مثلت زيارة السادات لإسرائيل عام 1977 لحظة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط بما تبعها من اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية التي مازالت لها تداعيات على الحدود بين مصر وغزة.
عندما هبطت طائرة الرئيس المصري أنور السادات في مطار بن غوريون في التاسع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1977، كان العالم بأسره يتابع الحدث. وكانت زيارته إلى إسرائيل، التي كانت الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة عربية، بمثابة نقطة تحول حيث أنها كانت البداية لما أطلق عليه شيمون بيريز فيما بعد "الشرق الأوسط الجديد".
وبينما كان يسير مع بيغن وكاتسير، صفق كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين أصيبوا بالذهول مثل مواطنيهم في الأيام الأخيرة عندما أعلن الرئيس المصري عن استعداده للذهاب إلى إسرائيل. ورافقت زيارة السادات إجراءات أمنية غير عادية حيث كان الآلاف من الجنود ورجال الشرطة ومسؤولي الأمن الإسرائيليين في حالة تأهب دائم أثناء الزيارة.
كان هذا اللقاء الأكثر دراماتيكية في الشرق الأوسط منذ 3 يناير/كانون الثاني من عام 1919، عندما التقى الدكتور حاييم وايزمان، الذي أصبح أول رئيس لإسرائيل، بالأمير فيصل، الذي أصبح ملكاً للعراق، ولم يتم تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرجلين منذ فترة طويلة. في صباح اليوم التالي، أدى السادات الصلاة في المسجد الأقصى، وشارك مع الحاضرين في الاحتفال بعيد الأضحى.
وخاطب الشعب الإسرائيلي بشكل مباشر، قائلًا: "جئت إليكم اليوم على أمل أن نضع معًا حجر الأساس لسلام دائم". وتضمنت الاتفاقية وثيقتين تناولت الأولى إطار العمل للسلام بين مصر وإسرائيل وشمل ذلك انسحاب إسرائيل من سيناء، وإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين، وضمان أمن الحدود. وعلى الصعيد الدولي، رحبت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بالاتفاقية باعتبارها خطوة كبيرة نحو تحقيق السلام في الشرق الأوسط، فيما اعتبر الاتحاد السوفييتي الاتفاقية محاولة أمريكية لتعزيز نفوذها في المنطقة.في 26 مارس/ آذار من عام 1979 تم توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد 6 أشهر من اتفاقية كامب ديفيد.
وعلى الصعيد العربي، استمرت القطيعة العربية لمصر، حيث تم تعليق عضويتها في الجامعة العربية حتى عام 1989. وبموجب معاهدة السلام فإن محور فيلادلفي منطقة عازلة، وكان يخضع لسيطرة إسرائيل قبل أن تنسحب من قطاع غزة عام 2005. وكانت إسرائيل ومصر قد وقعتا في نفس العام بروتوكولًا سُمي "بروتوكول فيلادلفي"، الذي سمح لمصر بنشر 750 جنديا على امتداد الحدود مع غزة، وهي قوة شرطية لمكافحة الإرهاب.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
مدرب دورتموند: القوة الذهنية لا تكفي وحدها للفوز على ريال مدريدقال نوري شاهين مدرب بروسيا دورتموند إن فريقه سيحتاج إلى أكثر من مجرد القوة الذهنية عندما يحل ضيفا على ريال مدريد.
اقرأ أكثر »
مدرب دورتموند: القوة الذهنية لا تكفي لاسقاط الريالقال نوري شاهين مدرب بروسيا دورتموند إن فريقه سيحتاج إلى أكثر من مجرد القوة الذهنية عندما يحل ضيفا على ريال مدريد حامل اللقب في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم غدا
اقرأ أكثر »
مقتل شرطي في هجوم مسلح على حملة تطعيم ضد «شلل الأطفال» بباكستانقال مسؤول محلي إن شرطياً واحداً على الأقل قُتل في باكستان، الثلاثاء، عندما هاجم مسلحون مجهولون مكتب صحة كانت تتجمع به فرق حملة تطعيم للوقاية من شلل الأطفال.
اقرأ أكثر »
مدفيديف: كيسنجر كان مخطئا عندما تحدث عن عضوية أوكرانيا في حلف الناتوأكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر كان مخطئا عندما قال إن أوكرانيا لابد من قبولها في حلف 'الناتو'.
اقرأ أكثر »
قصة مسرور بارزاني المحاط بالتحدياتأمام مجموعة من السياسيين العراقيين وخبراء من عدة دول، قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني: «إن من الضروري أن يعمل العراق على تنمية البلاد وإنشاء بنية تحتية صحية وتعليمية قوية».
اقرأ أكثر »
«الرميان»: مبادرة مستقبل الاستثمار سهلت صفقات بـ125 مليار دولار في 7 سنواتقال محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان: إن على مدار 7 سنوات سهلت مبادرة مستقبل الاستثمار صفقات تتجاوز 125 مليار دولار مما يوضح ما هو ممكن عندما يتحد القاد
اقرأ أكثر »