آراء | عن مظاهرات مصر ولماذا كانت إسرائيل أكثر فزعاً من السيسي يكتب الدكتور عدنان أبو عامر
استقطبت الاحتجاجات المصرية الجارية هذه الأيام اهتمام دوائر صنع القرار الإسرائيلي، سواء الإعلامية منها أو السياسية، وإن أحجم المسؤولون الإسرائيليون، السياسيون منهم والعسكريون والأمنيون، عن التعليق الرسمي على هذه الأحداث، رغبة في عدم إحراج حليفهم المقيم في قصر الاتحادية، لكن ذلك لا يعني عدم التواصل الحثيث بين القاهرة وتل أبيب على مدار الساعة.
توقفت إسرائيل طويلاً عند ترديد اسمها كثيراً في المظاهرات المصرية الجارية، باعتبار السيسي صديقاً لها، مع العلم أنه في حال عادت الحياة إلى ميدان التحرير، فإن هذا يمثل أخباراً سيئة جداً لإسرائيل، لأن مؤشرات عدم استقرار نظام السيسي، قد يجعلها تواجه مجدداً سيناريو الرعب الذي خشيته بعد ثورة يناير 2011. يتحدث الإسرائيليون علانية عن جملة من الصفات المشتركة بين نتنياهو والسيسي كفيلة بأن تربطهما معاً، فكلاهما يعيش إحساساً بالتهديد الوجودي، ويواجه المجموعات المسلحة ذاتها، وينتمي إلى الجانب المحافظ من الخريطة السياسية، ومن صفاتهما المشتركة أن الإعلام يعد مصدر إزعاج لهما، ولديهما حساسية لما يقال عنهما علناً.
لا يخفي الإسرائيليون التسريبات التي تتحدث عن وجود اتفاقات في الغرف المعتمة بين نتنياهو والسيسي، وهو السر الذي يحتفظ به رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال مائير بن شبات، ما يعني أن العلاقة بينهما في القاهرة وتل أبيب تقوم على التحالف، والتعاون المكثف مع الجيش المصري، لمواجهة النفوذ الإيراني في غزة، وخدمة الدول المعتدلة مثل مصر والسعودية والإمارات من خلال التحالف الإسرائيلي مع هذه الدول العربية الصديقة.
هذه القناعة الإسرائيلية لا تنفي الفرضية التي ترى أن أكبر التحديات التي تواجه السيسي هي تجدد المظاهرات والحراك الثوري، بجانب الحرب التي يخوضها في سيناء، والتعاون مع إسرائيل، مع أن ما يمكن وصفها بالبدائل الإسرائيلية عن السيسي، حتى لو تحت مظلة الجيش، لا يمكن التقليل من خطورتها وتداعياتها الإقليمية. يعتقد الإسرائيليون أنهم يحسنون صنعاً إن ساهموا في استقرار نظام السيسي، وجعلوه نصب أعينهم، وعلى إسرائيل أن تركز بسياستها الخارجية وحواراتها الاستراتيجية مع حلفائها الإقليميين في المنطقة والولايات المتحدة وأوروبا على عنصر أساسي ومركزي وهو تقوية استقرار النظام المصري، فيما تقوم إسرائيل بانتهاج سياسات وإجراءات تحافظ على علاقات وثيقة مع القيادة المصرية الحاكمة في القاهرة.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
لماذا لن تنجح دعوات مصر بإشراك أمريكا بمفاوضات سد النهضة؟أكد سياسيون وخبراء مصريون أن مطالبة نظام الانقلاب العسكري برئاسة عبد الفتاح السيسي، بوساطة طرف رابع في مفاوضات سد النهضة، أصبح مستحيلا، بعد رفض السودان المقترح
اقرأ أكثر »
حركة 'السترات الصفراء' تنظم مظاهرات محدودة في عدد من المدن الفرنسيةنظمت حركة 'السترات الصفراء' السبت مظاهرات محتشمة في بعض المدن أبرزها أميان وبيزانسون وتولوز، شارك فيها المئات من الأشخاص، وتخللها وقوع حوادث وتوقيف عدد من المتظاهرين بعد تعرض عناصر الشرطة للرشق بالحجارة...
اقرأ أكثر »
«النيابة العامة» تُنهي 57% من قضاياها بالصلح خلال النصف الأول من العام الماضيأنهت وحدات الصلح الجنائي بالنيابة العامة 1122 قضية جنائية في مكاتبها التي تمثل 57% من القضايا المحالة إليها، وذلك خلال النصف الأول من العام الماضي 1440.وجاء ا
اقرأ أكثر »
مصر تتطلع لدور أميركي في مفاوضات «سد النهضة» بعد «انسداد» المباحثاتفي الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة، أمس، أن «مفاوضات سد النهضة قد وصلت إلى طريق مسدودة نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي»، أعربت الرئاسة المصرية عن تطلعها إلى «دور أميركي» في المباحثات الممتدة منذ سنوات، مشيرة إلى أن هناك حاجة إلى دور دولي، وأن القاهرة مستمرة
اقرأ أكثر »