هل سيكون هذا هو منعرج يتولى فيه المدنيون سلطة الحكم فعلا في الجزائر، بينما يعود الجيش إلى تولي مهامه الدستورية في حماية الحدود فقط؟ هذا هو السؤال الذي تدور حوله
يقف الحراك الجزائري، الذي انطلق في 22 شباط الماضي، في مفترق طرق حقيقي، خاصة في موضوع كيفية التعامل مع مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، الذي استلم مفاتيح البلاد عمليا منذ تقديم الرئيس بوتفليقة استقالته، من ناحية اعتبار الجيش مؤيدا حقيقيا للحراك ومرافقا له، أم كونه مناورا في تحركاته بهدف إجهاض الانتفاضة والاستيلاء على الحكم بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
غير أن ما لا يدركه الكثيرون في الجزائر والعالم العربي، أن الدولة العميقة في الجزائر، وبأذرعها الطويلة المنتشرة في كل مكان، تعمل كل ما بوسعها لإجهاض حراك الجزائريين، وهذا ما يحذر منه الجيش، الذي أعلن أنه يصطف مع خيارات الشعب، وأنه يمتلك من المعلومات ما لا يمتلكه الشعب، وأن تحركات"مشبوهة" قد تم رصدها من طرف الجيش، تجمع قيادات سابقة من المخابرات وجناح السعيد بوتفيلقة وقوى أجنبية، للإطاحة بقيادة الجيش الحالية المعادية للمصالح الفرنسية، الأمر الذي يجعل الجيش أمام أولوية مواجهة مخططات هذا...
وتعتقد قيادة الجيش الحالية أنها بحاجة إلى بعض الوقت لتطهير المؤسسات من مخلفات المرحلة البوتفليقية، من الألغام التي خلفتها، وكذا من عملاء الطابور الخامس الذين ينتشرون في كل مكان، غير أن هذه المهمة تقف ازاءها مهمة شعب كامل تواق إلى الحرية وهو شغوف باستعادة سيادته على بلده، وهي معادلة قد تبدو متناقضة، لكنها تصب في النهاية في معين واحد.
وأضاف:"لا ننسى في هذا الصدد أن المؤسسة العسكرية مقيدة دستورياً وهامش الحركة لديها محدود، لذا تجد القيادة العليا للجيش نفسها بين مطرقة الدستور وسندان القوى الأجنبية ووكلائها المحلّيين من جهة، والالتزام بوعودها لتحقيق مطالب الحراك الشعبي من جهة أخرى.
ثم جاء العسكر مرة أخرى بالجنرال زروال رئيسا سنة 1994 بعد تزوير الانتخابات كالعادة، التي فاز بها الشيخ نحناح، قبل أن يرمي الجنرال زروال المنشفة ويقرر الانسحاب تحت حصار نفس الجنرالات الذين أتوابه، وخوفا على نفسه من مصير سلفه بوضياف، قبل أن ترسو سفينة العسكر على بوتفليقة العام 1999، حيث تم تنصيبه رغم مقاطعة الشعب والمترشحين لها، وحكم باسم الجنرالات والعسكر 20سنة، وحتى عندما قامت ثورة 22 فبراير، ما كان لبوتفليقة أن يذهب لولا أن الجيش هنا أيضا حسم أمره، وطلب من بوتفليقة الاستقالة...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
القضاء العسكري الجزائري يصدر أحكاما بالقبض والحبس المؤقت على مسؤولين سابقين في الجيشأصدر القضاء العسكري في الجزائر الأحد أمرا بالقبض على القائد السابق للناحية العسكرية الأولى حبيب شنتوف، وأمرا آخر بإيداع القائد السابق للناحية العسكرية الثانية باي سعيد الحبس المؤقت، وذلك بتهم 'تبديد أسلحة وذخائر حربية ومخالفة التعليمات العسكرية'. ويأتي قرار توقيف هذين المسؤولين العسكريين السابقين فيما يدخل الحراك الشعبي في الجزائر أسبوعه العاشر للمطالبة برحيل جميع رموز النظام، وقبل شهرين ونصف من الانتخابات الرئاسية التي أعلن رئيس الدولة الانتقالي عبد القادر بن صالح عن تنظيمها في 4 يونيو/حزيران المقبل.
اقرأ أكثر »
الجيش الجزائري: نرحب بكل مبادرة بناءة لحل الأزمةالجزائر .. الجيش يؤكد أن البلاد ستخرج من أزمتها أكثر قوة وصلابة بفضل العلاقة بين الشعب والجيش العربية
اقرأ أكثر »
الجزائر- القبض على 'مندسين' وفرنسا تنفي تدخلها في الشأن الداخلي | DW | 24.04.2019
اقرأ أكثر »
الجيش الجزائري يدعو لمحاسبة الفاسدين ويقدم الضمانات للقضاءجدد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق، أحمد قايد صالح، دعوته للعدالة، والتسريع من وتيرة متابعة قضايا الفساد ونهب المال العام، مؤكدا تقديم كل الضمانات للقضاء في محاسبة الفاسدين.
اقرأ أكثر »
الجيش الجزائري ينفي نيته فرض خياراته على المرحلة الانتقاليةالجيش الجزائري ينفي نيته فرض خياراته على المرحلة الانتقالية جاء ذلك في بيان للوزارة، اطلعت عليه الأناضول، قالت إنه ردا على 'قراءات مغلوطة' وردت في صحف محلية لكلمة قائد الأركان أمام قيادات عسكرية، الثلاثاء، بالمنطقة العسكرية الأولى بالبليدة جنوب العاصمة.
اقرأ أكثر »
تساؤلات في الشارع الجزائري حول مواقف قائد الجيشجريدة الشرق الأوسط صحيفة عربية دولية تهتم بآخر الأخبار بجميع أنواعها على المستويين العربي والعالمي.
اقرأ أكثر »
الجيش الجزائري ..'لين وشدة' وتجنب تسيير الشأن السياسي
اقرأ أكثر »
الجزائر.. ترقب لكلمة قائد الجيش من 'البليدة'الجزائريون يترقبون كلمة رئيس الأركان قايد_صالح خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة وتوقعات بخروج طلاب الجزائر في تظاهرات اليوم العربية
اقرأ أكثر »
الجزائر.. اعتقالات والجيش يحذر ويتوعدهل تصريحات رئيس أركان الجيش الجزائري عن المؤامرة يأتي ضمن الخطاب السياسي القديم للدول العربية؟ رابط الحلقة:
اقرأ أكثر »
توقيف 3 رجال أعمال مقربين من بوتفليقة في الجزائر بتهم فسادقضت محكمة بالعاصمة الجزائرية، الأربعاء، بتوقيف 3 رجال أعمال أشقاء مقربين من الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على خلفية تحقيقات في قضايا فساد، حسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.
اقرأ أكثر »
قايد صالح يحذر الرافضين لـ'مبادرة الحوار' من دفع الجزائر لـ'دوامة العنف والفوضى'وجه قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح الثلاثاء تحذيرات للرافضين 'للمبادرات... بما في ذلك مبادرة الحوار' من الزج بالبلاد في متاهات 'العنف والفوضى'. واعتبر المسؤول العسكري هذه 'الأصوات تدفع البلاد إلى فخ الفراغ الدستوري...'. كما أكد أنه 'سيواصل مرافقة' الشعب الجزائري 'حتى تحقيق تطلعاته المشروعة'.
اقرأ أكثر »