يوجد فارق مهم بين متصنّع الغضب، على شاشات الزعيق السياسي، بمعنى كل ذي ارتباطات معروفة الأهداف، ومتشابكة التعقيدات عندما يتعلق الأمر بالمصالح الذاتية، وبين غضب مواطن فلسطيني قابع في مخيمات المنافي منذ اثنين وسبعين عاماً - بكر عويضة
هم، وليس من خلاف بينهم بشأنها على الإطلاق. لكن ذلك الزعيق، تحديداً، سوف يتواصل بمضمون ليس من اتفاق إطلاقاً بشأن مبتغاه، أما خلاصته فهي ما معناه أن: الحقْ، انظرْ، يجب أن نوقف هؤلاء، إنهم يُطبِّعون مع إسرائيل؟ جواب: كلا، ليس ضرورياً مثل هذا الهيجان في مواجهة العمل الفني، كما حصل، أخيراً، في ردود فعل صاحبت عرض المسلسل التلفزيوني «أم هارون» على شاشة «إم بي سي» مع بدء شهر رمضان الكريم.
الواقع أن الأمر أعمق من مجرد اعتراض على مسلسل تلفزيوني. إنما، التوضيح مطلوب قبل أي استطراد. المتابع لما يجري، فلسطينياً، يعرف أن ردود الفعل، التي يتصنّع معظمها الغضب، تصدر عن أصوات توجِّه أصحابها ارتباطات أوضح من التعريف بها، بل ربما الأصح القول، موضوعياً، إن المُجاهِر بمواقفه، بين أصحاب تلك الأصوات، يعترف، متباهياً، بالوقوف إلى جانب عواصم غير عربية، في مقدمها أنقرة وطهران، وهي واضحة الأهداف أيضاً في معاداتها لمواقف عدد من الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية.
ليس من مشكل على الإطلاق. إنما يوجد فارق مهم بين متصنّع الغضب، على شاشات الزعيق السياسي، بمعنى كل ذي ارتباطات معروفة الأهداف، ومتشابكة التعقيدات عندما يتعلق الأمر بالمصالح الذاتية، وبين غضب مواطن فلسطيني قابع في مخيمات المنافي منذ اثنين وسبعين عاماً.
الأرجح أنه ليس من السهل على غير الفلسطيني فهم لماذا يغضب بسطاء الفلسطينيين، تكراراً أقصد غير المرتبطين بتحالفات أو أجندات محددة، عندما يُقال لهم، بهدف خدمة مقاصد تَهمّ آخرين، إن شبهات تقارب مع إسرائيل تحوم حول موقف ما، أو حتى مجرد عمل فني. منشأ صعوبة فهم الغضب يرجع، ببساطة، إلى أن معظم العرب لم يمر بتجربة الإحساس بمُرّ احتلال الأرض، وتشتت أفراد العائلات في أرجاء الكوكب.
يبقى القول إنني كنت أنوي أن أواصل في هذه المساحة، ما انتهيت إليه في مقال الأربعاء الماضي بشأن أخطاء قيادات فلسطينية وخطايا أنظمة حكم عربية، لكن ما طفح فوق أسطح منصات «التواصل الاجتماعي» خلال الأيام الأخيرة من روائح كراهية تبادلها مدمنو الردح السياسي، فلسطينيين وعرباً، فرض التعامل معه فرضاً، لغرض واضح ومحدد، يمكنني اختصاره بالقول إنها كراهية لا تمثل الفلسطينيين، ولا أي مجتمع عربي تنتسب إليه، ولا هي تتفق مع شيم الأخلاق العربية، بل هي تتخاصم أصلاً مع قِيم العرب الأصيلة، التي تحترم أصول...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
هذا ما كشفه تشريح رفاة ضحايا كورونا! | DW | 04.05.2020في ألمانيا وفي دول أخرى أصابتها جائحة كورونا، يدور جدل حول موت الناس بالفيروس، أم موتهم بأمراض أخرى مع الإصابة بفيروس كورونا؟ أطباء وباحثون ألمان بدأوا بنشر أبحاثهم حول هذا الموضوع.
اقرأ أكثر »
لبنان بصدد تمديد العزل العام خشية موجة ثانية لكورونامن المنتظر أن يمدد لبنان إجراءات العزل العام للحد من انتشار فيروس كورونا، أسبوعين، حتى 24 مايو، وسط تحذيرات من احتمال قدوم موجة ثانية من العدوى.
اقرأ أكثر »
5 أيام على إيداع حساب المواطنيترقب المواطنون المستفيدين من حساب المواطن إيداع الدفعة الجديدة من الدعم يوم الأحد المقبل، الموافق 1...
اقرأ أكثر »
عمر الرزاز: الأردن يقترب من دخول مرحلة التعافي من فيروس كوروناقالت الحكومة الأردنية، الثلاثاء، إن المملكة أوشكت على الدخول في مرحلة التعافي من تداعيات فيروس كورونا، بعد اجتياز مرحلة الاستجابة لمواجهة الفيروس والتي استغرقت 3 أسابيع من الاغلاق التام والحظر تلتها 3 أسابيع أخرى من انحسار المرض، فيما تمر ا
اقرأ أكثر »
تخصيص أكثر من 6 ملايين دولار لإغاثة لاعبي التنس المتضررين من توقف النشاطأعلن مسؤولو الاتحاد الدولي للتنس ومنظمو البطولات الأربع الكبرى أنهم سيخصصون أكثر من ستة ملايين دولار لمساعدة اللاعبين المتضررين من توقف النشاط بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
اقرأ أكثر »
مقربون من غازي القصيبي يروون قصة دخوله المجال السياسي وفشله في الجمبازاستعرض برنامج الراحل على “روتانا خليجية” محطات من حياة السفير والوزير السابق الراحل غازي القصيبي من ...
اقرأ أكثر »