يتعرض أهالي المفقودين في السجون السورية لعمليات احتيال من جانب وسطاء يستغلون بحثهم المستمر عن أقاربهم، التقرير التالي يسلط الضوء على القضية.
غادرت ملك سوريا مع ابنها الأصغر، رامز، في عام 2017، بعد احتجازها لعدة أشهر، وبدأت حياة جديدة في تركيا.ملك الآن في منتصف الخمسينيات من عمرها، بشعر مائل إلى الحمُرة وابتسامة كبيرة وعينين لامعتين، تحجب ألما عميقا.وليست قصة ملك هي الوحيدة في هذا المضمار، إذ يخسر العديد من السوريين مبالغ مالية طائلة في رحلة البحث عن أقاربهم المفقودين.
كان محمد عبد السلام أحد هؤلاء المتظاهرين، اعتقلته الشرطة عند نقطة تفتيش أمنية في مدينة إدلب في أوائل عام 2012، وأخبره الضابط أنه سيخضع لاستجواب يستغرق خمس دقائق فقط.ويقول: "تعرضت للتعذيب بأبشع الطرق وأكثرها وحشية".اعتقد ساجنوه، ذات مرة، أنه توفي متأثرا بجراحه، فنقلوه إلى "غرفة الملح"، وهي غرفة لحفظ الجثث .وعندما اكتشف رجال الأمن في سجن صيدنايا أن محمد لا يزال على قيد الحياة، أخرجوه من غرفة الملح ونقلوه إلى زنزانته.