مقال رأي للكاتب والباحث في مجال التاريخ وليد فكري: كيف خُدعنا.. الدراما التاريخية التركية كمرجعية تاريخية
من أشهر المشكلات التي تواجه المشتغل بالكتابة التاريخية هي أن قطاعا كبيرا من "المتلقين" للمعرفة التاريخية إنما يستقون معلوماتهم من الأعمال الأدبية أو الدرامية التاريخية، أو حتى من القصص الشائعة "شعبيًا".
لهذا يكثر تنبيهنا المهتمين بالمعرفة التاريخية أن يبحثوا عنها في كتب التاريخ العلمية أو في الأفلام الوثائقية وليس في الروايات والمسلسلات والأفلام والحكايات الشعبية.. فبينما تكون لصانع العمل الأدبي أو الدرامي مساحة كبيرة من حرية الإبداع تعطيه القدرة على تطويع التاريخ لصالح الغرض الدرامي فإن المدون والباحث في التاريخ بشكل علمي يكون ملتزمًا القواعد الصارمة للبحث العلمي الموضوعي الجاد.
هذا التوجه يبدو واضحًا انعكاسه على الدراما التاريخية التركية، وكذلك على وضوح توجيهها إلى المشاهد العربي واللعب على أوتار "النوستالجيا التاريخية" عنده وجذب عاطفته نحو الرموز العثمانية، ففي "فاتح 1453" يتعلق بمحمد الفاتح، وفي "حريم السلطان" يشغف بسيرة سليمان القانوني، وفي "عاصمة عبد الحميد" ينبهر بـ"عظمة" عبد الحميد الثاني، أما في "قيامة أرطغرل" فهو يُذهَل بقوة وكفاح أرطغرل جد آل عثمان.
وإن كنا لا نستطيع أن نلوم صانع الدراما-أيًا كانت نواياه-على تطويع التاريخ لرؤيته فإننا بالتأكيد نستطيع أن نلوم المتلقي الذي يستقي معلوماته من تلك الأعمال، ويسلم عقله تمامًا لصناعها، بل ويحوّل أشخاصها إلى أصنام يسبح بحمدهم آناء الليل وأطراف النهار بدلًا من أن يفتح كتابًا أو يشاهد وثائقيًا يكوّن على أساسه قناعاته وأفكاره!.
يذكرني هذا الموقف بقول الشاعر "أُسدٌ عَلَيَّ وفي الحروب نعامة"، أين كانت هذه الحِمية للأمانة التاريخية مع الدراما التركية؟ لماذا لم تظهر إلا عندما قررت جهة إنتاج عربية أن تقدم رؤية عربية لواقعة الاحتلال العثماني لبلاد العرب والصدام مع المماليك؟وثمة موقف قريب لمست فيه بشكل مباشر هذه الازدواجية، ففي صفحة متخصصة في التاريخ والآثار -ولم يصعب عليّ بعد ذلك استنتاج انتماء القائمين عليها- كتب القائم على الصفحة منشورًا يهاجم مسلسل "ممالك النار" لمخالفته الدقة التاريخية، وعندما علق...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
كيسنجر يحذر من حرب أسوأ من الحرب العالمية الأولى من جراء الصراع بين الولايات المتحدة والصينقال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر إن الولايات المتحدة والصين على 'شفا حرب باردة'، محذرا من صراع قد يكون أسوأ من الحرب العالمية الأولى إذا ما تركت الأمور على ما هي عليه.
اقرأ أكثر »
FP: كيف يضر اعتراف أمريكا بالمستوطنات إسرائيل أكثر من نفعها؟?نشرت مجلة 'فورين بوليسي' مقالا لمدير منتدى السياسة الإسرائيلية، مايكل كوبلو، يقول فيه إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يوم الاثنين، بأن أمريكا تراجعت عن رأي قانوني لوزارة الخارجية عمره 4 عقود كان يعد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي لم يكن مفاجئا..
اقرأ أكثر »
متحدث الإسكان: خدمة 'الاستحقاق الفوري' تمكن الأسر من الاستفادة من الخيارات المتاحة بشكل فوريمتحدث الإسكان: خدمة 'الاستحقاق الفوري' تمكن الأسر من الاستفادة من الخيارات المتاحة بشكل فوري
اقرأ أكثر »