من هو بوريس جونسون الذي يعود إلى 10 داونينغ ستريت رئيسا لوزراء بريطانيا بأغلبية كبيرة؟
نلقي الضوء على زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية التي ستخوض الانتخابات العامة في بريطانيا في الـ 12 من كانون الأول / ديسمبر. نشر هذا الموضوع في تموز / يوليو 2019، وتم تحديثه بعد ذلك التاريخ.كنت قد اقترحت ذلك الاقتراح المضحك لجونسون، الذي كان آنئذ نائبا - يتمتع بالشهرة - عن دائرة هنلي جنوب غربي لندن في خريف عام 2002.
وكان جونسون قد انسحب من التحدي في ذلك الحين على أي حال، ولكن ليس بسبب جبنه. فكل ما شاهدته وقرأته وسمعته عن رئيس الحكومة البريطانية الحالي يشير إلى أنه لا يخشى المخاطر البدنية أو السياسية أو الاجتماعية.يحب جونسون أن يسأل منافسه قبل أي تحد طفولي من جانب قائلاً: رجل أم جرذ؟ سواء كان ذلك في مباراة لكرة الطاولة تجرى في مكتبه أو ركضة تنافسية سريعة.
بعد ذلك، وحسب ما يروي أندرو غريمسون في كتابه عن سيرة جونسون، ادعى الإثنان النصر في ذلك النزال. لن نتمكن من معرفة الحقيقة أبدا، ولكن هذه الحادثة تعطينا لمحة عن المنافسة القوية بين الإثنين التي كانت تعتمل تحت سطح العلاقة بينهما والتي كان يبدو عليها الود والحميمية. كنت في حينها قد كلفت بالمشاركة في برنامج تلفزيوني حول "ملاكمة المشاهير" وهو برنامج عرض حيا من خلال قناة بي بي سي التلفزيونية الثانية.
لم أستشعر آنئذ - أو حتى بعدئذ - بوجود أي دافع فطري معروف لديه يجبره على الدفاع عن هيبته ومقامه، ولكن على العكس. فقد دعونا جونسون للقاء بالضبط لأنه لا يهتم بهذه الأمور. ولكنه، كما أعتقد، سيكون من المضحك - حتى بالنسبة له - أن يخاطر بسمعته بهذه الطريقة أمام جمهور بالملايين حتى إذا كان الأمر يتعلق بمجهود خيري.
قد لا يثق كثيرون من منتقدي جونسون - وبعض من مؤيديه أيضا - برصانة شخصيته، ولكن عندما تنحّت تيريزا ماي من رئاسة الحكومة، تمكن جونسون من أن يجعل من نفسه مرشح الزعامة الأكثر حظوة بالثقة من جانب أعضاء حزب المحافظين المعادين بشدة للاتحاد الأوروبي.بوريس مثير للإعجاب عندما يكون قياس النجاح من خلال الذكاء البحت، ولا يتعلق بالعمل الجادالأمر الأول الذي ينبغي أخذه بنظر الاعتبار أن اسمه ليس بوريس أصلا، رغم الميزة الفريدة التي حصل عليها بتعريفه بهذا الاسم.
كان والد جونسون، ستانلي، منهمكا في التحضير لشهادة الماجستير في الاقتصاد الزراعي، وبعد ما نُقل عنه أنها كانت محاولة فاشلة لتجنيده كجاسوس عمل لفترة وجيزة في البنك الدولي في واشنطن قبل أن يطرد منه. لذا لا يمكن وصف حياة بوريس جونسون في شبابه على أنها كانت يسيرة أو خالية من الآلام. فشخصيته التي اشتهر بها - وهي شخصية تتسم بالدماثة والكياسة وشيء من التلعثم - وهي شخصية تشابه شخصية أبيه إلى حد بعيد - وصفت بأنها عبارة عن آلية للدفاع عن الذات، آلية تخفي عقلا ثاقبا وسليقة مخفية هدفها الربح الشخصي.
فشخصيته التي تتميز بالذكاء والقدرة على تحقيق نتائج باهرة - ولكن حسب شروطه الخاصة، كانت شخصية في طور التكوين. كتب كين ليفينغستون، منافسه السابق، مقالا هاجم فيه المدارس الخاصة عندما كان جونسون ما زال تلميذا. حصل بوريس جونسون على زمالة دراسية في كلية باليول التابعة لجامعة أكسفورد بمعية نخبة لامعة من السياسيين والصحفيين. فمن زملائه في أكسفورد في تلك الفترة ديفيد كاميرون ووليام هيغ و مايكل غوف وجيريمي هانت . كما كان من زملائه الأخوين مليباند، ديفيد وأد، وهما من كبار شخصيات حزب العمال، وكذلك الزعيمان العماليان إد بولز وإيفيت كوبر. وصف جونسون تلك الرفقة ساخرا بالقول "كم كنا من مجموعة متنافسة ومقززة في ذلك الوقت، فقد كنا نتبجح ونتهجم على رفاقنا باستمرار".
