الخدمات الصحية الوطنية في شمال شرقي إنجلترا تبذل قصارى جهدها للاستفادة من مهارات الأطباء اللاجئين إلى المملكة المتحدة، لكن بعضهم من المدربين جيدا - والقادمين من دولة بعينها – لا يزالون مضطرين لممارسة أعمال أخرى بسيطة غير الطب.
رغم أن فرع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في شمال شرقي إنجلترا يبذل قصارى جهده للاستفادة من مهارات الأطباء اللاجئين إلى المملكة المتحدة، فإن بعضهم من المدربين جيدا - والقادمين من دولة بعينها - لا يزالون مضطرين للعمل في المصانع أو في تسليم فطائر البيتزا، مع أنهم يتوقون لممارسة تخصصهم، كما تقول إيما جين كيربي من"بي بي سي" في تقريرها التالي.
خلال لقائنا، قال لي يماني بصوت خافت:"بقدر شكري للمملكة المتحدة لكونها ملاذا آمنا لي ولأنها منحتني اللجوء، بقدر ما يراودني شعور بأن الأمر غير مكتمل، لأن اللاجئ لا يريد أن يصبح عبئا على المجتمع، الذي أعلم أنه بوسعي تقديم أكثر مما أقدمه له حاليا". وفي هذا الشأن يقول بيني أرايا، وهو إريتري يعمل في جمعية خيرية تحمل اسم"الاستثمار في البشر والثقافة"، وتتخذ من مدينة ميدلزبره مقرا لها :"بالطبع لن يستجيبوا ولن يفصحوا عن المعلومات المطلوبة".
ومن المفارقات المريرة، أن السبب الذي قاد يماني لاتخاذ قرار بترك برمنغهام والانتقال للعيش في ميدلزبره، تمثل في مقال نشرته"بي بي سي"، عن خطة طموحة وضعها بيني أرايا، بالتعاون مع مؤسسة تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في مقاطعة درّم الإنجليزية. غير أن المتعاطفين مع قضيته أكثر صراحة منه في التعبير عن موقفهم. من بينهم، الدكتورة مارغريت هينمان، الطبيبة المتقاعدة التي كانت تعمل ممارسا عاما في المنطقة التي يعيش فيها يماني حاليا، وهي تعكف الآن على حشد التأييد له من جهة، ومساعدته على أن يواصل دراسته مُعتمدا على نفسه من جهة أخرى.
لكن على العكس من يماني، قبلت السلطات النمساوية الأوراق التي قدمها ساهل، وتؤكد صحة المؤهلات الدراسية التي حصل عليها، وهو ما فتح له الباب لأن يخضع لاختبارات في اللغة الألمانية ولتدريب طبي صارم كذلك، ما سمح له بالعمل كطبيب بدوام كامل في مستشفى بجنوب شرقي النمسا، حيث يأمل في أن يتخصص في الطب الباطني. ويتواصل الصديقان مرتين على الأقل أسبوعيا. ومن خلال الاستماع لإحدى المحادثات التي جرت بينهما، كان مؤلما ما لمسناه، من نهم شديد لدى يماني، للتعرف على تفاصيل الحالات التي يفحصها صديقه اللاجئ إلى النمسا، وكذلك مدى حرص الأخير، على إجابة أسئلة الطبيب المقيم في بريطانيا، بضبط نفس لبق.ومن جهته، يقول بيني أرايا إن حالة يماني ليست الوحيدة، مشيرا إلى أن هناك ما لا يقل عن أربعة أطباء إريتريين مؤهلين آخرين يقيمون حاليا في بريطانيا، ويحاولون باستماتة العمل هناك في تخصصهم.
لكن هل من الواقعي أن يتوقع المرء أن يفر لاجئ سياسي من وطنه، وهو يحمل كل الوثائق التي تؤكد حصوله على مؤهلاته الدراسية، وأن تكون هذه الأوراق مختومة ومُصدّقاً عليها من جانب النظام الاستبدادي نفسه الذي فر منه؟
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
خبير: لا وجود لـ'الأبراج والحظ' والنجوم لا تؤثر في حياتكقال عالم الفضاء المصري، الأمريكي، عصام حجي، غنه لا وجود لمفهوم الأبراج والحظ، وأن إدعاء العلم والمعرفة بالمستقبل عبر قراءة الحظ، 'ارتجال ودجل'.
اقرأ أكثر »
تقرير: 10 آلاف من 'أطفال داعش' لا يزالون عالقين في سورياأفادت صحيفة 'وول ستريت جورنال' بأن قرابة 9.5 ألف طفل لمسلحي تنظيم 'داعش' من نحو 40 دولة، لا يزالون عالقين في معسكرات شمال شرقي سوريا وسط ظروف إنسانية متدهورة.
اقرأ أكثر »
أفغاني: 13 سنة في غوانتنامو كانت أرحم من 3 في الإمارات
اقرأ أكثر »
قائد الحرس الثوري الإيراني: طهران لا تريد الحرب لكنها لا تخشاهاقال رئيس الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، الخميس، إن بلاده "لا تبحث عن الحرب لكنها أيضا لا تخشاها"، وفقًا لما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية شبه الرسمية.
اقرأ أكثر »
عبّاس: لا انتخابات من دون القدس عاصمة دولتناأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم القبول بإجراء الانتخابات من دون القدس التي يجب لأن تكون عاصمة لدولة فلسطين ليكون هناك سلام واستقرار.ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم (الأربعاء)، عن عباس قوله في كلمة عبر تقنية «فيديو كونفرنس» خلال إحياء
اقرأ أكثر »