عندما وقفت رئيسة وزراء فنلندا الجديدة سانا مارين وسط زعماء الأحزاب الأربعة الأخرى الذين تتشارك معهم الحكومة الائتلافية لالتقاط صورة جماعية تحتفل بها بتسلمها المنصب، لم تكن تعلم أن الصورة تلك ستحظى بانتباه عالمي، وتطبع على صفحات جرائد في أنحاء العالم
فنلندا دولة أوروبية شمالية صغيرة، لا يزيد عدد سكانها على الـ5 ملايين ونصف المليون، وليست دولة عظمى تؤثر بسياستها الخارجية، كما أن سياستها الداخلية هادئة لا تجذب كثيراً من الاهتمام العالمي عادة. ولكن هذه الصورة كانت مختلفة، فجميع رؤساء الأحزاب نساء، وكلهن شابات لا تزيد أعمارهن على الـ34، باستثناء إحداهن التي تبلغ من العمر 55 سنة.
وعلى عجل، استدعيت للعودة إلى بلادها التي باتت في مأزق سياسي. فالرئيس رينه خسر ثقة أحزاب شريكة في حكومته الائتلافية بسبب تعاطيه مع أزمة الإضرابات التي شلت البلاد. فاستقال من منصبه كرئيس للوزراء، على أن يختار الحزب بديلاً له ليرأس الحكومة. وهكذا، وقع الاختيار على مارين البالغة من العمر 34 سنة لخلافته. والواقع أن العدالة الاجتماعية أحد الأسس التي تسير مارين في حياتها السياسية، فهي تعد من الجناح اليساري داخل الحزب الاشتراكي، حتى أنها تحيي أعضاء الحزب عندما تتوجه إليهم بالقول «أيها الرفاق». ومن ثم، فهي من أشد المؤيدين للنظام الاجتماعي في البلاد، وقد تحدثت أكثر من مرة عن كيف قدم لها النظام سنداً عندما كانت بحاجة إلى ذلك في صباها.نشأت مارين في عائلة فقيرة، وربّتها والدتها بمفردها بعدما انفصلت عن والدها وهي في سن صغيرة، لإدمانه على الكحول.
ومن ناحية ثانية، لم تعرقل حياة مارين العائلية طموحها السياسي وصعودها السريع، فهي أم لطفلة عمرها أقل من سنتين، ولكنها تقول عن ذلك، كما تقول عن كونها سيدة وشابة، إنها تفكر بنفسها بهذه الطريقة، بل إن واقع كونها تأتي من عائلة فقيرة، ساعد بتقريبها من الناخبين الذين يشعرون بأنها «واحدة منهم». فقبل تسلمها رئاسة الحكومة، حلت مكان رينه لبضعة أيام خلال الحملة الانتخابية عندما تعرض لوعكة صحية، بصفتها نائبة الحزب.
ولم تتمكن مارين من تجاهل هذه القضية في أول ظهور إعلامي لها بعد تسلمها منصبها، إذ سألها صحافيون ما إذا كانت حكومتها قد أخذت قراراً حول كيفية التعامل مع المقاتلين وعائلاتهم، وما إذا كانت عملية إعادتهم قد بدأت، فكان ردها بأنها لا تملك معلومة كهذه لأنها «تسلمت منصبها قبل 6 ساعات فقط». ولكنها أضافت أن الحكومة الماضية التي كانت وزيرة فيها ناقشت الأمر عدة مرات، واستنتجت أن مناقشة الحالات الفردية يعود للمسؤولين الحكوميين، ولكن الحكومة لم تتخذ أي قرار سياسي بإعادتهم إلى فنلندا.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
جمال رئيسة وزراء فنلندا الجديدة يثير تفاعل مغردين قارنوها بشخصياتأثارت رئيسة وزراء فنلندا الجديدة، سانا مارين، تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ملقين الضوء إلى جمالها وعمرها البالغ 34 عاما لتصبح أصغر قادة العالم سنا.
اقرأ أكثر »
أصغر رئيسة وزراء في العالم: هذا سر نجاحيقالت الفنلندية سانا مارين (34 عاماً)، أصغر من تولى منصب رئاسة الوزراء في فنلندا والعالم، إنها لا تشع...
اقرأ أكثر »
قطر: 'تقدم طفيف' باتجاه تسوية الخلاف مع دول خليجية ومصر، وأصغر رئيسة وزراء في العالم: 'لست مثلا أعلى' - BBC Arabicأصغر رئيسة وزراء في العالم: 'لست مثلا أعلى'
اقرأ أكثر »
وجدت نفسها بين زعماء أوروبا.. تعرّف على أصغر رئيسة وزراء في العالموجدت نفسها بين زعماء أوروبا.. تعرّف على أصغر رئيسة وزراء في العالم
اقرأ أكثر »
رشا حلوة: عن رئيسة وزراء فنلندا.. والأمومة والعائلة المثلية | DW | 14.12.2019في مقالها* لـ DW عربية تتناول الكاتبة الصحفية رشا حلوة انتخاب الشابة الفنلندية سان مارين (34 عاماً) رئيسة لحكومة بلادها، لتصبح أصغر رئيسة وزراء في فنلندا وفي العالم أجمع. فكيف كان التفاعل مع ذلك؟
اقرأ أكثر »