عبدالله بن زاحم.. الرأي والمشورة إعداد- صلاح الزامل سطور_المشاهير
هناك أناس من البشر منحهم الله مزايا وصفات فطرية خُلقت معهم مثل الذكاء والفطنة والحدس والفراسة وسداد الرأي وإصابة الحق، بل والتنبؤ بالمستقبل باستقراء الحاضر، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس بالضرورة أن تكون هذه الصفات موروثة من أبيه وجدّه، فالتاريخ يحدثنا عن أذكياء في العالم كان آباؤهم على قدر متواضع من الذكاء، فهذا القاضي الداهية التابعي إياس بن معاوية المزني الذي ضرب المثل بذكائه وحدسه كان والده معاوية يقول للناس:"أنجبت والداً وليس ولداً"، وكما أن الله قسّم الأرزاق قسم العقول...
ولد عبدالله بن عبدالوهاب بن زاحم 1300هـ وقيل قبل هذا التاريخ بسنوات، وكانت بلدة القصب القرية الصغيرة آنذاك هي ميلاد ومنشأة ابن زاحم الطفل الطموح لعالم العلم والعلماء ومحافل الدرس والتعليم والتفقه، وقد ذكر المترجمون له أنه حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة.
وترجم لعبدالله ابن زاحم تلميذه وصديقه وزميله في العلم المؤرخ سليمان بن حمدان في كتابه وذكر أنه رحل إلى الرياض في طلب العلم عام 1321هـ وكانت -آنذاك- آهلة بالعلماء والأعلام، فقرأ على الشيخ عبدالله بن عبداللطيف ثلاثة الأصول وكتاب التوحيد، وعلى الشيخ حسن بن حسين كشف الشبهات وغيره، وعلى الشيخ حمد بن فارس في الأجرومية وملحة الإعراب، وعلى كل من الشيخ محمد بن محمود والشيخ عبدالله بن راشد في الفرائض وقسمة التركات، وأخذ عن غيرهم كالشيخ إبراهيم بن عبداللطيف، وحفظ مختصر المقنع، واستفاد من شيخه عبدالله بن...