فيلمان عن الوضع الصعب واحد لبناني والآخر ألماني عن أحداث فرنسية. ثم فيلم ثالث لمخرج أميركي مستقل لا يوفّر كل ما كان مأمولاً منه.
https://aawsat.
هؤلاء ينتشرون في أرجاء ذلك المحل. سيارة تأتي وسيارة تذهب لكن الوضع سيء بالنسبة لفؤاد الذي عليه أن يغلق المحل. مساعده محمد يحفر قبراً ربما لنفسه أو ربما لمستقبله. فؤاد بدوره، وقد قرر إغلاق هذا المحل الكائن على كتف طريق في القرية يريد أن يستعير شاحنة صغيرة ليحمل الأبواب الثلاثة فوقها. أبواب ترمز لآمال مفتوحة على الهواء.
ليس أن الفيلم يفقد وجهته ومعناه السياسي المناوئ للحملات الرسمية لتغيير معالم الطبيعة والبيئة باختلاق المزيد من المشاريع الاقتصادية لها، بل يترك الكاميرا لدقائق طويلة تلاحق ما لم يعد ضرورياً. المشاهد المصوّرة بجمالية وإتقان تطول وهي تتابع الشيء ذاته طوال الوقت. في مواجهتها جمهور عليه أن يتحلّى بصبر قد لا يتجاوز طوله الساعات الأربع التي يتكوّن الفيلم منها.
يتطرّق الفيلم إلى الماضي من خلال بعض الحوار وعبر مشهد لمقالات منشورة في مجلات ترفيه. الممثلة هي محققة تمارس عملاً صحافياً في جوهره وذلك عبر طرحها الأسئلة، لكنها في الوقت نفسه تعايش الأجواء الأسرية للزوجين وأولادهما. الفارق في العمر بين غرايس وجو لا يبدو ذي قضية، لكن سريعاً ما نلاحظ أن جو شخصية منصاعة أكثر منها قيادية في هذا الزواج. غرايس تحبّه، كما تؤكد وهو يحبّها، كما يقول للممثلة حين تسأله، لكن الصورة الماثلة تكشف عن فتور رمادي يوحي بعكس ما يتردد.
هذه هي حبكة الجزء العاشر من سلسلة «كوكب القردة» وسيعرض عالمياً تحت عنوان Kingdom of the Planet of the Apes تحت إدارة المخرج وس بول، الذي كان حقق الجزء التاسع من هذه السلسلة سنة 2017. يمكن إضافة أن الغوريلا الشاب شهد ما لم يعجبه وهو قيام القردة باختطاف فتاة من البشر لأنها أذكى من القردة. هذا جعله يسأل ويدرك بأن البشر، في هذه القراءة المستقبلية التي تم بعثها من الفيلم الأول قبل 56 سنة بفيلم «كوكب القردة» الذي أخرجه حينها فرانكلين شافنر ، يستحقون الشفقة ومؤازرتهم ضد الاستبداد.
حسب المناسبة المنشودة، يفوز أهل الأرض بالمعركة ضد هذه المخلوقات مرّة ويخفقون مرّات لكن الصراع لا يتوقف. لسبب لا يعلمه أحد، هناك نيّة شريرة لدى تلك المخلوقات استعمار الإنسان وتحويل مدنه إلى دمار. فعل يستطيع البشر القيام به من دون مساعدة خارجية.على ذلك سلسلة «كوكب القردة» Planet of the Apes تختلف في أن القردة ليست من مخلوقات بعيدة، بل هي حيوانات تعيش، في الأساس، فوق كوكب شبيه بالأرض يسكنه بشر، مما يمنح الفرصة لتصوير الصراع بين الفريقين.
في الفيلم التالي Beneath the Planet of the Apes حاول المخرج تد بوست فعل المستحيل بميزانية لم تزد عن 3 ملايين و400 ألف دولار . للجزء الرابع Conquest of the Planet of the Apes تمت الاستعانة بالمخرج البريطاني ج. لي تومسون الذي دفع باتجاه تحقيق فيلم يدور حول العنصرية التي يمارسها البيض على القردة والتي قصد بها أن تماثل العنصرية التي يمارسها البيض على السود في الولايات المتحدة. من هنا وصاعداً ستبدأ مرحلة من الأفلام التي تصبح فيه القردة ضحايا للبشر الموصومين بالعنصرية والرغبة في الاستعباد.
