دعا العرب أولادهم حربا وكلبا وعاصية وسماهم النبي سِلما وجميلة وليلى.. تعرف على قصة الأسماء العربية

المملكة العربية السعودية أخبار أخبار

دعا العرب أولادهم حربا وكلبا وعاصية وسماهم النبي سِلما وجميلة وليلى.. تعرف على قصة الأسماء العربية
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار,المملكة العربية السعودية عناوين
  • 📰 AJArabic
  • ⏱ Reading Time:
  • 246 sec. here
  • 6 min. at publisher
  • 📊 Quality Score:
  • News: 102%
  • Publisher: 63%

ظروف الحرب في بلاد العرب قديما دفعتهم لتسمية أبنائهم بالحيوانات المفترسة تفاؤلا بقدرتها على افتراس الأعداء

يرى المؤرخ الثقافي شهاب الدين القلقشندي أن"غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه"، ومن ثم كان طبيعيا أن تنعكس الكثبان والصخور والحيوانات والنباتات على أسمائهم. وقد يبدو في الأمر محاكاة مباشرة لمكونات البيئة الطبيعية من حولهم، ولكن الحقيقة أن الأمر يتخطى ذلك إلى جوانب أخرى تجعل التسمية عند العرب بابا واسعا لكشف جانب من نظرتهم للحياة والإنسان والأخلاق والقدر والأديان والصراع وأنماط العيش.

وإذا كان أبو الدقيش الكلابي يرى أن"الأسماء والكُنى علامات"؛ فإن أسماء العرب –في الحقيقة- تعبيرٌ عن بيئتهم التي كانوا يحيون فيها، ومن خلالها وحدها يمكنك أن تتخيّل كثيرًا من تفاصيل حياتهم، وتركّب صورةً لا بأس بها لهذه البيئة. ولذلك قال القلقشندي في كتابه ‘نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب‘:"غالب أسماء العرب منقولة عما يدور في خزانة خيالهم مما يخالطونه ويجاورونه، إما من الوحوش كأسد ونمر، وإما من النبات كنَبت وحنظلة، وإما من الحشرات كحيّة وحنش، وإما من أجزاء الأرض كفِهر وصَخر".

ورغم أن هذه الحكاية رُويت في أكثر المصادر عن أبي الدّقيش الأعرابيّ، فإنني أظنُّ ذلك إلا وهمًا، وبعض المصادر أوردت أن الجواب لأعرابي سأله العتبي؛ والله أعلم. على أن مما يعزز صدقية مضمون هذه القصة -مهما كان مصدرها- أن المؤرخ النسابة محمد بن سعد الزهري روى -في كتابه ‘الطبقات الكبرى‘- أن عبد الله بن عباس "كان يسمي عبيده أسماء العرب: عكرمة وسميع وكُرَيب".

ولم يكن الطبُّ في جزيرة العرب والعالم كلّه في أحسن أحواله قديمًا، فلذلك سمَّوا حيًّا ومعمَّرًا وسالمًا وسليمًا، فكانت الحياة والسلامة -في حد ذاتهما- إنجازًا وغنيمة، بل لعلّ تسميتهم شيبة وشيبان لا يبعُدان من هذا المعنى، إذْ لمّا كان الموتُ مستشريًا في الصِّغار لضعف الطب، والقتلُ مستشريًا في الكبار بسبب الاقتتال والصراع المجتمعي؛ كان محظوظًا من يبلغ سنّ المشيب! فكأنهم كانوا يتفاءلون للمولود بأن يكبر ويجلل البياضُ رأسَه فيُسمّونه شيبة، ويكون معنى اسم شيبة كمعنى مُعمَّر.

انتشار الجوع في المناطق القاحلة من بلاد العرب كان من أسباب إطلاقهم أسماء "مطعم" و"هاشم" و"جفنة" على محسنيهم وإذا كان الإسلام قد قلب واقع العرب رأسًا على عقب، فإنّ أثره في الأسماء كان أوضح من غيره، وقد كانت للنبيّ صلى الله عليه وسلّم فلسفةٌ خاصّة في تسمية الأعلام، لم تكن مقتصرةً على المواليد بل تعدّتها إلى الكبار، خاصّة إذا دخلوا في الإسلام.

