عندما تُخلط الأوراق.. تندلع الحروب
لطالما كانت الأسباب الحقيقية لاندلاع الكثير من الحروب المدمرة على مدار التاريخ غامضة، وما كان يثار حول تلك الحروب من لغط لم يعدو أكثر من مجرد اتهامات متبادلة بين طرفين يدعي كل منهما أنه على صواب، فإن كان كلا الطرفين –افتراضاً- على صواب فلِم اندلعت الحرب إذن؟ ولم تستمر في بعض الأحيان لسنوات يعود خلالها كلا الطرفين لنقطة البداية؟ ونادراً ما تُعد الأطراف المنخرطة في تلك الحروب كشف حساب يوضح المكاسب والخسائر التي مني بها كلاهما خلال وقائع هذا الصراع، فالعواقب الوخيمة للحروب لا تقتصر على تكاليف...
السؤال الذي يطرح نفسه هل يربح أي طرف من أي حرب؟ الإجابة بالتأكيد هي نعم، فالدول المصنّعة للسلاح وسماسرته ينتعشون اقتصادياً، كما أن قطاع التصنيع العسكري بحاجة إلى تطوير مستمر وخاصة في ظل وجود منافسين جدد مهتمين باقتحام عالم التصنيع العسكري، ويتطلب تطوير هذا النوع من الصناعة تدفقات نقدية مكثفة لا يتأتى الحصول عليها إلا من خلال مبيعات المزيد من الأسلحة، ومن الملاحظ أن كافة الحروب تبدأ لسبب واحد ثم تتشعب لاحقاً، فعندما يندلع الصراع يبدأ طرفان الانخراط فيه، غير أن بعض الأطراف الأخرى تجد نفسها مرغمة...
وبالنظر إلى منطقة الشرق الأوسط فسنجدها قد شهدت العديد من الحروب خلال العقود الخمسة الماضية، والسبب الرئيسي في غالبيتها هو احتلال إسرائيل للأراضي العربية، وعلى الرغم من صدور قرارات أممية يُفترض أنها تلزم إسرائيل بالانسحاب من هذه الأراضي إلا أنها تسير في الاتجاه المعاكس، وهو بناء المزيد من المستوطنات على الأراضي المحتلة وتزويد المستوطنين بالسلاح لمهاجمة سكانها، ناهيك عن استفزاز مشاعر المسلمين واقتحام ساحات المسجد الأقصى وفرض شروط تعسفية على دخول المصلين لباحاته، وهذه الاستفزازات تدفع الفلسطينيين...
لا شك أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ليست سوى منهج يتبعه جميع زعماء إسرائيل دونما استثناءات، ومن المؤلم أن يتم ذلك على مرأى ومسمع الدول العظمى المهيمنة على مجلس الأمن الدولي، فغالبية رؤساء الحكومات الغربية يتسابقون لإرضاء الطرف الإسرائيلي في تحيز واضح لا مبرر له، والمثير للدهشة -بل الاشمئزاز إن صح التعبير- هو تصريح الولايات المتحدة وبعض الحكومات الغربية مؤخراً وبشكل علني بدعمهم إسرائيل حال تعرضها لأي اعتداء، وفي الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل يومياً بقتل مئات الفلسطينيين لا تتجاوز تصريحات تلك...
تسعى الولايات المتحدة مع حلفائها مؤخراً لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى، ولكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه: وماذا بعد؟ هل تنتهي المشكلة هنا؟ من المؤكد أن القضية ستظل كالبركان الموشك على الانفجار في أي وقت طالما أن جذور المشكلة قائمة، وتتعمد إسرائيل دوماً -بل وتتفنن- في سياسة خلط الأوراق لانتقاء ما يصب في مصلحتها واستبعاد ما لا تريده، وخلط الأوراق وعدم وضع حلول مستدامة يعني أن الحرب باقية ومرشحة للانفجار، وقد تهدأ الأمور لبعض الوقت غير أنها ستندلع مرة...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
الحروب بين السلام والتوازنالحروب بين السلام والتوازن
اقرأ أكثر »
جيسوس وكاسترو يجهزان الأوراق الرابحة لنهائي السوبرجيسوس وكاسترو يجهزان الأوراق الرابحة لنهائي السوبر
اقرأ أكثر »
خوارزمية لاكتشاف المقالات العلمية المزيفة عبر الذكاء الاصطناعييمكن اكتشاف ما يصل إلى 94٪ من الأوراق العلمية المزيفة.
اقرأ أكثر »
حرائق تندلع في 5 مواقع شمال إسرائيل بعد اعتراض هجمات من لبنانالحرائق اندلعت بالجليل الأعلى وهضبة الجولان شمال إسرائيل بسبب سقوط شظايا صواريخ اعتراضية، بحسب هيئة البث العبرية - Anadolu Ajansı
اقرأ أكثر »
إسرائيل وحزب الله : هل تندلع حرب شاملة بعد هجوم مجدل شمس؟تسبب سقوط صاروخ، السبت 27 من يوليو/تموز، على ملعب كرة قدم في الجولان المحتل، في مقتل 12 شخصا، من بينهم أطفال. وبينما اتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بالمسؤولية عن الهجوم متوعدة برد قاس، نفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم، محذرا إسرائيل من مهاجمته.
اقرأ أكثر »
الدفاع الصينية: الناتو أضرم نيران الحرب في أفغانستان والعراق وليبيا وأوكرانياصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الصينية تشانغ شياو غانغ بأن حلف شمال الأطلسي كونه مصدرا للفتنة أشعل الحروب في كل من أفغانستان والعراق وليبيا وأوكرانيا.
اقرأ أكثر »