يبقى الرهان الفعلي أمام «قمة نواكشوط» هو إلى أي مدى ربطت بين استقرارها الأمني والاقتصادي؟ وكيف ستقنع حكومات المنطقة باعتماد ما ينبغي من خطط على طريق التطوير والتنمية، باعتبارها خطوات ضرورية ومرادفة للعمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب؟ - عبد الله ولد محمدي
اف، وتشكل الصحراء ثلاثة أرباع مساحته، مع طموح ثابت في أن يكون له دور فاعل في محيطه الجيوسياسي الذي يعرف تقاطبات عدة إثر تفاقم الهجمات الإرهابية في دول الجوار.
ففي مالي وبوركينا فاسو المتضررتين من أشد أنواع الإرهاب فتكاً، تتداول النخبة السياسية والعسكرية، أن الحوار مع الجماعات، وخصوصا قائدَي التنظيمات الأشد فتكاً، أياد أغ غالي، وأحمدو كوفا، قد يكون البلسم الشافي رغم وجود أكبر تجمع عسكري متعدد الجنسيات من قوات فرنسية وأميركية تسنده 12 ألفاً من قوات الأمم المتحدة.
والآن، فإن شعوب دول الساحل تنتظر نتائج مداولات الرؤساء والخبراء المجتمعين في نواكشوط، ليس فقط من زاوية تقدير القادة لتحديات الموقف العسكري، وتحديد حجم المخاطر التي تهدد مثلث مالي والنيجر وبوركينا فاسو بالخصوص، لكن أيضاً بطبيعة المكاسب الآنية والمستقبلية الأخرى التي يمكن التأكيد عليها ضمن برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول المعنية.
هذا التوافق في الرأي بين فرنسا وشركائها في دول الساحل عكسه البيان الختامي للقمة، الذي عبّر أيضاً عن رغبة دول الساحل في «استمرار الدور العسكري الفرنسي»، الذي يعود إلى عام 2014 في إطار العملية العسكرية المعروفة باسم «برخان». وتقتضي خطة «برخان» ضرورة «تركيز الجهد العسكري فوراً على المناطق الحدودية بين مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو»، بإمرة «القيادة المشتركة» لقوة «برخان» والقوات المشتركة لدول الساحل الأفريقي الخمس، ويتجاوز قوامها 4500 عنصر.
إن النجاح الذي حققه ماكرون في «قمة بو» كان نجاحاً محدوداً ونسبياً، ضمن فيه التأييد الرسمي من طرف حكومات دول الساحل للحرب التي تخوضها فرنسا، لكنه أغفل غياب التأييد الشعبي الذي تآكل على مدى سبع سنوات من الوجود العسكري الفرنسي في هذه المنطقة الفقيرة والمهملة من العالم. فرنسا في واقع الأمر تحتاج إلى كسب ثقة شعوب الساحل، وهي في وضع حرج. ولذا؛ فهي تنتقد بشدة مَن يسوّق «أوهاما»، أو «مواقف غير لائقة» ضدها، ومن يتبنى بوعي أو بغيره مواقف «تخدم مصالح المجموعات الإرهابية أو مصالح قوى أجنبية». وهي تريد في الوقت نفسه إبعاد الأوروبيين عن المنطقة، ولديها «أجندة خاصة بها وهي أجندة مرتزقة».
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
'كورونا' يحط الرحال في دول أوروبية جديدةأعلنت السلطات الصحة الرومانية، الخميس، عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البلاد، فيما سجلت النرويج تسجيل أول إصابة بالفيروس لشخص عائد من الصين.
اقرأ أكثر »
السعودية تعلق دخول المعتمرين مع تفشي كورونا المستجد في دول الجوارعلّقت السعودية موقتاً دخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها وزيارة المدينة المنورة، في إجراء احترازي غير مسبوق يرمي إلى منع وصول فيروس كورونا المستجدّ إلى المملكة ويثير تساؤلات حول موسم الحج الذي ينطلق في تموز/يوليو. فرانس_برس ✍️ Haithamtabei
اقرأ أكثر »
3 ظواهر فلكية في أعماق 'آل نعش' تزين سماء الليل في آن واحدأضاء مثلث من الأجرام السماوية سماء الليل البعيدة في 25 فبراير لفترة قصيرة من الزمن، وتمكن بعض علماء الفلك المحظوظين من رصد هذه الظاهرة المثيرة.
اقرأ أكثر »
6 مناطق في مرمى تنبيهات 'الأرصاد': عوالق ترابية وتدنٍّ في مدى الرؤيةأصدرت هيئة الأرصاد وحماية البيئة عبر نظام الإنذار المبكر تنبيهات عدة حول حالة الطقس المتوقعة خلال الساعات القادمة في مناطق عسير والرياض وجازان والشرقي
اقرأ أكثر »