تتطلع هذه المقالة إلى حياة جيل الثمانينيات، و كيف عاشوا التغيرات الهائلة في العالم، من التقنية إلى الترفيه إلى العمل، وتقارنها بالحياة اليومية.
لما كنا بعمرك ما كان عندنا كذا، لأني من جيل الثمانينيات كان لا بد أن أردد هذه العبارة باستمرار على مسامع ابني، وفي إحدى المرات «ما كنا كذا»، توقفت قليلاً، كيف عاش هذا الجيل، وكيف استطاع الخروج من عنق زجاجة العقد النفسية والتناقضات، والرضوخ للعادات والمألوف والتي لم يكن لها صلة بالدين أبداً، كيف عاش هذا الجيل وكيف استطاع التأقلم مع المتغيرات والتطور ويصبح جزءاً من تطور المملكة حيث أصبحت بوصلة العالم في العديد من المجالات؟ جيل «ما كنا كذا» استطاع التفوق ومواكبة التطور حيث عاصر هذا الجيل بداية
التقدم التكنولوجي وثورة الإنترنت، لكن الفارق بين الجيلين في جوانب عديدة من الحياة الاجتماعية يظل واضحًا، فاليوم تأقلم هذا الجيل -وأقصد جيل الثمانينيات- مع التقنية وتقنيات الـAI (الذكاء الاصطناعي ) حتى لو كانت البداية رفض ومقاومة. في الثمانينيات، كانت الخيارات الترفيهية محدودة، وكان الناس يعتمدون بشكل أساسي على التلفاز والمسرح والأنشطة الخارجية البسيطة مثل التجمعات العائلية واللقاءات الاجتماعية التقليدية. أما اليوم، فقد أصبح الترفيه أكثر تنوعًا، مع ظهور عديد من المنصات الرقمية التي توفر محتوى ترفيهيًا من جميع أنحاء العالم. كما أن التقدم في صناعة الألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية أضاف بُعدًا جديدًا للتسلية والترفيه. علاوة على ذلك، أصبحت المدن اليوم أكثر تقدمًا في توفير الخيارات الرياضية والأنشطة الثقافية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة. يكفي هذا الجيل وجود برنامج جودة الحياة، ووجود هيئة الترفيه، فاليوم أصبحنا نفاضل بين الفعاليات لتنوعها. جيل «ما كنا كذا» كنا نطلق على الرسوم المتحركة «أفلام كرتون» سألني مرة ابني، الذي تجاوز حتى مشاهدة عالم ديزني، عندما كنتِ بعمري ماذا تشاهدين فأخبرته عن «هايدي وسالي وكعبول وزينة»، قاده فضوله وفتحها في الـ«يوتيوب» وجدت الدهشة على وجهه، أيقنت أنني من جيل قديم جدًا لم تتحمله عينا ابني. لم يكن التغير فقط في التكنولوجيا وخيارات الترفيه فقط، حتى في العمل وطرقه، فاليوم لم تقف مثلاً جائحة كورونا عائقًا أمام العمل والتقدم، أثناء الجائحة توقفت قليلاً للتفكير ماذا لو لم أعاصر عصر التقنية؟! حمدت الله أنني عاصرت هذا الجيل. يمكننا القول إن جيل الألفية قضى جزءًا كبيرًا من حياتهم في تشكيل هويتهم في عالم متغير، حيث كانت القيم الاجتماعية تتطور بشكل سريع. يمكن القول، إن الحياة الاجتماعية اليوم تختلف بشكل كبير عن جيل الثمانينيات. بينما شهدنا في الماضي تطورات مهمة في جوانب الحياة المختلفة، فإن النهضة الحضارية التي نعيشها اليوم تمثل قفزة نوعية في تكنولوجيا المعلومات، الترفيه، والوعي الاجتماعي. ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال موجودة، ويجب علينا العمل على إيجاد التوازن بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على القيم الإنسانية التقليدية التي تجعل العلاقات الاجتماعية أكثر دفئًا وإنسانية.
جيل الثمانينيات التكنولوجيا الترفيه التغيرات المجتمع
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
الكتابة بقلمينلفتَ انتباهي من مشاجرةٍ حصلت أمامي أنَّ أحدَ الواقفين يُردِّد: «اللي بعده، بسرعة اطرحه، ما يحتاج تسوي كذا» وغيرها من الكلمات التي لم ألتقطها، ولمّا انتهت المضاربةُ ذهبَ هذا المتفرج...
اقرأ أكثر »
العمارة القديمة بنجران.. تراث معماري فريد ومتنوع في شكله ومسمياتهفي رحلة تطور العمارة بمنطقة نجران، التي كانت تقوم بسواعد أبنائها من البنائين بالوسائل اليدوية والمواد المحلية، وأصبحت سردًا مبهجًا عن رحلة تكرّم الماضي،
اقرأ أكثر »
الأمم المتحدة: نحو 200 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ ديسمبرعاد ما يقرب من 200 ألف لاجئ سوري إلى وطنهم منذ ديسمبر من العام الماضي، وفقا لما صرح به المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
اقرأ أكثر »
محللون يتوقعون تجاوز أونصة الذهب 2700 دولار للأونصة في هذا الموعدسجل سوق الذهب العالمي أفضل أداء له منذ أكثر من عقد من الزمان العام الماضي 2024 ما دعا المحللين إلى إن يتوقعوا باستمرار الارتفاع والزخم الصعودي على الأرجح حتى عام 2025
اقرأ أكثر »
البعثة «نجت من الموت»... طائرة «بيراميدز» المصري تتعرض لطارئ جوي خطيرتعرضت طائرة نادي بيراميدز المصري لحالة طوارئ جوية خطيرة خلال رحلة العودة من أنغولا إلى القاهرة، السبت، مما أدى إلى إجلاء الطوارئ في مطار لواندا.
اقرأ أكثر »
ديوكوفيتش يواجه تحدياً جديداً في أستراليا المفتوحةيستعد نوفاك ديوكوفيتش لمواجهة تحد جديد مع جيل جديد من اللاعبين في بطولة أستراليا المفتوحة.
اقرأ أكثر »