التزمت مصر الحياد في أزمة الغزو الروسي لأوكرانيا حتى الآن، خاصة أن طرفي الأزمة الأساسيين روسيا وأمريكا ومعها الغرب أحد الداعمين الأساسيين لرئيس سلطة الانقلاب عب
واكتفت مصر بالإعراب عن قلقها البالغ، في بيان مقتضب قبل يومين، من التطورات المُتلاحقة اتصالًا بالأوضاع في أوكرانيا، وبذلك تفادى البيان ذكر كلمة"حرب"، حتى لا تغضب الجانب الروسي الذي تعتمد عليه مصر في شراء القمح والسلاح، وبناء أول مفاعل نووي مصري في شمال غرب البلاد بقيمة 25 مليار دولار.
وأكد البيان على"أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية، والمساعي التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف أو تدهوره، وتفاديًا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والصعيد العالمي".
وأوضح صابر، في حديثه لـ"عربي21"، وهو عضو سابق في لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، أن"الأزمة الأوكرانية عكست حجم التراجع في المكانة الشرق أوسطية للولايات المتحدة، حتى في أوساط حلفائها التقليديين، وأظهرت في المقابل، حجم"الاختراق" الذى سجلته علاقات موسكو بدول المنطقة، خلال السنوات العشر الفائتة".
ويرى البرلماني المصري أن"أمريكا والغرب لم يظهروا الصلابة والقدرة الرادعة الكافية حيال الغزو الروسي لأوكرانيا، واكتفوا جميعا بفرض عقوبات اقتصادية. ونظام السيسي يضع في حسبانه ملفات وساحات العمل المشترك مع روسيا، ليست ليبيا، أقلها شأناً". ويرى صابر أن"الهدوء" الذى ميز مواقف مصر وباقي عواصم المنطقة وردود فعلها حيال الأزمة الأوكرانية يكشف عن متغيرين؛ الأول هو نجاح روسيا في نسج علاقات وشبكات مصالح مع الإقليم، حتى مع أقرب حلفاء واشنطن، حيث لتجارة الأسلحة الروسية دون شك دور في حسم مواقف الدول العربية، والثاني؛ تراجع ثقل واشنطن ومكانتها في المنطقة، في حين ملأت روسيا جزئيا الفراغ الأمريكي، وربما ينتظر الجميع بفارغ الصبر ولادة نظام عالمي جديد، قائم على التعددية القطبية في المرحلة المقبلة".