إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام».
وأكدت أنّها «تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعياً إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّماً عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده».
وذكر الجيش في بيان، أن جثة سليمان «ستنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها، استكمالاً للتحقيقات، على أن تسلم إلى ذويه بعد ذلك». وعدّ حزب «القوات اللبنانية» مقتل سليمان «عملية اغتيال سياسية» إلى حين ثبوت العكس، ووصفها بأنها «عملية قتل تمت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم». وفيما يتعلق بالرهائن البريطانيين وغيرهم من المحتجزين لدى «حماس»، قال كاميرون إنه يجب إطلاقهم، موضحاً أنه «تم تقديم عروض كبيرة للغاية من إسرائيل لإطلاق عدد كبير من السجناء لديهم، مقابل إطلاق الرهائن».
وفي إشارة إلى الهجمات على العاملين الإنسانيين، وآخرهم العاملون في «المطبخ المركزي العالمي»، أفاد بلينكن بأن هناك «مسؤولية غير عادية تقع على عاتقنا لضمان عدم تكرار ذلك أبداً». وأضاف: «ننظر بعناية شديدة إلى نتائج التحقيق الذي أجرته إسرائيل. ونحن نطرح أسئلة حول هذا الموضوع»، آملاً في أن «التحقيق سينتج عنه تغيير حقيقي يمكن أن يضمن بشكل أفضل أمن وسلامة العاملين في المجال الإنساني».
ويقول ربيع مهنا، وهو لبناني من المنطقة، إن «ما حصل خطر جداً، وعمليتا الخطف والقتل وقعتا في منطقة معروفة بهدوئها، وكلها عائلات تربطها صلات قرابة»، ويضيف: «نحن خائفون ونرفض ما حصل». ويرى مهنا أن «ما حصل خطر، والفلتان الأمني ينبئ بغياب الدولة»، مؤكداً أن «الثقة بالدولة اهتزت اليوم، وهو شعور عام، ولكننا لم نفقد الأمل كليًّا، وما زلنا تحت جناح الدولة والجيش، ونؤمن بالأجهزة»، ويشدد على ضرورة «أن تقبض الأجهزة الأمنية على المجرم بعيداً من أي تدخل سياسي».
ويضيف أبي عقل: «من هنا أتت صرختنا ودعوتنا للنزول إلى الأرض»، لافتاً إلى أن «الاعتراض يصب بهذه الخانة، وليس فقط بخانة الاستهداف الجبيلي فقط». وتابع: «نحن ضد الأمن الذاتي، ومنذ التسعينات طالبنا بحل الميليشيات، وأن يكون الجميع تحت جناح الدولة اللبنانية، لا سيما أن الأجهزة الأمنية ما زالت قوية وتقوم بعملها، والدليل أن أكبر الجرائم وأفظعها تُكشف خلال ساعات، وهذا ما نثني عليه».
الوزير الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خلال مؤتمر صحافي في 22 فبراير أكد فيه أنه سيقدم خططاً لمستوطنات جديدة بالضفة وبحسب منظمة «هيومن رايتس ووتش»، وصلت حوادث عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم إلى أعلى متوسط يومي لها، منذ أن بدأت الأمم المتحدة بتسجيل هذه البيانات عام 2006. ففي حين بلغ المعدل حادثي عنف اثنين يومياً عام 2022، وواحداً في اليوم سنة 2021، ارتفع إلى 3 اعتداءات في سنة 2023، و5 اعتداءات خلال الحرب الحالية في غزة.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ، ينس ليركه في جنيف، إن «عمليات توصيل المواد الغذائية التي تنسقها الأمم المتحدة أكثر عرضة للعرقلة أو منع الوصول... من أي مهمة إنسانية أخرى»، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية». وأضافت أنه «تم توزيع 267 شاحنة مساعدات فقط من قبل وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة داخل غزة ».وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «أولاً وقبل كل شيء، الشاحنات التي تفتشها تكون بشكل عام نصف ممتلئة فقط. وهذا مطلب وضعته»، موضحاً أنه بمجرد تفتيش هذه الشاحنات، تعيد الأمم المتحدة توزيع المساعدات داخلها للاستفادة من المساحة، ولذلك فمن الطبيعي أن «الأرقام لا تتطابق أبداً».