وقد ذكر أبو داود مع هذا معانيَ أخرى تُجْمل الفلسفة النبويّة في اختيار الأسماء، وذلك في:"باب في تغيير الاسم القبيح"؛ قال فيه:"وغيَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم اسمَ العاصِ وعزيزٍ وعَتَلَةَ وشَيطانٍ والحَكَمِ وغُرابٍ وحُبابٍ، وشهابٍ فسماه هشاماً، وسمّى المضطجع المنبعث". بعد مجيء الإسلام ظهرت فلسفة جديدة للأسماء القديمة والجديدة تنبذ كل معنى في يشير إلى وثنية أو وحشية أو تشاؤم ومن طرائف أمثلة تغييره صلى الله عليه وسلم للأسماء تفاؤلا أنه كان يغير ما يوحي منها بالكسل إلى ما يدل على النشاط، كما جاء عند أبي داود -في السنن- أنه"سمّى المضطجع المنبعث"؛ أو تغييره الاسم الذي يفيد بالقلة إلى ما يعني الكثرة، فقد نقل الخطيب البغدادي –في كتابه ‘تالي تلخيص المتشابه‘- بسنده إلى صبيح ابن سعيد النجاشي المدني أن أمه"كانت اسمها عِنَبَة فسمّاها رسول الله صلى الله...

وإنما كان عليه الصلاة والسلام يفعلُ ذلك لأثر الاسم في النفس، وكما قيل فإن"لكلّ من اسمه نصيب". بل إنّ سعيد بن المسيّب كان يرى ذلك الأثر ممتدًّا وراثيًّا عبر الأجيال في عائلته؛ فقال:"فما زالت فينا الحُزُونة بعدُ"، أي أن الصعوبة بقيت ممتدّة في ذرية جدّه ‘حَزْنٍ‘ جيلًا فجيلًا! ثمة أسماء عربية غريبة في ظاهرها لكنها جميلة في باطنها؛ ومن أشهرها: كلب وكُليب وكلاب، وقد سبق أن الجاحظ ذكر تسميتهم بالكلب لمعانٍ جميلة فيه، ووافقه في ذلك أبو البقاء الدميري -في كتابه ‘حياة الحيوان الكبرى‘- حين قال:"والكلب حيوان شديد الرياضة كثير الوفاء، وهو لا سبع ولا بهيمة، حتى كأنه من الخَلْق المركَّب؛ لأنه لو تم له طباع السبعية ما ألف الناس، ولو تم له طباع البهيمية ما أكل لحم الحيوان".

والعرب وإن كان اشتهر عنهم التكنّي بأكبر الأبناء الذكور، فإنهم نُقلت عنهم مذاهبُ أخرى في ذلك لا تخلو من الطرافة. فقد عرفوا الكُنية بالبنت مع وجود الأبناء الذكور وغيابهم، وممن عُرف بذلك الصحابيُّ الجليل تميم بن أوسٍ الداريّ ، قال ابن الأثير في كتابه ‘أسد الغابة في معرفة الصحابة‘:"يكنى: أبا رقية بابنته رقية، لم يولد له غيرها".

ظاهرة الرقيق في التاريخ الإسلامي نشأت عنها ثقافة التأنق في اختيار أسماء الجواري والغلمان لأغراض الترويج التجاريعلى خلاف الرجال؛ كانت أسماء النساء كثيرًا ما تدلُّ على أوصافٍ لها علاقة بالجمال شكلًا ورُوحًا، وقد يُتعرّف بها على معايير الجمال عند العرب القدماء، والتي تختلفُ كثيرًا عن المعايير الحديثة.