يحاول كاميرون منذ ذلك الحين التقليل من أهمية تلك الحقبة من حياته في جامعة أكسفورد التي كانت تتسم بالعبث والفجور. الأمر الأول الذي ينبغي أخذه بنظر الاعتبار أن اسمه ليس بوريس أصلا، رغم الميزة الفريدة التي حصل عليها بتعريفه بهذا الاسم. كان والد جونسون، ستانلي، منهمكا في التحضير لشهادة الماجستير في الاقتصاد الزراعي، وبعد ما نُقل عنه أنها كانت محاولة فاشلة لتجنيده كجاسوس عمل لفترة وجيزة في البنك الدولي في واشنطن قبل أن يطرد منه.
على أي حال، وبعد فترة قضاها في مدرسة أشداون الداخلية، قُبِل جونسون في مدرسة إيتون الثانوية بعد حصوله على زمالة دراسية من المدرسة. والتقى في تلك المدرسة بتلاميذ أصبح لهم بعدئذ شأن كبير، من أمثال ديفيد كاميرون. كما عقد صداقات حميمة مع الفايكونت ألثورب . حصل بوريس جونسون على زمالة دراسية في كلية باليول التابعة لجامعة أكسفورد بمعية نخبة لامعة من السياسيين والصحفيين. فمن زملائه في أكسفورد في تلك الفترة ديفيد كاميرون ووليام هيغ و مايكل غوف وجيريمي هانت . كما كان من زملائه الأخوين مليباند، ديفيد وأد، وهما من كبار شخصيات حزب العمال، وكذلك الزعيمان العماليان إد بولز وإيفيت كوبر. وصف جونسون تلك الرفقة ساخرا بالقول "كم كنا من مجموعة متنافسة ومقززة في ذلك الوقت، فقد كنا نتبجح ونتهجم على رفاقنا باستمرار".
يحاول كاميرون منذ ذلك الحين التقليل من أهمية تلك الحقبة من حياته في جامعة أكسفورد التي كانت تتسم بالعبث والفجور. فعند تخرجه من كلية باليول في أكسفورد، التحق جونسون بصحيفة التايمز اللندنية التي كان يرأس تحريرها آنذاك الصحفي الشهير تشارلي ويلسون، الأسكتلندي شديد البأس ومن أتباع المدرسة البريطانية الصحفية القديمة.
فرئيس تحرير صحيفة الديلي تلغراف اللندنية، ماكس هيستينغز، الذي التقى بجونسون في حفل للنخبة رعاه الأخير في اتحاد طلبة أكسفورد، منحه فرصة لاسترداد مصداقيته، وهي الفرصة التي تمسك بها جونسون بكلتا يديه. كانت الصحافة التي يمارسها جونسون تمزج بشكل لا يخلو من دهاء بين الحقائق والأكاذيب العجيبة التي كان يروجها معادو المشروع الأوروبي.
قال ديفيد أسبورن لأندرو جيمسون في مقابلة تخص الكتاب الذي كان الأول بصدد اصداره "في رأيي، لم يكن صادقا فكريا أساسا. فقد كان يخدم أسياده بطريقة بارعة، ولكني لم أظن يوما أنه كان يعتقد بما يقول. كان رجلا ذكيا، أذكى مني بكثير، وكان بإمكانه رؤية كل الدقائق والتفاصيل، ولكنه لم يكن ينقلها في كتاباته. كانت كتاباته عبارة عن محاولات للإثارة، وكانت محاولات خطيرة في الحقيقة.
ويمضي للقول "يتمتع بخاصية تجعل المؤمنين بما يقوله يتخطون أو يتجاهلون كل المواضيع التي يتساءل عنها الناس تقليديا. هل هو صادق؟ هل هو أمين؟ هل هو لطيف المعشر مع زوجته؟ لا تهم كل هذه الأمور. فعند تخرجه من كلية باليول في أكسفورد، التحق جونسون بصحيفة التايمز اللندنية التي كان يرأس تحريرها آنذاك الصحفي الشهير تشارلي ويلسون، الأسكتلندي شديد البأس ومن أتباع المدرسة البريطانية الصحفية القديمة.
