جوزيف مسعد يكتب لـ عربي21 حقوق العودة
تتجلى أهم المفارقات التي تعبر عنها سمات الحركة الصهيونية ودولة إسرائ؛يل في الموقع المركزي الذي يشغله مفهوم العودة في أيديولوجيتهما وسياساتهما. ففي واقع الأمر، يتمحور المشروع الاستعماري الصهيوني على الزعم بأن اليهود الأوروبيين المعاصرين هم أحفاد العبرانيين الفلسطينيين القدماء، وبأن مشروعه لاستعمار فلسطين لم يكن سوى استراتيجيته لــ"إعادة" اليهود إلى أرض أجدادهم المزعومين بعد غياب طال لألفي عام. وما انفك مفهوم"العودة" يمثل حجر الأساس للحركة الصهيونية ودولة إسرائيل.
وقد أجبر ذلك الأمم المتحدة على إصدار القرار 194 في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1948، وهو قرار أعادته وأكدت عليه الأمم المتحدة 135 مرة منذ ذلك التاريخ. وقد نص القرار على أنه"يجب السماح للاجئين الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم بالقيام بذلك في أقرب وقت ممكن عمليا، وينبغي دفع تعويض عن ممتلكات من لا يرغب في العودة وعن فقدان أو تلف ممتلكاتهم، التي بموجب القانون الدولي أو الإنصاف، ينبغي على الحكومات والسلطات المسؤولة أن تدفعها".
وحيث أن مؤسس الصهيونية، ثيودور هرتسل، لم يذكر"عودة" اليهود في كتيبه"دولة اليهود" الصادر عام 1896، فقد شدد عليه في روايته الصهيونية"الأرض القديمة-الجديدة" الصادرة عام 1902، وزاوجه دون تردد بالاستعمار. فقد كان مفهوم العودة هذا على أنه استعمار وعلى أنه طرد السكان الأصليين جليا ومعلنا عند الصهاينة الأوائل الذين لم يخفوه البتة، لا سيما أنهم كانوا يكتبون في أوج فترة الاستعمار الأوروبي.
وقد فهم جابوتنسكي، شأنه شأن هرتسل، بأن"عودة" اليهود المزعومة إلى فلسطين ليست في الواقع سوى الاستعمار:"فلا يمكن أن تقوم اتفاقية طوعية بيننا وبين عرب فلسطين... ومن المستحيل الحصول على الموافقة الطوعية لعرب فلسطين بتحويل"فلسطي" من بلد عربي إلى بلد بأغلبية يهودية... هذا هو السبب الذي يجعل الحقّين غير متطابقين في الحجج الإسرائيلية، كما هو الحال في القانون الدولي. فلأن حق اليهود الأوروبيين في"العودة" إلى"وطنهم" المزعوم لا يمكن تحقيقه إلا من خلال استعمار وطن الفلسطينيين، ولأن استعمار وطن الفلسطينيين لا يمكن تحقيقه إلا من خلال طرد الشعب الفلسطيني الأصلي ومنعه من العودة إليه، يقوم حق العودة الفلسطيني بتقويض المشروع الصهيوني برمته.
وكما تشير حالة البوسنة، فقد تفوق حق عودة اللاجئين على سياسات الفصل العنصري للسلطات المحلية التي سعت إلى السيطرة على أراضي اللاجئين وعلى جلب سكان من إثنيتها ليحلوا مكانهم. وقد تم التطبيق الدولي لحق اللاجئين البوسنيين في العودة بناء على حق اللاجئين في العودة المكفول في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولم تحظ سياسات الفصل العنصري بمكانة قانونية أو أخلاقية على الإطلاق عند تطبيق حق عودتهم. وهذا ما عليه الوضع اليوم في حالة اللاجئين الصوماليين وحقهم في العودة، ومعهم ذريتهم إلى ديارهم.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
ولي العهد السعودي يعزي ترامب في ضحايا فلوريداأجرى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأحد، اتصالا هاتفيا بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عبر فيه عن تعازيه ودعمه لأسر ضحايا إطلاق الرصاص بقاعدة بحرية في فلوريدا.
اقرأ أكثر »
محمد بن سلمان يعزي ترامب بضحايا الطيار السعودي في فلوريداعبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عن تعازيه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومواساته ودعمه لأسر ضحايا حادث إطلاق طيار سعودي النار على زملائه الأمريكيين في قاعدة عسكرية بفلوريدا.
اقرأ أكثر »
ترامب يجتمع مع لافروف في البيت الأبيض
اقرأ أكثر »
صفقات 'في مهب الريح'.. ترامب يفشل في تنفيذ وعودهيصوّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسه بمثابة 'رجل الصفقات' الذي يستطيع أن ينتزع تنازلات كثيرة من الشركاء أو الخصوم، لكن الأعوام التي قضاها في البيت الأبيض، لم تؤد إلى إبرام اتفاقات كبرى في صالح واشنطن، بحسب ما ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست' الأميركية.
اقرأ أكثر »
ترامب: كيم جونغ أون ذكي جدا ولن يتصرف بعدائية تجعله يخسر كل شيءاعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون 'ذكي جدا'، ولن يتصرف بطريقة قد تجعله 'يخسر كل شيء'.
اقرأ أكثر »
البيت الأبيض يؤكد إمكانية عقد اجتماع بين ترامب ولافروفصرح مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبيرت أوبراين، بأن البيت الأبيض يعمل على ترتيب اجتماع بين الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
اقرأ أكثر »