حينما يتحول الأمر إلى تجذير هذه المشاعر الكريهة، ولغة تجريح وحقد، وتشارك نخب في هذا الخطاب التباعدي الإقصائي بلغة شعبوية، يصبح الأمر مقلقاً - محمد فهد الحارثي
تأجيجه وزيادة حدته. وعاد بالذاكرة للمظاهرات التي انطلقت في بعض العواصم العربية بعد احتلال صدام للكويت، وخرجت تردد: «بالكيماوي يا صدام من الكويت للدمام»، ويتزامن أيضاً مع التسريبات الأخيرة لحوارات التآمر ضد السعودية بين القذافي ومسؤولين عرب، وكمية الحقد الذي يسعى لتفتيت الدولة السعودية وبث الفوضى. وأصيب السعوديون بحالة من الاستغراب والمرارة؛ بل والتساؤل من الصديق ومن العدو.
والحقيقة أن سؤال الكراهية ليس بجديد، فالأميركان طرحوا هذه السؤال «لماذا يكرهوننا؟»، بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وانشغلت مراكز الأبحاث والدراسات لديهم لإيجاد إجابة شافية. ونحن هنا نطرح السؤال، ليس بصيغة «لماذا» التي تعني حتمية الفرضية، ولكن بالتساؤل: «هل يكرهوننا؟» لننفي الحتمية إلى مجال الاحتمالية. وسبق أن كتبت عن هذا الموضوع؛ لكن الأحداث تفرضه لأهميته.
والحقيقة أن هذه العلاقة الملتبسة في عالمنا العربي تكون مستقرة ظاهرياً، وحينما يطرأ حدث مؤقت ينكشف كثير من المسكوت عنه، وتُستحضر تلك القضايا المزمنة، وتعود قضية العلاقة بين المركز والأطراف إلى السطح. وهي قضية مترسبة من حقب سابقة. وهي إشكالية يفترض أن الزمن تجاوزها، فبنظرة واحدة لخريطة المنطقة تدرك أين أصبحت مراكز الثقل والتأثير.
والحقيقة أن تهمة الكراهية بعموميتها فيها تجنٍّ، فالملايين من العرب عاشوا في منطقة الخليج واستفادوا من خيراتها، ويحملون ذكريات جميلة ووفاءً لهذه التجربة، وربما هم الأغلبية الصامتة. والآن يعيش في السعودية وحدها نحو عشرة ملايين عربي، يقدمون خبراتهم، ويستفيدون منها بأمان واستقرار. وهم بطريق غير مباشر يمثلون لدولهم شرياناً اقتصادياً مهماً، من خلال التحويلات الشهرية الضخمة. وفي الوقت نفسه يحمل السعوديون كثيراً من الامتنان والتقدير لهؤلاء الذين ساهموا في صناعة التنمية، ودفع عجلة التطوير.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
قفزة جديدة في إصابات كورونا في أمريكا بأكثر من 53 ألف حالةأظهرت الإحصائيات الواردة من المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، خلال الأربع وعشرين ...
اقرأ أكثر »
رفات مقاتلين تعود من متحف في باريس لتدفن في ثرى الجزائر | DW | 03.07.2020سجاد أحمر وحرس شرف وطبول ورئيس الدولة ورئيس الأركان. ما سبق ليس استقبالاً رسمياً لضيف رفيع المستوى، بل لرفات 24 مقاتلاً قضوا على يد المستعمر الفرنسي وبقيت محفوظة لسنوات في متحف الإنسان في باريس.
اقرأ أكثر »
محمد عواد حارس الوحدة السابق يتعافى من كوروناأعلن نادي الزمالك المصري مؤخرًا، أن حارسه المصري محمد عواد تعافى من فيروس كورونا، وذلك بعد أن أُصيب ...
اقرأ أكثر »
أم طُردت من وظيفتها بسبب ضجيج طفليها أثناء العمل من المنزلجريدة الشرق الأوسط صحيفة عربية دولية تهتم بآخر الأخبار بجميع أنواعها على المستويين العربي والعالمي.
اقرأ أكثر »
علماء كينيون يتخلصون من الجراد بمادة قاتلة من الطحالبيعمل العلماء في معمل بنيروبي على ابتكار وسائل جديدة للقضاء على الجراد في الوقت الذي تهدد فيه موجة ثانية منه بالتهام محاصيل شرق أفريقيا. وقد بلغت أسراب الجراد من السوء حداً لم تشهد المنطقة مثيلاً له منذ ثلاثة أجيال بفضل الطقس المطير في غير موسم المطر
اقرأ أكثر »
أم طُردت من وظيفتها بسبب ضجيج طفليها أثناء العمل من المنزلجريدة الشرق الأوسط صحيفة عربية دولية تهتم بآخر الأخبار بجميع أنواعها على المستويين العربي والعالمي.
اقرأ أكثر »