بعد عشر سنوات تم ابتداع حكاية جديدة بعنوان Rise of the Planet of the Apes الذي جلب قرابة 500 مليون دولار تحت إدارة روبرت وايات وبذا فتح هذا الجزء الباب لعودة مستمرة وقوية. سيكون ذلك ثاني لقاء بين البطلين غودزيلا الآتي من أعماق البحار وكينغ كونغ الذي كان دفن نفسه تحت سطح الأرض بالقرب من أهرامات الجيزة كما ينص السيناريو.
يختلف كل فيلم عن الآخر بناحيتين: «منقبّو الذهب، 1935» فيلم ميوزيكال و«مثلث الحزن» دراما ساخرة. الأول لم يدخل مهرجاناً ولم يفز بجائزة. الثاني دخل «كان» وخرج بجائزة السعفة الذهبية سنة 2022.لم تكن هذه المقارنة مهمّة لدى لجنة التحكيم بل حقيقة أن الفيلم عاين بصورة ساخرة موضوعاً اجتماعياً بأسلوب يلتقط التفاصيل ليعرضها بضعف حجمها العادي.
الحوار تفعيل ضروري إذا زاد عن حدّه بات على نقيض من الصورة ومن الضرورة الحتمية لتفعيل الأخيرة لأنها هي السينما والحوار، بالمقارنة، هو المسرح والراديو. بدءاً بالفيلم الفائز في العام الماضي، «تشريح سقوط» للفرنسية جوستين ترييه، نلحظ تركيبة بسيطة لتناول موضوع المرأة المتهمة بقتل زوجها. خلال المحاكمة تكشف عن العلاقة القائمة على الهيمنة والحرمان الجنسي من قِبل الزوج المصاب بإحباط شديد. الموضوع يطغى على الإبداع الأسلوبي في هذا الفيلم كما في فيلم «تيتان» الذي فاز بالجائزة الأولى سنة 2021 من إخراج جوليا دوكوزناو.
يتعامل الفيلم مع هذا الوضع جيداً، وما يُثير الاهتمام هو الفكرة الكامنة في جمع ثلاثة أفراد عليهم أن يتصرفوا كما لو كانوا عائلة واحدة وما ينتج عن هذه الفكرة من مفارقات. المشاهد الخارجية لا تزيد على 25 دقيقة وهي الوحيدة الباقية من اهتمام المخرج السابق بالأماكن البعيدة والوحيدة إلا من بعض شخصياتها. هذا من أصل نحو 3 ساعات مدفوع باتجاه تشكيل مسرحي لحكاية رجل وامرأتين يعيشون في تلك القرية الأناضولية المعزولة. لاحقاً ما احتفت أفلام هذا المخرج بالحوار على حساب الصورة. مشهد حوار من ربع ساعة بين صاحب مكتبة ومؤلّف لا يمكن له إلا أن يكون نقيضاً لتفعيل فن السينما على ما عاداه.
سبب انتقاله من طهران إلى تلك القرية غير معروف، لكنّ الموحى به أن السبب سياسي. زوجته سجينة للسبب نفسه، ويداهمه شعور بأنه مسؤول عن دخولها السجن، لكنَّ هذا أيضاً من الأمور التي أبقاها المخرج غائبة عن التفسير. في القرية يستقبل، وسواه، مهاجرين آتين من أفغانستان بحثاً عن الأمان بعيداً عن سطوة «طالبان». هناك ربّ عائلة مهاجرة مريض ونرى «الأستاذ أحمد» يفعل جهده لكي ينقذ حياته بما في ذلك شراء الأدوية من ماله الخاص.
سيتَّهم غولدمان الشرطة الفرنسية بأنها قوّة عنصرية. حين يقف محامي الدفاع ليقول إن موكله يعني «بعض» رجال البوليس، يردّ غولدمان: «بل كل رجال البوليس». على ذلك المحاكمة ليست عن هؤلاء بل عن غولدمان المحاط بذلك الجمهور الذي لا نعرفه سوى من ملامحه يصرخ مطالباً ببراءته. يُبرز الفيلم وضعه بوصفه رجلاً طيّباً إنما سيئ الحظ. هنا يبرز دور مساعد النائب العام دي أنغلو ، الرجل الذي يعلم ورطة بيانكو لكنه لا يستطيع إلا استخدامه مخلباً للوصول إلى باقي العصابة. علاقتهما ليست صداقة وليست عداوة بل قائمة على نحو من التفاهم على الواجب.
