الباجي قايد السبسي أو محمد الباجي، كما يحلو لبعض المقربين منه تسميته، سيبقى من بين السياسيين القلائل في العالم، الذين أثروا في شؤون الحكم والمعارضة، على حد سواء، لمدة قاربت نحو 70 عاماً كاملة، بدأت قبل استقلال تونس عن فرنسا في 1956. وأيضاً في عهد الر
ئيس الأول الحبيب بورقيبة ، والرئيس الثاني زين العابدين بن علي ، ثم بعد انتفاضة يناير 2011. التي أدت إلى تغيير جوهري في النظام، ووصول المعارضين السابقين، بمن فيهم ممثلون عن الأحزاب اليسارية والإسلامية إلى السلطة. ولد محمد الباجي قائد السبسي في ضاحية سيدي بوسعيد السياحية ، غير بعيد عن المبنى الذي اتخذه الحبيب بورقيبة قصراً لرئاسة الجمهورية قبل نحو 60 عاماً.
وخلال مساره المهني الحافل، عين قائد السبسي منذ حكومة الاستقلال الأولى في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي مديراً مركزياً في وزارة الداخلية، ثم عين في حقبة الستينات مديراً عاماً للأمن الوطني، قبل أن يصبح وزيراً للداخلية ثم وزيراً للدفاع. وقد مكنته هذه المسؤوليات الكبيرة من أن يكون من المقربين للرئيس الحبيب بورقيبة في معاركه مع معارضيه، المناصرين للأمين العام المنشق صالح بن يوسف، ثم مع العروبيين واليساريين.
لكن بورقيبة وصقور الحزب الموالين له طردوه مع بقية رموز المعارضة، بزعامة وزير العدل والداخلية السابق أحمد المستيري، فعاد إلى مكتب المحاماة، وساهم مع المنشقين عن الحزب أواخر السبعينات في تأسيس النواة الأولى للمعارضة الليبيرالية، ومنظمات حقوقية غير حكومية. غير أن بورقيبة أعاد قائد السبسي إلى الحكومة، وعينه وزيراً للخارجية في عهد رئيس الحكومة الليبرالي محمد مزالي ما بين 1981 و1986.
غير أن بن علي سرعان ما أبعده، مثلما أبعد غالبية رموز الدولة في عهد سلفه الحبيب بورقيبة، فعاد الباجي قائد السبسي إلى مكتب المحاماة مع شقيقه صلاح الدين قائد السبسي. لكنه احتفظ حتى 2003 بصفة عضو في اللجنة المركزية، أي القيادة الموسعة للحزب الحاكم .ظل الباجي قائد السبسي يسير مكتب المحاماة عن بعد بواسطة شقيقه وبعض شركائهما، ويقضي وقتاً طويلاً بين صالونات السياسيين ورجال الأعمال، بمن فيهم عدد من المعارضين والمغضوب عليهم من قبل الرئيس زين العابدين بن علي.
وقد نظم قائد السبسي ومقربون منه اجتماعاً في صيف 2013 مع زعيم حزب النهضة راشد الغنوشي وبعض رفاقه، أسفر عن موافقة الغنوشي على مغادرة السلطة، وتنظيم انتخابات جديدة تدعم خلالها حركته قائد السبسي في الرئاسيات، مقابل مشاركة رمزية في الحكومة وحضورها في البرلمان. وقد مكن هذا الخيار التوافقي تونس من تجنب سيناريوهات القطيعة والصدام والحروب الأهلية التي وقعت في أغلب دول «الثورات العربية»، حسب عدد من المراقبين.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
الأردن ينكس الأعلام حدادًا على السبسيأعلنت المملكة الأردنية الهاشمية تنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، حداداً على وفاة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية صبيحة اليوم الخميس 25 يوليو 2019. وأعلنت رئاسة الجمهورية التونسية وفاة الرئيس محمد الباجي قايد السبسي في المستشفى العسكري. وقالت الرئاسة: وافت المنية صباح اليوم الخميس عند الساعة العاشرة و25 دقيقة المغفور له بإذن الله رئيس الجمهورية محمد الباجي قايد السبسي بالمستشفى العسكري بتونس. وكان السبسي نُقل الشهر الماضي في حالة حرجة للمستشفى العسكري حيث قضى أسبوعًا قبل الخروج بعد إعلان تعافيه، ولم يظهر بعد ذلك سوى في مناسبتين فقط. من جهة أخرى يشهد المستشفى العسكري بتونس حيث يرقد جثمان الباجي قائد السبسي، إجراءات أمنية مشددة، حيث تم تنكيس العلم الوطني إعلانًا للحداد وإلغاء كل مواعيد زيارات المرضى وإغلاق الطريق المؤدية إلى مبنى المستشفى العسكري أمام السيارات والمترجلين. وتجمع قبالة المستشفى عديد المواطنين التونسيين الذين قدموا حال علمهم بخبر وفاة الفقيد الباجي قايد السبسي، لمتابعة الحدث الجلل وانتظار خروج موكب جثمان الفقيد في أجواء من السكينة والهدوء، مصرين
اقرأ أكثر »
بروفايل: قائد السبسي... الزعيم الذي أثرى المشهد السياسي التونسي لـ70 عاماًالباجي قايد السبسي أو محمد الباجي، كما يحلو لبعض المقربين منه تسميته، سيبقى من بين السياسيين القلائل في العالم، الذين أثروا في شؤون الحكم والمعارضة، على حد سواء، لمدة قاربت نحو 70 عاماً كاملة، بدأت قبل استقلال تونس عن فرنسا في 1956. وأيضاً في عهد الر
اقرأ أكثر »
وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في مستشفى عسكريأعلنت الرئاسة التونسية، منذ قليل، وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي عن عمر يناهز 92 عامًا إثر نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة. وقالت معلومات، في وقت سابق، إنه
اقرأ أكثر »