ليست هي المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستضيف فيها باريس معرضاً بهذه الأهمية يجمع أعمال عدداً من الرسامين الذين تطلق عليهم اسم المستشرقين. إنّهم طائفة كبيرة من الفنانين الأوروبيين الذين اجتذبتهم، قبل قرنين من الزمان، شمس أفريقيا وجانب من آسيا، كم
ا سحرتهم الروايات التي تناقلها الجنود والرّحالة عن مجتمعات بكر تتألف من رجال قساة أشداء ونساء سمراوات ذوات عيون كحيلة يعشن وراء الجدران، لا شاغل لهن سوى احتساء القهوة والخدر اللذيذ. والطّريف في هذا المعرض الذي يفتح أبوابه اليوم في متحف «مارموتان مونيه» أنّ القائمين عليه يرجحون أنّ أقدام أي من أولئك الرسامين لم تتخط مواضع الحريم. مع هذا تركوا لمخيلاتهم العنان لكي ترسم أميرات حسناوات مستلقيات طوال الوقت بما خف من الثياب، يقف على خدمتهن الجواري والغلمان.
يخبرنا دليل المعرض أنّ هناك عدة «شروق» وليس واحداً في المخيلة الغربية. فهناك الشرق كما ورد ذكره في الأناجيل، وهناك الشرق الذي كتب عنه السفراء والموفدون، وهناك الشرق الذي قصده التجار وعادوا منه بالبضائع والحكايات. وهي حكايات أججت صبوات العديد من الرسامين ابتداء من كارباشيو إلى ليوتار. من ثمّ جاءت حملة الإمبراطور الفرنسي على مصر، عام 1798. لتزيد من درجة الحمى وتجعل من ذلك الشرق قريباً وقيد التناول، يمكن السفر إليه واستكشاف خفاياه.
ساهم الاهتمام بالشرق في تطوير حساسية فنية جديدة يلعب الضوء فيها جانباً أساسياً، بالإضافة إلى الألوان الحارة والأجواء الصاخبة للأسواق والأزقة وأماكن العبادة. إن الطبيعة هنا هي غير الطبيعة في مدن أوروبا وأريافها. وحدة النور وما تلقي به الظّلال يختلفان عمّا اعتادت عليه الأعين في البلاد الباردة، كما أنّ للصحراء سحراً شكلياً ولونياً لا يمكن أن يمر به الفنان مرور الكرام. ومن ثمّ هناك البوابات المقفلة والقلاع والجدران العالية الخالية من النوافذ، وما تثيره من توقعات عمّا يجري خلفها.
ترك الفرنسيان ليون بيلي وغوستاف غيوميه لوحات تشكل أمثلة رائعة على التجرد من الأشكال التصويرية والتركيز على الانعكاسات الضوئية. وكان زمن المدرسة الانطباعية لمانيه ورينوار قد لعب دوره في صياغة أنماط جديدة من التصوير اللوني. وجاء كل من فالوتون وإميل برنار وجول ميغوني لتدشين أعمال تتوقف عند الجوانب التزيينية التي تجلّت أيضاً في لوحات ماتيس الذي اعتنى بالبقع اللونية وضربات الفرشاة. وبدت الطبيعة الشرقية وكأنّها تتحرّر وتتفجّر تحت فرشاة البلجيكي تيو فإن ريسلبيرغ.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
خادم الحرمين يستقبل عدداً من الأمراء ومفتي المملكة وكوكبة من العلماء وجمع من المواطنينخادم_الحرمين يستقبل عدداً من الأمراء ومفتي المملكة وكوكبة من العلماء وجمع من المواطنين
اقرأ أكثر »
الأسواق الأوروبية تستهلك أكثر من 50% من الصادرات التركيةعبّر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى تركيا عن أهمية الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقال إن الأخيرة تعدّ 'من أهم الشركاء التجاريين'. ونوّه المسؤول الأوروبي إلى جهود تركيا في استيعاب اللاجئين.
اقرأ أكثر »
باريس وطهران تتجهان نحو استعادة علاقاتهما الدبلوماسية بعد أشهر من التوترأعلنت مصادر رسمية فرنسية وإيرانية الأربعاء أن باريس وطهران قررتا تبادل سفيرين بينهما بعد أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بدأت صيف 2018 وارتبطت بعدة ملفات.
اقرأ أكثر »
مانشستر يونايتد يفجر المفاجأة ويقصي باريس سان جيرمان من الأبطالحقق مانشستر يونايتد مفاجأة من العيار الثقيل ووصل إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بعد أن تغلب على مضيفه باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف مقابل هدفين
اقرأ أكثر »
جراحة تنهي معاناة ستيني مع احتباس البول بمستشفى حفر الباطننجح فريق جراحة المسالك البولية بمستشفى حفر الباطن المركزي في إنهاء معاناة مريض، بالعقد السادس من العمر، عانى من تضخم كبير في البروستاتا. وقد حضر المريض إلى قسم الطوارئ وهو يعانى من حصر بول حاد وشديد وبعد إجراء كافة الفحوصات المخبرية والإشعاعية تبين أنه يعانى من ارتفاع في ضغط الدم وتضخم كبير في البروستاتا التي بلغ حجمها ٢٥٠ جراماً (ربع كيلو جرام) وقرر الفريق الطبي إجراء عملية جراحية لاستئصالها. وأثناء العملية قام الفريق الطبي باستئصال البروستاتا عن طريق عمل جراحي أسفل البطن، وقد تكللت العملية بالنجاح ولله الحمد ثم نقل المريض إلى القسم وهو بحالة مستقرة.
اقرأ أكثر »
استسلام وأَسْر المئات من مقاتلي داعش في الباغوز السوريةقال قيادي كبير في قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، إن القوات المدعومة من الولايات المتحدة أسرت 400 من مقاتلي تنظيم داعش أثناء محاولتهم الفرار من آخر معقل للتنظيم ف
اقرأ أكثر »