هذه الرغبة في سرد حكاية تقع في الغرب الأميركي من دون أن تكون تقليدية، مبررة لكنها متكررة والأفلام الحديثة التي عمدت إلى هذه المحاولة كلها فشلت في نقل صورة الغرب الأميركي حتى على النحو الذي يعزز ما تذهب إليه من مفادات. لا مشاكل في الحكاية، لكن الكثير من تصنّع الأبعاد الجمالية والفكرية سريعاً ما يؤدي إلى عمل متكلّف وقليل التأثير. بكلمة أخرى، يفقد الفيلم ملامحه الواقعية ليدخل في إطار الرغبة في سيادة الفكرة ومنهج المخرج - المؤلّف.أما «أنشودة بستر سراغز» فمشكلته أكبر بكثير. هذا فيلم وسترن للأخوين غووَل ونتان كووَن الذي تعود النقد الغربي على تقدير كل لقطة من معظم ما قاما بتحقيقه معاً. فيلم مؤلّف من قصص شتّى تبغي تقديم وجهة أخرى للغرب الأميركي يقوم على السخرية من ثقافته وتاريخه وشخوصه.
في السياق نفسه، سنلاحظ أن محاولة صوفيا كوبولا لتقديم فيلم عن «المرأة» في حكاية كُتبت لغاية مختلفة لم تشهد النجاح بدورها. الفيلم هو The Beguild حول الجندي الشمالي، خلال الحرب الأهلية الأميركية في ستينات القرن التاسع عشر، الذي يلجأ إلى مدرسة بنات تقع في الجزء الجنوبي المعادي له. تسعفه الإناث في تلك المدرسة من جروحه ويتعافى، لكنه يوهم بعضهن بالحب. حين يكتشفن أنه غير صادق يخططن للانتقام منه.
والد سفيان دبلوماسي جزائري سيتقاعد قريباً والسفارة ستقيم حفلاً لذلك. لكن سفيان نفسه غير سعيد لأنه مهدّد بالطرد من فرنسا كونه توقف عن متابعة الدراسة وليس لديه عمل يربطه. حين يجد العمل مساعداً لحانوتي يرفض هذا توفير عقد عمل له ما يجعل التهديد بطرده من فرنسا أمراً محتملاً في أي لحظة. في الجزء الأخير من الفيلم يحصل سفيان على العقد الذي سيحميه من الطرد، وها هو يقف ليغني تمهيداً لإعادة المياه لمجاريها بينه وبين والده. «ما فوق الضريح» ما زال يقفز فوق المشاكل التي يتطرّق إليها من دون توفير مبرراتها.
الجواب يأتيه من صديق إيراني نصحه بألا يحاول: «لا شيء يستحق أكثر من الحياة نفسها»، كما يقول له. وأحد معارفه في إيران يخبره بأنه لا يعرف ما الذي حدث لرسوماته... يبدو كاذباً، وبالتأكيد هو خائف من أن يساعد الفنان في التقاط ماضيه حتى لا يخسر منصبه. رغم ذلك يؤكد الرسّام أنه يريد استعادة رسوماته. المبادرة في هذا الشأن تأتي غريبة بعض الشيء من حيث توقيتها.
إيلودي فتاة جميلة تعيش في قرية. هي من أسرة فقيرة والفقر كذلك سمة القرية بأسرها. تحاول إيلودي المساعدة حسب ما تستطيع. ذات يوم تتسلم خطاباً يعلمها أنه تم اختيارها لتكون زوجة ابن ملكة تحكم بلدة أخرى اسمها أروا. ترى إيلودي العرض فرصة لإنقاذ قريتها من الجوع وتقبل. الاحتفاء بوصولها مبهر لكنها سريعاً ما تدرك أن الملكة تريدها زوجة لابنها درءا لغضب التنين الساكن في كهف مخيف، وذلك تبعاً لتقاليد تعود إلى مئات السنين. إذا لم تضح الملكة بزوجة ابنها فإن التنين سيثور وقد يهاجم القصر ويدمر حياة الجميع.
وخلال ثلاث سنوات، هي عمر مهرجان البحر الأحمر السينمائي، دعم الصندوق التابع لمؤسسته أكثر من 250 من صناع الأفلام من كل أنحاء العالم، كما يساهم بتمكين الأصوات الجديدة ورفد الإبداع السينمائي أينما كان. ويتبع الفيلم الذي يمتد على أكثر من ثلاث ساعات، اللحظات الأساسية في حياة روبرت أوبنهايمر، الفيزيائي الذي أدخل الكوكب إلى العصر النووي، وعجّل بنهاية الحرب العالمية الثانية قبل أن ينتابه الشك بشأن ابتكاره الذي استحال أداة تدميرية فتاكة.