وكانوا يحمدون سعة العينين فسمّوا الأنثى حوراء ونجلاء، وكانوا يحبّون طول الأعناق فسمّوا بأسماء الغزال فقالوا: غزالة وظبية وخولة وكلّها بمعنىً واحد، وكذلك اسم جيداء وهي الطويلة العنق، ومن الأوصاف التي كانوا يذكرونها وبقيت إلى زمنٍ قريب من معايير الجمال في البلاد العربية: امتلاء الذراعين والساقين، ومنه اسم عبلة.

وذكر محمد بن شاكر الكتبي -في كتابه ‘فوات الوفيات‘- أم المستضيء بالله فذكر أنها أم ولد أرمنية اسمها: غضّة. وأعجبُ منها أمُّ القائم بالله العباسي التي هي أم ولد أرمنية كان اسمها ‘بدر الدجى‘؛ كما جاء في ‘تاريخ الإسلام‘ للذهبيّ، وقال بعضهم إن اسمها: ‘قَطْرُ النّدى‘. وقد اشتهر اليوم في بلاد الشام والجزيرة وغيرها أن يدلّلوا الأبناء بقولهم: عبّود وحمّود وأشباهها، وهو عرف قديم؛ فقد فشا في بلاد المغرب والأندلس كما يذكر عبد السلام هارون أيضًا، قال: ومن أسمائهم أيضًا: ‘عبود‘، وحمود وعبود تسميتان عربيتان فصيحتان"، ثم نقل عن أبي حيان الأندلسيّ قوله:"وهم يسمون عبد الله عبودًا ومحمدًا حمّودًا". إلى أن قال:"فكأن هذه الصيغة عندهم تسمية تدليل كما هو الشائع في التسمية في وقتنا هذا".

لقد قمنا بتلخيص هذا الخبر حتى تتمكن من قراءته بسرعة. إذا كنت مهتمًا بالأخبار، يمكنك قراءة النص الكامل هنا. اقرأ أكثر:

AJArabic /  🏆 6. in SA

المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين

Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.

بريطانيا.. مرشحة عربية تحث العرب على المشاركة بالانتخاباتبريطانيا.. مرشحة عربية تحث العرب على المشاركة بالانتخابات?دعت مرشحة حزب العمال للانتخابات البرلمانية عن دائرة وسط غلاسجو في أسكتلندا فاتن حميد (الدليمي)، العرب في المملكة المتحدة إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات البريطانية المرتقبة يوم الخميس المقبل، وحسن اختيار مرشحيهم بما يخدم قضاياهم.
اقرأ أكثر »

وزير الدفاع اللبناني يرد على جنرال إيراني: تصريحاته تعدٍ على سيادتناوزير الدفاع اللبناني يرد على جنرال إيراني: تصريحاته تعدٍ على سيادتناجريدة الشرق الأوسط صحيفة عربية دولية تهتم بآخر الأخبار بجميع أنواعها على المستويين العربي والعالمي.
اقرأ أكثر »

المطران عطا الله حنا يعلق على 'التطاول على نصرالله'المطران عطا الله حنا يعلق على 'التطاول على نصرالله'اعتبر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا ما صدر عن المطران إلياس عودة من على منبر الكنيسة الأرثوذكسية في بيروت تجاه أمين عام 'حزب الله' حسن نصر الله، 'مرفوضا'.
اقرأ أكثر »

ضاحي خلفان: أغلب قادة العرب بلا استراتيجياتضاحي خلفان: أغلب قادة العرب بلا استراتيجيات
اقرأ أكثر »

'الراجحي': الميزانية تؤكد حرص القيادة على تحفيز القطاعين الخاص وغير الربحي'الراجحي': الميزانية تؤكد حرص القيادة على تحفيز القطاعين الخاص وغير الربحيرفع وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأ
اقرأ أكثر »

كواليس اعتداء طالب على معلم في القنفذة: طعنه بمقص أظافركواليس اعتداء طالب على معلم في القنفذة: طعنه بمقص أظافرشكلت إدارة تعليم محافظة القنفذة لجنة للتحقيق في واقعة اعتداء أحد طلاب المرحلة الثانوية على أحد المعل...
اقرأ أكثر »



Render Time: 2025-04-21 01:05:17