يبدو أن انتهاء الحرب الباردة داخل البلاط الملكي البريطاني بين الملكة إليزابيث، من ناحية، وحفيدها هاري وزوجته ميغان، من ناحية أخرى، كان البشارة الأولى التي جعلت الحروب الباردة الأخرى في العالم تتجه نحو الأفول. - عبد المنعم سعيد
ن بكل دلالات التوتر في الحروب، ولكنه يخلو من نتائجها التاريخية؛ ومنذ الحرب العالمية الثانية، وما جرى بعدها من حروب لا تطلق فيها رصاصة، وهذا نموذج لنوعية من العلاقات التي تشهر فيها الكثير من الأسلحة، أو الادعاء بإشهارها، ولكن السوفيات والأميركيين كانوا يعرفون الحدود التي يقف عندها الجميع.
شيء مثل هذا جرى في الشرق الأوسط، فقد انتهت عاصفة الأزمة الأميركية الإيرانية بعد أن توافقت واشنطن مع طهران على ألا يكون هناك مجال آخر لضربات متبادلة. وبشكل متزامن، تقريباً، توقفت المواجهة العسكرية بين قوات الجيش الوطني الليبي وميليشيات حكومة «الوفاق الوطني» في طرابلس. حالة الأزمتين من الاحتقان تراجعت، وبات على كل أطرافها أن يعيد حساباته مرة أخرى، والتنفس بعيداً عن ضغوط المعركة المرتقبة أو المفاوضات المتوقعة.
ومن بين هذه الأحداث، كان أكثرها تعقيداً الاتفاق الصيني الأميركي، الذي ظفر كثيراً بتعبير الحرب الباردة؛ وأحياناً باسم «الحرب التجارية» التي أخذت شكلاً كان فيه الكثير من رعب السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، حينما تسابقت دول العالم على استخدام الضرائب والرسوم الجمركية، وقيل إنها كانت سبباً من أسباب نشوب الحرب. وبعدها فإن النظام الدولي الذي قام كان حريصاً، ليس فقط على إنشاء الأمم المتحدة، وإنما ألحق بها مؤسسات تحافظ على الصحة الاقتصادية للدول، فلا تكون عدوانية على بعضها البعض.
لا أحد يعرف ما الذي حدث في الحرب التجارية، ولا الاستعدادات التي جرى التنبؤ بها بالتحول إلى حرب باردة، اللهم إلا أن الاعتماد المتبادل بين الاقتصادين كان إلى الدرجة التي ولدت في الوقت المناسب، ما يكفي من المضادات الحيوية التي أولاً قسمت قضايا الخلاف الاقتصادية إلى مراحل يكون فيها التعامل مع ما هو واضح وصريح؛ ومن ثم يكون ممكناً ثانياً تعويض المتضرر؛ وثالثاً إرجاء كل ما هو صعب ومعقد، وغير ناضج، إلى مرحلة تالية.
صحيح أن ما تبقى لا يزال كثيراً، وموضوعات مثل الملكية الفكرية والتكنولوجيا، ودور الشركات العامة في الصين، وما تقدمه له الدولة من دعم، هي كلها من الموضوعات الشائكة التي يحسن التعامل معها على مهل، ومن رئيس ليس مقدراً له الدخول في انتخابات مرة أخرى. ما يعلمه أن الاتفاق كانت له نتائجه الإيجابية الفورية على الاقتصاد العالمي كله بالارتفاع الذي جرى في البورصات العالمية، بما فيها البورصة الأميركية.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
ألمانيا: إبطال مفعول قنبلة من مخلفات الحرب | DW | 21.01.2020بعد تقييد حركة بعض القطارات بسبب العثور على قنبلة تعود للحرب العالمية الثانية، عادت الحياة إلى طبيعتها مجددا بعد إبطال مفعول القنبلة في مدينة كولونيا الألمانية. وأكد مسؤول بالمدينة أنه لم يعد هناك أي خطر صادر من القنبلة.
اقرأ أكثر »
في الغارديان: تراجع الإنتاج النفطي الليبي بسبب رفض حفتر وقف الحربمن الموضوعات التي ناقشتها صحف بريطانية في نسخها الورقية والرقمية الثلاثاء: تبعات قرار القائد العسكري الليبي خليفة حفتر إغلاق أنابيب النفط، وتوضيح لآلية فض النزاعات في اتفاق إيران النووي.
اقرأ أكثر »
برنارد هيكل - شبح الحرب في الشرق الأوسط مع تراجع أميركاالولايات المتحدة منهكة بما يسمى «الحروب التي لا نهاية لها» في الشرق الأوسط، والتي شنتها منذ 11 سبتمبر (أيلول)، وأنفقت عليها ما يعادل 15% من ناتجها المحلي الإجمالي، أو أكثر من 3 تريليونات دولار. البداية من إدارة أوباما في عام 2009، عندما حاولت واشنطن
اقرأ أكثر »
هآرتس تهاجم وزير الحرب الإسرائيلي.. 'متهكم ورخيص'هاجمت صحيفة إسرائيلية صباح اليوم، وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يتلاعب بشكل 'رخيص' بوزارة الأمن ويستخدمها كمقر انتخابي لليمين الإسرائيلي الجديد.
اقرأ أكثر »
'هآرتس' تهاجم وزير الحرب الإسرائيلي.. 'متهكم ورخيص'هاجمت صحيفة إسرائيلية صباح اليوم، وزير الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي يتلاعب بشكل 'رخيص' بوزارة الأمن ويستخدمها كمقر انتخابي لليمين الإسرائيلي الجديد..
اقرأ أكثر »
السيسي يمدّد حالة الطوارئ في مصر.. أكملت 3 سنواتمدّد الرئيس المصري بعد الانقلاب عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ لثلاثة أشهر 'نظرا للظروف الأمنية الخطيرة' التي تعيشها بلاده، بحسب ما نُشر في الجريدة الرسمية، لتُ
اقرأ أكثر »