قراءة في شروط المصالحة التاريخية بين تيارات الأمة عند الغنوشي (2 من 2)
الغنوشي: ليس هناك منطقة وسط بين الثورة والثورة المضادة، لأن هزيمة الثورة المضادة معركة تحرير حقيقية. حملت مداخلة الشيخ راشد خلال المسامرة الرمضانية لجبهة الخلاص الوطني فيبمناسبة مرور سنة على تأسيسها، مجموعة من المعاني الجديدة مع التقدم المفاهيمي في تموقعه هو وحركته ضمن المشهد الوطني والسياق الإقليمي والدولي وفي تاريخ البلاد.
أثبت الغنوشي للعالم أن المقولات الفكرية التي دعا ويدعو لها ممكنة وأن الإسلام من حقه المشاركة في الفضاء العام، وأنه دين غير كنسي بل ديمقراطي، وأن فكرة الديمقراطية ممكن ممارستها بناءا على الأصول الإسلامية كما شرح هو ذلك في العديد من كتاباته وكما بين ذلك رموز وعلماء الإصلاح الإسلامي قبله ومنهم الشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ الخضر حسين.
اعتبار أن قيس سعيد ينتمي إلى خط الثورة المضادة، واعتبار أن لا مساحة للالتقاء بين الثورة المضادة والثورة.ما الجديد في ما قاله الغنوشي؟ ـ حدود مفهوم أو فكرة التوافق القائمة على قيمة السماحة التي شرحها الشيخ بن عاشور واعتبرها من السمات الأساسية للإسلام لها حدود لا يمكن تمطيطها. فالتوافق عنده يقوم على أرضية الديمقراطية والاعتراف بالآخر ويتوقف عند أرضية التنافي والاقصاء والإحتراب على الأسس الأيديولوجية.
والأهم من كل ذلك هو إثبات إمكانية تحقق هذه القيم والأفكار وأنها قيم لا تنكفئ في محراب أو مغارة بل تلامس الواقع وتتمرغ في التراب لتنبت ثمرة الحرية انطلاقا من أرض المسلمين والتقاءا بالمنابع الإنسانية الأخرى. "الوقت متأخر.. أشكر الاستاذ محمد القوماني على هذه المداخلة وعلى هذه المحاضرة لأنها حاولت أن تستعيد التاريخ، تاريخ تكوين هذه الجبهة بنظرة نقدية ونظرة عميقة وينبغي أن نقف عندها لضبط المسائل، ما هي الجوانب التي تستحق أن نقف عندها وأن نستدرك ما فاتنا في الجبهة من نواقص والتنبيه لجوانب مهمة مثل الجانب الاقتصادي وجانب البرامج هذا أمر مهم.