منذ بدء الغزو_الروسي_لأوكرانيا، لا تزال أمريكا تسعى مع الاتحاد_الأوروبي إلى دفع السعودية لضخ المزيد من النفط في الأسواق، ومنع الإمارات من استقبال يخوت_الأوليغارش_الروس وأصولهم؛ دون تحقيق أي نجاح يذكر، فما سبب فشلها هذا؟
بيد أن الأمير محمد بن سلمان على ما يبدو رفض الطلب الأمريكي في خطوة رآها كثيرون أنها تمثل إهانة لحليف الرياض الوثيق خاصة وأنه أجرى بعد ذلك بوقت قصير محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومحادثات مماثلة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.ورغم النفي الأمريكي، إلا أن الأمر يحمل في طياته مؤشرا على فتور العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل رفضت دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لا سيما العراق والأردن وإسرائيل، التصويت ضد روسيا في مجلس الأمن الدولي. للاصطفاف معها ضد روسيا. ورغم ذلك، فإن بدء الولايات المتحدة في استخراج النفط داخل أراضيها منذ عام 2019 حيث فاقت صادراتها النفطية ما كانت تستورده، شكل نقطة تحول، إذ أصبحت بلدان الشرق الأوسط المنتجة للنفط تشعر بأنها باتت لا تحظى بالاهتمام الأمريكي كما كان الحال في السابق.
تزامن هذا مع تعزيز دول الخليج علاقاتها مع دول ذات حضور ونفوذ كبيرين على الساحة الدولية مثل الصين التي أصبحت أكبر مستورد للنفط في العالم فيما جاءت نصف وارداتها النفطية من الشرق الأوسط في عام 2020. لكن الحرب في أوكرانيا وتفاقم تداعياتها على الوضع الاقتصادي العالمي دفعت الولايات المتحدة إلى محاولة استعادة نفوذها في الشرق الأوسط في مقابل فقد التقت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس على رأس وفد رفيع المستوى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في منتصف مايو/ أيار الماضي عقب وفاة الشيخ خليفة بن زايد، فيما أعلنت السعودية أن بايدن سيزور الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يومي 15 و16 يوليو/ تموز القادم.