بصرفِ النَّظر عن توقيت إعلان سلطة الاحتلال الإسرائيلي المضي قدماً في تنفيذ برنامجها الهادف لضمّ مناطق من أراضي الضفة الغربية، فإنَّ ذلك البرنامج يستدعي فعلاً فلسطينياً، طال انتظاره، إزاء عقود متصلة من سياسات وإجراءات استعمارية توسعية، بما أفضى لجعل م
ساحات واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، لكل الأغراض العملية، امتداداً للسيادة الإسرائيلية. وعليه، لم يبقَ إلا الترسيم الإسرائيلي لواقع هذه السيادة انتقائياً وفق رؤية عنصرية خالصة. السؤال المطروح هنا يتعلق بجوهر الفعل الفلسطيني المطلوب. سأحاول الإجابة عن هذا السؤال بعد تحليل مقتضب، يمهد للتدليل على الأسباب الموجبة لهذا الفعل ومبرراته.
وبالتوازي مع ذلك، تصاعدت نبرة التحذير، على الساحتين الإقليمية والدولية، منتقلة في ذلك من مجرد الإعراب في البداية عن ضرورة تفادي محاولة فرض حل لا يقبل به الفلسطينيون، والقضاء على فرص حل الدولتين، مع التلميح إلى التأثير السلبي المحتمل لذلك كله على إسرائيل نفسها لجهة الدفع في اتجاه واقع الدولة الواحدة، وإلحاق الضرر بسعيها لتطبيع ارتباطها بالعالم العربي، إلى مواقف أكثر وضوحاً لجهة التنديد بنية إسرائيل المضي قدماً في تنفيذ حلم قادتها الأوائل وتابعيهم، في الإستحواذ والسيطرة بشكل تام على أرض فلسطين...
في مطلق الأحوال، فإنَّ السؤال الذي ينبغي أن يشكل محور الاهتمام الأساسي على الساحة الفلسطينية في هذه المرحلة، يتعلق بمدى قدرة الإعلان المذكور، على أهميته، على التأثير الفاعل على مجريات الأمور، أولاً لجهة وقف قطار الضم الإسرائيلي، وهو ما أتى الإعلان على خلفيته، وثانياً، وما هو أهم، لجهة إحداث تغيير جوهري في المعطيات الأساسية القائمة، والتي تأتت بشكل رئيسي من جراء إغفال «عملية السلام» للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتآكل المضطرد في مرجعيات تلك العملية، مما أدى إلى جعل حتى مجرد التفكير...
من جهة أخرى، مع انقضاء «المرحلة الانتقالية» لاتفاقيات أوسلو، بدا جلياً أن ما تم الرهان عليه لجهة قيام دولة فلسطينية، وفق معايير مقبولة وطنياً بات محكوماً بالفشل، بسبب إصرار إسرائيل على عدم السماح للكيانية الفلسطينية التي أفرزتها تلك الاتفاقيات في أن تتجاوز مفهوم الحكم الذاتي المرسوم بموجبها، الأمر الذي كان ينبغي أن يستوجب حينئذ إعادة النظر في تحول عام 1988.
تأسيساً على ذلك، وكخطوة أولى على هذا الصعيد، قد يكون من المجدي السعي الحثيث للتوافق على صيغة لموقف وطني جامع، تقوم منظمة التحرير نفسها بالإعلان عنه، حول استعداد الفلسطينيين للقبول بأَيٍ من الخيارين التاليين كمخرج لعملية سياسية، تهدف إلى الوصول إلى حل مرضٍ للقضية الفلسطينية، ألا وهما:
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
'الألكسو': خطة الضم الإسرائيلية انتهاك خطير للقانون الدولي'الألكسو': خطة الضم الإسرائيلية انتهاك خطير للقانون الدولي وفق ما قال محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة، خلال ندوة نظمتها بالعاصمة تونس، تحت عنوان 'إسقاط مشاريع الضم الإسرائيلية، والتمسك بالشرعية الدولية'.
اقرأ أكثر »
حماس: 1 تموز يوم وطني رفضا لمخطط ضم الضفةحماس: 1 تموز يوم وطني رفضا لمخطط ضم الضفة قال رأفت مرة، رئيس الدائرة الإعلامية لـ'حماس' بالخارج 'اليوم الوطني يأتي للتأكيد على هوية الضفة الغربية وانتمائها ومكانتها الحاضرة في المشروع الوطني والمقاوم'.
اقرأ أكثر »
وزير فلسطيني: الضم يعني أن التسوية السياسية 'ماتت'قال رئيس هيئة الشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ، إن خطة الضم تعني أن التسوية السياسية 'ماتت'، مشيرا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو 'لن يجد فلسطينيا واحدا يفاوضه، بعد عملية الضم'..
اقرأ أكثر »
اجتماع للرئاسة التركية يبحث ملفات ليبيا ومكافحة الإرهاب
اقرأ أكثر »
بعد تحذيرها من 'الضم'.. إسرائيل تتهم 'باشليت' بالتحيز للفلسطينيين
اقرأ أكثر »