مقال زيد الفضيل: المرأة النموذج في العاصوف zash113 صحيفة_مكة
جسد مسلسل العاصوف في أجزائه الثلاثة واقعا حياتيا عاشه إنسان المملكة العربية السعودية خلال العقود السالفة من القرن العشرين الميلادي، وحتما فالشكر يعود ابتداء للراحل المبدع الكاتب عبد الرحمن الوابلي الذي نسج خيوطه بدقة متناهية، ولجميع الفنانين المتميزين المشاركين في كل أجزائه بقيادة المايسترو ناصر القصبي وإخراج المثنى صبح، على إني أحب أن أخص منهم الفنانة ليلى سلمان والفنانة ريم عبدالله التي قامت بدور لقيمة الدور المحوري اللتين قامتا به، حيث عكس دورهما شخصية نسوية مهمة صارت غائبة عن مشهدنا الأسري...
في العاصوف أيضا أبدعت الزوجة الحكيمة تلك التي امتلأت أنوثة ورقة، واكتنز صدرها بعاطفة جياشة لحبيبها الذي ارتبطت به فأحبها وأحبته، فكانت سندا له في كل حالاته، وكانت طيعة لرغباته دون كلل، محتوية بعقل وحكمة وحب لجموحه كرجل.
كم بات مجتمعنا مفتقدا إلى هذين النموذجين في ظل حالة التشتت المجتمعي، وانغماس كثير من أفراده في دوامة الفردانية المقيتة، التي أسهمت وسائط التواصل الاجتماعي في تأصيلها بين الناس جملة، وضمن نطاق أسرنا بخاصة، لينعزل كل فرد في مجتمعنا داخل جزيرة مصمتة لا روح فيها ولا مظاهر أنسنة، وما أوحشها من حياة، وليت أولادنا اليوم يدركون دلالة ما نتوارثه من أمثال كقولنا: «الناس بالناس والكل بالله»، و»جنة من غير ناس ما تنداس».