كان من الممكن أن يعني فصله من صحيفة التايمز نهاية حياته الوظيفية - في الصحافة أو في أي مجال آخر يتطلب الالتزام بالصدق والأمانة. ولكن ذلك لم يحصل. نشرت المواضيع التي كان يكتبها جونسون في بروكسل في الصفحات الأولى للجرائد البريطانية بشكل مستمر، وأسعدت هذه المواضيع تلك الشريحة التي كانت تحتقر "فدرالية" المجموعة الاقتصادية الأوروبية و"تدخلها" في الشأن البريطاني الداخلي. ومن هؤلاء إيان دنكان سميث، زعيم حزب المحافظين السابق ومن أقوى المؤيدين السياسيين للنظام الجديد السائد في داونينغ ستريت.
لجونسون ملكة نادرة، فهو يتمكن من جعلك تضحك حتى لو كانت النكات التي يرويها ليست جيدة بالضرورة. ولكن زملائي السابقين في صحيفة الإندبندنت، مثلهم مثل غيرهم من الصحفيين الذين يغطون الشأن الأوروبي، لم يكونوا راضين عن ما يكتبه منافسهم في التلغراف . يقول هيستينغز "كل العلاقات الإنسانية تتمحور حول من الذي يجعلك تشعر بالراحة...وأكثر من أي شخصية في الحياة السياسية اليوم، يعد جونسون عبقريا. فهو ناجح بشكل استثنائي في القول للناس ما يريدون أن يسمعوه، ويفعل ذلك بأريحية وكياسة وأناقة.
حسب اعتقادي أن ذلك عصي على التصديق. فحكومة جون ميجور كانت منهكة بعد 18 عاما من حكم المحافظين وكان المحافظون منهكون بعد المعركة التي أدت إلى اقصاء مارغريت ثاتشر في عام 1990. كان المحافظون يترنحون أمام توني بلير و"حزب العمال الجديد" وكانوا لا يقوون على مواجهة رغبة البلاد في "التغيير". لذا خسروا خسارة ماحقة في الانتخابات العامة في عام 1997.أثمر عمل جونسون في مجال الإعلام بالتزامن مع نضوج جهوده لاستغلال شهرته وتعزز موقفه السياسي.
لم يكن الاهتمام من جانب الصحف الشعبية بعلاقة جونسون ببيترونيلا وايات أمرا فريدا. فلدى الصحف مواضيع أخرى تتعلق بحياته الخاصة في ملفاتها. ولكن، وكما قال لي ماكس هيستينغز، لم تؤثر أي من هذه المواضيع على مسيرة جونسون ولم تتسبب في أي ضرر سياسي دائم له. ولم يكن رئيس الحكومة آنذاك، زميل جونسون في مدرسة إيتون وجامعة أكسفورد، ديفيد كاميرون، متحمسا أول الأمر لأن يصبح بوريس رئيسا لبلدية العاصمة البريطانية. فقد كان يتساءل إن كان جونسون سيصبح عبئا على المحافظين. ولكنه كان بلا شك منافسا ذا جاذبية للناخبين.
في الأولمبياد، لم يكن لجونسون أي منافس. ومن الواضح أنه لم يكن ينوي أن يكون عالقا في منتصف الطريق. وبالنسبة لأي شخص آخر، كان الأمر ليفضي إلى كارثة. ولكن بالنسبة لجونسون، كانت تلك الحادثة نصرا كوميديا بامتياز. وليس من قبيل الصدفة أن ديفيد كاميرون - الذي طالما اعترف بقدرات جونسون - وصفه بأنه رجل بإمكانه "تحدي الجاذبية".
ويمتدح أعضاء في مجلس العموم كانوا زملاء لجونسون في مجلس بلدية لندن قدراته. فكيت مالتهاوس، الذي عمل نائبا لجونسون لشؤون الشرطة، يقول إن بوريس نجح في "معالجة الفقر وخفض نسبة الجريمة وعلى الأخص جرائم الطعن، وبناء الدور التي يحتاجها الناس وخلق مدينة خضراء وأكثر نظافة". أما جيمس كليفرلي، الذي عمل مع جونسون كعضو في مجلس بلدية لندن، فقال "أنا على يقين بأنه يستطيع أن يقود عملية تنفيذية ناجحة، لأني كنت عضوا في الفريق الذي عمل ذلك في لندن لثماني سنوات".
