لا أحد يعرف شيئاً عن ماهية البرنامج الاقتصادي للحكومة،فيما الليرة تنهار، والرواتب لم تعد تغطي احتياجات الأسر، ومدخرات الناس تآكلت، والجوع عضّ بنابه أكثرية المواطنين، والأمر لا يقتصر على الأرياف، داخل المدن، تحـولت الأحياء الشعبية إلى أحزمة بؤس - حنا صالح
نتمي سياسياً إلى حقبة الاحتلال السوري. بهذا المعنى تعود التركيبة إلى حقبة ما قبل عام 2005، لأنه إذا كانت انتخابات عام 2018 قد «صححت خطأ» ما بعد انتفاضة الاستقلال على حدِّ ما كان قد أعلنه إيلي الفرزلي نائب رئيس البرلمان، فما إعلان هذه الحكومة إلا الرغبة في توجيه رسالة مزدوجة، من ناحية أولى شطب كل المفاعيل الإيجابية التي حققها الاستقلال الثاني بإخراج الجيش السوري من لبنان، ومن ناحية ثانية، تأكيد الطلاق الكامل بين الفريق المتحكم بقيادة نصر الله، و«ثورة 17 تشرين».
طرحت الحكومة المعلنة أكثر من مؤشر على نوعية جديدة، في التعايش - التنافس الإيراني - السوري، داخل فريق «الممانعة»، وصوبت على العودة إلى وجود حدود لنفوذ كل فريق، وبدا في لحظاتٍ حاسمة أن تأثير «حزب الله» على حلفائه قد اهتز، في لحظة مفصلية كان الحزب يستعجل تأليف تركيبة حكومية مواتية، لأنها «حاجة ماسّة له لتحصين الساحة الداخلية في ظلِّ الضغوط والمخاطر التي يواجهها بعد مقتل سليماني»! والأمر ليس بعيداً عن أبعادٍ سياسية رسمتها زيارة الرئيس الروسي بوتين إلى سوريا، واستقباله...
وبعيداً عن المستوى الإنشائي في خطاب التأليف، ثابت حتى اللحظة غياب كلي للبرنامج السياسي، ولا أحد يعرف شيئاً عن ماهية البرنامج الاقتصادي للحكومة، فيما الليرة تنهار، والرواتب لم تعد تغطي احتياجات الأسر لأكثر من أسبوعين، ومدخرات الناس تآكلت، والجوع عضّ بنابه أكثرية المواطنين، والأمر لا يقتصر على الأرياف، بل أيضاً داخل المدن، حيث تحولت الأحياء الشعبية إلى أحزمة بؤس.
عشية مرور 100 يوم على بدء ثورة الكرامة، لم يخرج مسؤول واحد يخاطب وجع الناس وقهرهم، بل يستمر التجاهل والعناد، وجاء إعلان حكومة ينم عن الرغبة بالعزل والإقصاء، ومثل هذا السلوك يُعدُّ وصفة من شأنها أن تفاقم الغضب وتعمق الثورة.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
كتائب 'حزب الله' العراقي تهدد بطرد برهم صالح من بغداد
اقرأ أكثر »
عباس وماكرون يبحثان في رام الله القضية الفلسطينية والاعتراف بدولة فلسطينعقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، مباحثات تناولت آخر مستجدات الأوضاع على صعيد العملية السياسية وقضايا المنطقة.
اقرأ أكثر »
'حزب الله' يؤسس نقطة انطلاق في فنزويلاتحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في 'نيزافيسيمايا غازيتا'، حول اتهامات جديدة لمادورو بالتعاون مع حزب الله اللبناني لوضع رأس جسر لعملياته، انطلاقا من فنزويلا.
اقرأ أكثر »
تقدير إسرائيلي: سلطة رام الله ستشتاق للوزير المغادر كحلونقالت كاتبة إسرائيلية إن 'اعتزال وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، سيترك فراغا كبيرا في السلطة الفلسطينية؛ لأنه كان الوزير الإسرائيلي الوحيد الذي يلتقي كبار قادة السلطة في رام الله والقدس وتل أبيب، وتحول مع مرور الوقت لقناة الاتصال الأساسية بين مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومحمود عباس'.
اقرأ أكثر »
سمير عطا الله - يوم يومان شهرانلا أتابع أخبار تشكيل الحكومات في لبنان. أعرف من زمان أنها ليست أكثر من «عصرية» عند الجارة،ومن ثم قدامك إشارتان.ومنذ أكثر من شهر وكبار السياسيين يعلنون أن «الوزارة هاليومين». وأنا والحمد لله مرتاح، ومتخذ قراري بألا أقرأ حرفا عـن «التوقعات» - سمير عطا الله
اقرأ أكثر »
عباس يستقبل الحاكم العام الأسترالي في رام الله
اقرأ أكثر »