على مدى أعوام عديدة مضت، كان هناك تيار في عالم السياسة والاقتصاد والإعلام الأمريكي يروج باستمرار للخطر الذي تمثله الصين، بسبب نموها الاقتصادي القوي، لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، متقدمة على اليابان وألمانيا. لكن ميلتون إزراتي، الباحث المتعاون مع مركز دراسات رأس المال البشري في جامعة بوفالو الأمريكية المتخصصة في الأنشطة البحثية، وكبير المحللين الاقتصاديين لدى شركة فيستد للاتصالات في نيويورك، يرى أن المقبل سيصيب أنصار هذا المعسكر بالإحباط، ولن يجدوا مبررات كثيرة لكي يستخدموها في مواصلة التخويف من القوة الاقتصادية الصينية.
جزء كبير من القلق الأمريكي من الصين سببه نموها الاقتصادي الهائل في الماضي.على مدى أعوام عديدة مضت، كان هناك تيار في عالم السياسة والاقتصاد والإعلام الأمريكي يروج باستمرار للخطر الذي تمثله الصين، بسبب نموها الاقتصادي القوي، لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة، متقدمة على اليابان وألمانيا.
وأضاف إزراتي، أن "جزءا كبيرا من القلق الأمريكي من الصين سببه نموها الاقتصادي الهائل في الماضي". ويخشى المراقبون في الولايات المتحدة أن يشير هذا النمو السابق إلى تفوق النموذج الاقتصادي الصيني القائم على المركزية وسيطرة الدولة، مقارنة بالنموذج الأمريكي القائم على مبادئ اقتصادات السوق الحرة الذي يبدو ديمقراطيا فوضويا.
والأمر المؤكد هو أن الماضي الاقتصادي للصين مذهل، ففي الفترة بين أواخر السبعينيات عندما قرر الزعيم الصيني في ذلك الوقت دينج شياو بنج تبني الانفتاح الاقتصادي على العالم، حتى 2010، سجل الاقتصاد الحقيقي الصيني معدل نمو نحو 10 في المائة سنويا، في حين لم يتجاوز معدل النمو السنوي للاقتصاد الأمريكي خلال الفترة نفسها 2.8 في المائة، لكن بعد 2010 تباطأت وتيرة نمو الاقتصاد الصيني، رغم أنه ظل متفوقا على أغلب الاقتصادات الكبيرة الأخرى في العالم، حتى في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد.
وكان المستقبل في ذلك الوقت واضحا أمام أعينهم، لكن مع تطور الاقتصاد الصيني ولحاقه بالاقتصادات المتقدمة، فقد المخططون الصينيون النماذج التي يسترشدون بها، وأصبح لزاما عليهم الآن، مثل أي اقتصاد متقدم، تخمين الاحتياجات المستقبلية لاقتصادهم، وهي مهمة أشد صعوبة بالنسبة إلى أي مخطط، وتمثل خطرا كبيرا بالنسبة إلى اقتصاد مخطط مركزيا كما هي الحال في الصين.
وأدت القائمة المتزايدة للمشاريع الضخمة غير المجدية في الصين إلى إهدار الموارد وتراكم الديون، سواء على الحكومة أو الشركات الكبرى. وخلال العقد الثاني من القرن الـ21، زاد إجمالي الديون في الصين 23 في المائة سنويا تقريبا، في حين كان متوسط معدل نمو الاقتصاد خلال الفترة نفسها 8 في المائة تقريبا، ما يعكس آثار فشل التخطيط الاقتصادي.
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
جريدة الرياض | الصين تدعو جميع الأطراف في باكستان إلى الهدوء
اقرأ أكثر »
إجراءات الإغلاق في الصين تبلغ بمؤشر 'نيكي' قاع 3 أسابيعتراجع مؤشر نيكي اليوم إلى أدنى مستوى في 3 أسابيع مع قلق المستثمرين حيال توقعات تشديد أسرع للسياسة النقدية في أمريكا والحرب في أوكرانيا وإجراءات الإغلاق المرتبطة بالجائحة في الصين. وانخفض نيكي 1.69 % وهو أكبر تراجع منذ 11 مارس ليغلق عند 26888.57 نقطة وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 18 مارس. وتصدرت أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية الخسائر كما تكبدت أسهم شركات السيارات خسائر كبيرة. وتراجع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.56 % إلى 1892.90 نقطة.
اقرأ أكثر »
كيف تؤثر التوترات بين الصين وتايوان على كل شخص في العالم تقريبا؟تلعب تايوان دورًا حاسمًا في التأكد من حصول العالم على أحدث أجهزته التكنولوجية، من أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى الأسلحة المتقدمة، في الوقت المناسب. السبب وراء ذلك هو أنها تعتبر رائدة في توريد رقائق أشباه الموصلات
اقرأ أكثر »
وفد تونسي يزور واشنطن في 18 أبريل للتباحث مع صندوق النقدوفد تونسي يزور واشنطن في 18 أبريل للتباحث مع صندوق_النقد بحسب وزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد، في تصريح صحفي تونس
اقرأ أكثر »