وشدد المتحدث باسم «أوتشا» على أن «التزام الأطراف المتحاربة - خصوصاً إسرائيل بوصفها القوة المحتلة لغزة - بتيسير وضمان وصول المساعدات الإنسانية لا يتوقف عند الحدود. يشمل الأمر أيضاً التحركات داخل غزة». ومنذ 1 أبريل الحالي، يوم قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في سوريا، التزمت الفصائل المسلحة بـ«ضبط النفس» في العراق، دون أن تسجل هجوماً واحداً ضد القواعد الأميركية ضمن هدنة متفق عليها.
ومنذ 6 فبراير ، حين قتل قصف أميركي بطائرة مسيرة أبو باقر الساعدي مسؤول الدعم اللوجيستي في «كتائب حزب الله»، بدأت هدنة بين الفصائل والأميركيين هي الأشد تماسكاً منذ بدء «طوفان الأقصى» في غزة. وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «قادة الفصائل، وبعد تفاهمات مع سياسيين متنفذين أجريت بعد ضرب القنصلية الإيرانية، توصلوا إلى اتفاق بإسقاط أربيل من قائمة الأهداف المرشحة للرد الإيراني».
وكان «أبو فدك» يشارك في مسيرة «يوم القدس»، الجمعة الماضي، التي تزامنت مع تشييع 7 ضباط لقوا حتفهم في الغارة الجوية على مجمع السفارة الإيرانية في سوريا. لكن، ومنذ قصف القنصلية الإيرانية، تحرص المجموعة المعروفة بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» على إعلان ضربات يومية ضد أهداف إسرائيلية. لا يصدق أهالي خان يونس الذين عاشوا تجربة الحرب بكل تفاصليها، ما رأته أعينهم بعد عودتهم إلى المدينة التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، وتركتها أكبر كومة ركام في العالم، فوق جثث متحللة ومتعفنة.
يقول رامي بربخ، إن أقاربه كانوا يحاولون الخروج من منزلهم بعد أن عادت قوات الاحتلال للمنطقة، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كبير، وقُتلوا جميعاً. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لم نتعرف عليهم بسهولة، لولا أننا نعرف ما حدث وأين كانوا. مشوهين بالكامل». ووفقاً لشهادات مواطنين تنقلوا من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مؤخراً، فإن قوات الاحتلال وضعت أبراج مراقبة على امتداد الشارع الذي تسيطر عليه، ما يشير إلى نيات إسرائيلية البقاء لفترة طويلة هناك.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
السلطات اللبنانية توقف سبعة سوريين بعد مقتل مسؤول حزبي محلي (مصدر قضائي)أوقفت السلطات اللبنانية سبعة سوريين يُشتبه في ضلوعهم في مقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية عُثر على جثته في سوريا، حسبما قال مصدر قضائي وآخر عسكري لوكالة فرانس برس الثلاثاء.
اقرأ أكثر »
لبنان يعتقل 7 سوريين بشبهة قتل باسكال سليمان.. فما قصة سيارته الفخمة؟أوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه في ضلوعهم بمقتل مسؤول في حزب القوات اللبنانية عُثر على جثته في سوريا، حسب ما قال مصدر قضائي وآخر عسكري لوكالة
اقرأ أكثر »
توقيف 7 سوريين في مقتل مسؤول حزب القوات اللبنانيةأوقفت السلطات اللبنانية 7 سوريين يُشتبه في تورطهم بمقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان، الذي عُثر على جثته في سورية.
اقرأ أكثر »
لبنان يطالب بكشف ملابسات مقتل باسكال سليماندعا وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي إلى كشف جميع ملابسات مقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل (شمال لبنان) باسكال سليمان.
اقرأ أكثر »
بعد مقتل مسؤول حزبي.. وزير الداخلية اللبناني يدعو إلى التشدد في تطبيق القوانين على اللاجئين السوريينمسؤول بحزب القوات اللبنانية باسكال سليمان
اقرأ أكثر »
الجيش اللبناني يعلن القبض على سوريين اشتركوا في خطف مسؤول بحزب «القوات»أعلن الجيش اللبناني اليوم الاثنين القبض على عدد من السوريين اشتركوا في عملية خطف مسؤول بـ«حزب القوات اللبنانية».
اقرأ أكثر »