تتصاعد المطالبات بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا لضحايا النظام المخلوع، مع استياء السوريين من العبث بالمعتقلات السابقة. يبرز غموض في موقف الإدارة الجديدة تجاه هذا الملف، ما يثير تساؤلات حول جدية معالجة إرث الانتهاكات.
منذ سقوط نظام بشار الأسد، يتصدر ملف المحاسبة والعدالة الانتقالية المشهد السوري بوصفه ضرورة لتحقيق الإنصاف للضحايا وضمان استقرار مستدام في البلاد التي شهدت ارتكاب مجازر وحشية بحق أبنائها خلال سنين الثورة على أيدي قوات الأسد والمليشيات الإيرانية الموالية.
نظمت عائلات المعتقلين/ات والمختفين/ات قسرياً.مظاهرة اليوم الخميس في مدينة دمشق للمطالبة الفورية والعاجلة بوقف الانتهاكات المستمرة بحق المعتقلين والمفقودين، الذين قضوا أصعب وأكثر - وربما آخر- لحظاتهم إيلاماً, بين جدران زنازينورفع المحتجون في دمشق لافتات كتب عليها"آن أوان محاسبة الطغاة.. لن نسامح" و"أين ذهبوا بباقي المعتقلين؟" و"لا تخبوا ريحة أولادنا برائحة الدهان"، في إشارة إلى طلاء جدران أحد المعتقلات في محافظة اللاذقية.
وتأتي المطالبات بضرورة إيلاء الأهمية لمسار العدالة الانتقالية في وقت تشهد فيه البلاد مرحلة غير مسبوقة في تاريخها الحديث، حيث تعاني من إرث متهالك خلفه نظام الأسد في كافة المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى"التجييش الطائفي" الذي كان النظام المخلوع يمارسه لضمان حكمه.، يرى المحامي غزوان قرنفل أنه من الضروري بعد تشكيل الحكومة الانتقالية، إنشاء هيئة وطنية للعدالة الانتقالية تتبع إداريا لرئاسة الوزراء.
من جانبه، أكد الخبير القانوني المعتصم الكيلاني أن العدالة الانتقالية تتطلب إرادة سياسية حقيقية تضمن التزام جميع الأطراف بتحقيق العدالة والمصالحة. في هذا السياق، أشار غزوان قرنفل إلى أن الحكومة الانتقالية الحالية لا تملك الصلاحية القانونية والدستورية الكافية لتنفيذ هذا الملف، إذ إنها حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال وحفظ الأمن والتحضير لإطلاق مؤتمر حوار وطني شامل.
وأضاف الكيلاني أن"غموض موقف الإدارة الجديدة حيال ملف المحاسبة والعدالة الانتقالية يمكن أن يخلق حالة من عدم اليقين بين الضحايا والمجتمع الأوسع، ما يهدد بفقدان الثقة في إمكانية تحقيق العدالة".
عدالة انتقالية سوريا نظام الأسد المعتقلات الإدارة الجديدة محاكمة حقوق الإنسان
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
قاضية سورية: ما يطبق في إدلب لن يناسب كل سورياتتحدث القاضية والناشطة الحقوقية السورية، ردينة جركس، عن النظام الذي تحاول الحكومة الانتقالية السوريّة الجديدة تطبيقه، ومشكلات العدالة الانتقالية في سوريا.
اقرأ أكثر »
ظهور مخلوف في دمشق يثير جدلاً حول العدالة الانتقالية في سورياظهر اللواء طلال مخلوف، القائد السابق للحرس الجمهوري في سوريا، في دمشق ما أثار جدلاً حول مسار العدالة الانتقالية في البلاد.
اقرأ أكثر »
ظهور اللواء مخلوف في دمشق: جدل حول تسوية وضع ومسار العدالة الانتقالية في سورياأثار ظهور اللواء طلال مخلوف، القائد السابق للحرس الجمهوري في جيش النظام السوري، في مركز دمشق لإجراء ما يُعرف بـ 'تسوية وضع'، جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والسياسية. مخلوف متهم بالمسؤولية عن ارتكاب انتهاكات جسيمة خلال سنوات الصراع في سوريا. هذا الظهور يُعيد إلى الواجهة تساؤلات حاسمة حول مسار العدالة الانتقالية في البلاد ويُلقي بظلالٍ من الشك على إمكانية محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت.
اقرأ أكثر »
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إلى العدالة الانتقالية في سوريادعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا خلال زيارته إلى دمشق.
اقرأ أكثر »
العدالة الانتقالية في سوريا: تحديات ومآفاقيُناقش النصّ أهمية العدالة الانتقالية في سياق الحرب الأهلية السورية، ويُسلّط الضوء على التحديات التي تواجه إنشائها، مثل السلطة السياسية المتقلبة، وعدم وجود بنية قانونية قوية، والتكرار اللاحتمالي للجرائم. يُقدّم النصّ أيضًا بعض المآفاق، كدور المجتمع المحلي في التطبيق، والآليات غير الرسمية التي بدأت في الظهور، مثل تسليم السلاح وتسليم العقارات.
اقرأ أكثر »
أم مازن تبحث عن عدالة في سورياتروي أم مازن قصة ابنيها اللذين اختفيا في بدايات الحرب السورية. تعتبر العدالة مفتاحا لخلق مستقبل أفضل لسوريا.
اقرأ أكثر »