واستحال بعدها داعية لنزع السلاح النووي، إلى أن دُفع للتنحي جانباً بسبب تعرضه للملاحقة للاشتباه في تعاطفه مع الشيوعية.وأصبحت صورة العالِم واضعاً يده على جبهته، وهو يحدق في الفضاء، مسترسلاً وسط هذه التناقضات اللامتناهية، أيقونة الفيلم الروائي الطويل.بُني هذا الفيلم حول مزيج ذكي من ثلاثة أنواع: القصة البطولية، وأفلام السطو، والدراما القانونية.
ولم يوقف أي شيء مذاك مسيرة «أوبنهايمر» الناجحة، إذ حصد في الأشهر الأخيرة جوائز مرموقة كثيرة أبرزها في حفلات «غولدن غلوب»، و«بافتا» البريطانية، وحتى جوائز نقابة ممثلي الشاشة ، قبل أن يتوّج هذا المسار الأحد في حفلة الأوسكار. وشاركت روبي بطلة فيلم «باربي» بوصفها منتجة فنية أيضاً في الفيلم الذي حقق أكبر نجاح في شباك التذاكر لعام 2023 ، كما شاركت في إنتاج فيلم «Saltburn».واحتل النجم توم كروز المركز الثالث في قائمة «فوربس»، وتقاسم النجم رايان غوسلينغ، الذي شارك في بطولة فيلم «باربي»، المركز الرابع مع النجم مات ديمون، فيما جاءت النجمة جينيفر أنيستون زميلة ساندلر في فيلم «Murder Mystery» في المركز السادس.
لكن الحال ستتغيّر، ولو بمقدار كافٍ، في العاشر من فبراير الماضي خلال حفل «الأوسكار» السادس والتسعين. هذا لأنّ دافين هي أقوى مرشّحات مسابقة «أفضل ممثلة مساندة» عن دورها في فيلم ألكسندر باين «المستمرّون» .لن يكون فوزها سهلاً أمام جودي فوستر وإيميلي بلنت خصوصاً، لكنه، ووفق توقّعات الغالبية، هو الفوز الأكثر احتمالاً في هذا القسم.
إلى جياماتي ومورفي في سباق أفضل ممثل في دور أول، يتّجه الاهتمام إلى جيفري رايت عن «أميركان فيكشن». مثل جياماتي، كان رايت على مقربة دائمة من دخول مواسم الجوائز المختلفة. ومثله جرى تجاوزه لغير مرّة؛ ومثله أيضاً، هو ممثل يمكن الاعتماد على موهبته، واستحقّ في الواقع جميع الأدوار الجيّدة التي مثلها، بما فيها دوره هنا.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
10 أفلام سينمائية تجسد المظاهر الرمضانيةجسدت 10 أفلام سينمائية المظاهر الرمضانية والشعائر الروحانية وارتبطت بشهر رمضان، وتمثلت أبرز الأفلام في: -فيلم: عسل أسود -فيلم: ألوان السما السبعة -فيلم: إكس لارج -فيلم: في بيتنا رجل -فيلم:...
اقرأ أكثر »
شاشة الناقد: رحلة من قلب تاريخ أسودفيلمان هذا الأسبوع يستعيدان حال الإنسان في زمانَيْن متباعدَيْن إنما ضمن مفهوم واحد: فيلم عراقي عن اضطهاد الآشوريين وآخر عـن الهولوكوست... الأول يعرض حكايته من وجهة نظر الضحية والثاني من وجهة نظر الجلاد
اقرأ أكثر »
شاشة الناقد: مأساة مهاجرين أفغان إلى إيرانأفلام الهجرة من ناحية، وأفلام المحاكمات من ناحية أخرى، في ازدياد واضح ولأسباب مختلفة. الفيلم الثالث استعادة من برنامج عروض في لوس أنجليس.
اقرأ أكثر »
الهلال الأحمر: الجيش الإسرائيلي يقتحم مشفيي ناصر والأمل بخان يونسالهلال الأحمر الفلسطيني قال إن طواقمه العاملة في مستشفى الأمل تحت 'خطر شديد' - Anadolu Ajansı
اقرأ أكثر »
في تحدٍّ أمام الرئيس تينوبو.. نيجيريا تحشد لإعادة 250 طالباً مختطفاًفي اختبار صعب للرئيس بولا أحمد تينوبو، تحشد الحكومة النيجيرية قواتها الأمنية للعثور على أكثر من 250 من طلابها اختطفهم مسلحون في هجوم على مدرسة في شمال غرب البلاد (الخميس).
اقرأ أكثر »
السعودية أسهمت في تعزيز حقوق المرأة على أرض الواقعالسعودية أسهمت في تعزيز حقوق المرأة على أرض الواقع
اقرأ أكثر »