قال لي السياسي المحافظ المحنك كين كلارك، الذي شغل كل المناصب العليا في الحكومة تقريبا، إن بوريس جونسون كان "كارثة" كوزير للخارجية. وعلى أي حال، أختير بوريس جونسون لمنصب وزير الخارجية ليس لحنكته الدبلوماسية، بل لأن رئيسة الحكومة آنذاك تيريزا ماي كانت تريد أن تعيّن مؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي في الوظائف المسؤولة عن ذلك. ولكن هذه الخطة لم تنجح معها بشكلب جيد.
هل يمكن اتهام جونسون بالخداع وقلة الأمانة؟ يشير منتقدوه إلى اللافتة التي الصقها على الحافلة التي استخدمها في حملة استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016، والتي كانت تقول إن بريكسيت سيعيد 350 مليون جنيه اسبوعيا إلى نظام التأمين الصحي في بريطانيا. كما ادعى بأن ملايين الأتراك يتوقون - في حال إنضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي - للقدوم إلى بريطانيا للاستفادة من نظام التأمين الصحي فيها. وهناك الكثير من الأكاذيب والمبالغات الأخرى المتعلقة بجونسون في تلك الحملة.
قد "يملك" جونسون بريكسيت أو قد لا يملكه، ولكن مسؤولية تنفيذ مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هي مسؤوليته، أو على الأقل تنفيذ مشروع بديل قابل للعمل.لن ينجح بوريس جونسون كرئيس للحكومة إلا إذا وسّع مداركه وشعبيتهتزايدت التساؤلات حول فراسة وحكمة بوريس جونسون السياسية بعد الدور الكبير الذي اضطلع به في الحملة المنادية بخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وهي الحملة التي نجحت في مسعاها، وكذلك بعد السنتين اللتين قضاهما كوزير للخارجية وهي فترة تميزت بسلسلة من الهفوات والكبوات الدبلوماسية.
ولكن لجونسون مريدين أيضا، مثل الصحفية في الديلي تلغراف كاميلا توميني، التي هاجمت "التوصيفات الكاريكاتيرية الكسولة" الموجهة ضده، وفضلت تذكر دعمه - عندما كان وزيرا للخارجية - لتعليم الفتيات في شتى أنحاء العالم ودعواته لفرض عقوبات مشددة على روسيا عقب الاعتداء الذي تعرض له المعارض الروسي سيرجيه سكريبال وابنته يوليا في بلدة سالزبري البريطانية، وهو الحادث الذي أدى إلى طرد 100 دبلوماسي روسي من قبل بريطانيا وحلفائها - ومنهم الولايات المتحدة.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
'الشورى' يقر تعديل المادة 13 من نظام الخدمة المدنية التي تمنع الموظف الحكومي من العمل بالتجارة'الشورى' يقر تعديل المادة 13 من نظام الخدمة_المدنية التي تمنع الموظف الحكومي من العمل بالتجارة
اقرأ أكثر »
هذه قائمة الهواتف التي ستُحرم من 'واتساب' في 2020واتساب أعلنت عن توقف تطبيقها عن العمل على ملايين الأجهزة المحمولة القديمة على مستوى العالم العام المقبل.. تعرف على التفاصيل العربية
اقرأ أكثر »
ترامب يوقع ميثاقا لمنع المساعدات الاتحادية عن الجامعات التي تسمح بمعاداة الساميةوقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا أمس الأربعاء لمنع المساعدات الاتحادية عن الجامعات التي تسمح بمعاداة السامية، أثناء حفل استقبال في البيت الأبيض بمناسبة عيد الأنوار اليهودي لكن الخطوة أثا…
اقرأ أكثر »
السيسي والمرأة 'البفر' التي منعت التظاهر ضد قسوة ظروفهمجددا وكعادته في كل حديث، أثار السيسي تعليقات واسعة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حديثه عن دور المرأة في منع التظاهر ضده، وعدم خروج أي معترض أمام قسوة الظروف، بحسب رأيه.
اقرأ أكثر »
«يوتيوب» يحظر الفيديوهات التي تتضمن التهديدات الضمنية واللغة المهينةقرر موقع «يوتيوب» لبث مقاطع الفيديو أمس (الأربعاء) توسيع سياسته الخاصة بالتحرش، ليقوم بحظر مقاطع الفيديو التي تحتوي على تهديدات ضمنية ولغة مهينة.ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، فقد أوضح «يوتيوب» أنه كان يحظر دائماً المحتوى الذي يتضمن تهديد شخص ما بش
اقرأ أكثر »