رغم الدمار والخسائر الفادحة التي لحقت بغزة جراء العدوان الأخير، تستأنف الحياة بنشاط تجاري متزايد. يُعدّ هذا النشاط تجسيداً للصمود والتحدي ورسالة واضحة عن رفض التهجير.
بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير الماضي، شرعت بعض المحال التجارية في فتح أبوابها من جديد، على الرغم من الدمار الذي لحق بها، في محاولة لتحدي الظروف الراهنة التي أحدثها العدوان الوحشي وحرب الإبادة الجماعية.مع بدء عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله في 27 من الشهر الماضي، تصاعد النشاط التجاري في القطاع، لا سيما مدينة غزة، التي شهدت انتعاشة واضحة في قطاع المطاعم.
على الرغم من شح المواد الأساسية ومقومات الإنتاج الرئيسية، كغاز الطهي والوقود، إلا أن عدداً كبيراً من المطاعم أعاد فتح أبوابه أمام حركة الزبائن، واستأنفت العمل فيها، متحدية كل الظروف التي خلقها الاحتلال لقتل الحياة وتهجيرها.هذا النشاط التجاري يُعدّ ليس مجرد محاولة للعودة إلى الحياة الطبيعية، بل هو فعل مقاومة حقيقي ورسالة واضحة بأن شعبنا الفلسطيني العظيم متمسك بأرضه ويرفض التهجير القسري. يثبت أهل غزة اليوم أنهم أقوى من كل محاولات الاقتلاع، وأن إرادتهم في البقاء تفوق كل التحديات. إعادة فتح المحال المدمرة بأموال شخصية محدودة، وفي ظل شح الموارد، هي رسالة تحدٍ للعالم بأسره أن غزة تنهض رغم الجراح، ولن يسمح أهلها بأن تتحول مدينتهم إلى أرض مهجورة. إعادة الإعمار هنا ليست مجرد ترميم للمباني والمحال التجارية، بل هي بناء للأمل، وإعلان صمود أمام آلة التدمير التي تستهدف وجود شعبنا الفلسطيني العظيم. وإعادة تشغيل المصالح التجارية في ظل الدمار والانهيار الاقتصادي تعني أن أصحابها يعلنون التحدي بكل ما يملكون، في وقت لا تتوفر فيه أي ضمانات لاستمرار النشاط التجاري. رغم غياب الدعم الكافي لأصحاب المحال والمطاعم، وتحملهم تكاليف باهظة في سبيل الحفاظ على مصدر رزقهم والبقاء في أرضهم، إلا أنهم يصرون على استئناف العمل فيها. وهذه خطوة، من وجهة نظر العديد، تستحق كل الدعم من الجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية، فالاقتصاد المحلي هو شريان الحياة لغزة، وأهله مصممون على إنعاشه ولو بجهودهم الذاتية.عبر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي عن تقدير الحكومة الفلسطينية لهذه الروح الاستثنائية لدى أهلنا وشعبنا الفلسطيني العظيم، مؤكداً العمل على توفير كل ما يمكن لدعم صمودهم، ومشدداً على أن إعادة الإعمار ليست مسؤولية الأفراد فقط، بل هي مسؤولية جماعية، ويجب أن يتحرك المجتمع الدولي لتحمل واجباته تجاه قطاع غزة وشعبنا الصامد.
قطاع غزة تصمود مقاومة إعادة الإعمار العدوان الاقتصاد
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
اختراق الهاكرز المصري للتلفزيون الإسرائيلي يثير تفاعلااخترق أحد القراصنة المصريين ويدعى أحمد عثمان البث المباشر للقناة 14 الإسرائيلية وبث عليها النشيد الوطني المصري ورسالة حول استنكار لتهجير سكان غزة.
اقرأ أكثر »
رغم تصريحات ترمب والمطر الغزير... سكان غزة يتشبثون بأرضهمقال سكان غزة إن إعلان ترمب عن خطط سيطرة الولايات المتحدة على القطاع وتهجيرهم لم يزدهم إلا إصراراً على البقاء في أرضهم.
اقرأ أكثر »
قيادات إسرائيلية: حماس انتصرت في حرب غزةتتوالى تصريحات قيادات إسرائيلية عسكرية وسياسية تؤكد فشل الحرب على غزة وتصريحه بانتصار حماس، مُؤكدين أن حماس حققت أهدافها وأمنت البقاء في الحكم.
اقرأ أكثر »
بعيداً عن المدرسة ووسط الحرب، كيف يكافح أطفال غزة للبقاء؟فيلم وثائقي لبي بي سي يتتبع الحياة اليومية لثلاثة أطفال في غزة وهو يحاولون البقاء على قيد الحياة في الحرب.
اقرأ أكثر »
'يديعوت': استعراض القوة في غزة يشير إلى نية حماس البقاء بالحكمصحيفة عربية إلكترونية إخبارية مستقلة شاملة تسعى لتقديم الخبر والتحليل والرأي للمتصفح العربي في كل مكان. ونظرا لحرص الصحيفة على تتبع الخبر في مكان حدوثه، فإنها تمتلك شبكة واسعة من المراسلين في غالبية العالم يتابعون التطورات السياسية في العواصم العربية على مدار الساعة.
اقرأ أكثر »
خطة ترامب لإعادة بناء غزة: تحدي كبير للدول العربيةتُظهر الجهود المبذولة لإعادة بناء قطاع غزة بعد الحرب الأخيرة، كيف أن اقتراح ترامب المفاجئ لإستيلاء الولايات المتحدة على غزة وإعادة تطويرها كوجهة دولية - بينما يتم نقل سكانها الفلسطينيين - قلب مواقف اللاعبين الرئيسيين في المنطقة. تُصوّر خطة ترامب تحدياً كبيراً للدول العربية، وخاصةً مصر، التي تواجه ضغوطاً لمنع النزوح الجماعي لسكان غزة. تُبقي مصر على سياسة إعادة بناء غزة دون إلزام الدولة الفلسطينية، وهو ما يمثل تغيراً كبيراً عن مواقف الدول العربية السابقة.
اقرأ أكثر »