يُقدّم المقال تحليلاً معمقاً لخطط التهجير التي تُنفذ في الضفة الغربية، حيث يُسلط الضوء على محاولات إضفاء الطابع الإلهائي على الأزمة في غزة لتعميق التهجير في الضفة الغربية.
صحيح أن هناك مواقف رسمية عربية خاصة الدول المعنية مباشرة إلى جانبوهي مصر والأردن والسعودية، ولا يمكن التقليل من أهمية وقوة هذه المواقف الرسمية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذه المعركة الحقيقية أم أن هناك أهدافا أبعد من الحديث عن الإعمار؟ من غير المتوقع أن تبدأ عملية الإعمار إن بقيت المعطيات الحالية على ما هي عليه من تفرد إسرائيل بالتحكم بقواعد اللعبة لذلك سيكون الحديث عن التهجير في غزة هو نوع من الإلهاء السياسي؛ لأن تقديرات إسرائيل بأن التهجير سيحدث نتيجة طبيعة الحرب وهذا أمر طبيعي في كل
الحروب في العالم، والأهم هنا أنه مخطط له وجرت محاولات سابقة في 1948، و1953، و1970، و1971، لكنها فشلت بصمود الشعب وإصراراه على البقاء. السؤال الآن: إذا كان التهجير بعد الحرب أمرا مسلما به لأي مجتمع يتعرض للحرب ولا يجد سبل الحياة، فلماذا فجر ترامب فكرة الترحيل؟ الجواب على ذلك لا يتسع له المقال هنا، فهناك عدة أسباب موضوعية يطول شرحها، لكن هنا أتناول مسألة بذر فكرة التهجير، فهي لم تأت من فراغ، فصهره الصهيوني هو من يقف خلف الفكرة مدعيا أنها ليست المرة الأولى التي يتم إجلاء شعب من مكانه. وبالرغم من أن خطة كوشنير مرفوضة إسرائيليا لأنها تفترض نقل سكان غزة إلى النقب، إلا أن خطورتها تأتي بطريقة طرحها، ومن وضع البذرة الأولى لفكرة التهجير لأهل غزة، وبالتالي أحيت فكرة التهجير، فدغدغت عواطف الصهاينة، وأثارت الأفكار التي لا يخجلون من التصريح بها وإعادة الحياة لها في الوعي الجمعي الإسرائيلي، فخلقت حالة من الجرأة غير المسبوقة من أجل تنفيذها. وبالنظر إلى المفاهيم الصهيونية الدينية فإن غزة لا تمثل أمرا جوهريا، وليست بالأمر الملح للمبادرة بتهجير أهلها بالقوة، لكن هناك وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها بأدنى جهد بحسب ما يتصورن، لذلك أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس تعليماته للجيش بإعداد خطة للسماح لسكان غزة بمغادرة القطاع طواعية. وستتضمن الخطة خيارات للخروج عند المعابر البرية، فضلا عن ترتيبات خاصة للخروج عن طريق البحر والجو. المعركة التي نشهدها حول التهجير من غزة ليست المعركة الأساسية، وأن هذه الضجة مفتعلة لأنه بحسب التقديرات الإسرائيلية فإن التهجير من غزة ليس مسألة معقدة، وإن الهدف الإسرائيلي هو أبعد من ذلك. ففي الوقت الذي ينشغل الجميع في ضجيج معركة تهجير أهل غزة تجري عملية تهجير بشكل عملي في الضفة الغربية، وبصمت وبدون ضجيج سياسي النتيجة هي أن المعركة التي نشهدها حول التهجير من غزة ليست المعركة الأساسية، وأن هذه الضجة مفتعلة. تتركز حاليا في مخيمات شمال الضفة الغربية وهي الهدف المركزي لعملية التهجير الذي تريده إسرائيل. إن ما نشاهده من تهجير سكاني وتدمير المنازل والبنية التحتية في عدد من المخيمات في شمال الضفة الغربية وبعض البلدات مؤشر خطير، خاصة بعد تهجير حوالي 80 في المئة من سكان مخيم جنين أي حوالي 20 ألف مواطن، ثم مخيم نور شمس، واليوم كانت صور التهجير في مخيم الفارعة تذكر بصور تهجير سكان غزة أو ما يمكن أن نسميه حالة التغريبة الفلسطينية المستمرة. الأخطر أن ما يصرح به قادة الجيش الإسرائيلي بأن العملية ستتوسع وستستمر في تدمير قواعد المقاومين، أو ما يسميها'أوكار المخربين' يشير إلى أننا أمام مسلسل دموي تدميري في الضفة خاصة في الشمال، وإذا أضفنا إلى ذلك حالة الحصار التي تفرض على باقي المدن والقرى الفلسطينية والاعتداءات المستمرة للمستوطنين خاصة في القرى برعاية الجيش، فهذا كله لا يبشر إلا بحالة ضغط مستمر وبصمت في ظل الضجيج عن التهجير في غزة حتى يتم إحداث ترتيب سكاني في الضفة لإجبار عدد أكبر من سكان الضفة على الرحيل أو تغيير التوزيع السكاني لضم مناطق تعدها إسرائيل ضرورية لأمنها القومي وتراثها الديني، فهل ننتبه لهذه الجريمة
التهجير، فلسطين، الضفة الغربية، غزة، إسرائيل، صهيو
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
العنف المستوطن مدعوم من حكومة نتنياهو بحسب منظمة بتسيلمأكدت منظمة بتسيلم الإسرائيلية أن العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية مدعوم من حكومة بنيامين نتنياهو، وأضافت أن هذا العنف يهدف إلى تخويف السكان وتهجيرهم.
اقرأ أكثر »
دعوة الى ضم الضفة الغربية و توسيع البناء الاستيطانيدعا وزير الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى ضم الضفة الغربية و توسيع البناء الاستيطاني فيها.
اقرأ أكثر »
دعوة لضم الضفة الغربية وتوسيع البناء الاستيطانيدعا وزير الإسرائيلي إلى ضم الضفة الغربية وتوسيع البناء الاستيطاني فيها.
اقرأ أكثر »
زحوف النازحين تكسر مخطط التهجير وتبدأ بالعودة من جنوب القطاع إلى شمالهصحيفة عربية إلكترونية إخبارية مستقلة شاملة تسعى لتقديم الخبر والتحليل والرأي للمتصفح العربي في كل مكان. ونظرا لحرص الصحيفة على تتبع الخبر في مكان حدوثه، فإنها تمتلك شبكة واسعة من المراسلين في غالبية العالم يتابعون التطورات السياسية في العواصم العربية على مدار الساعة.
اقرأ أكثر »
استمرار عدوان الاحتلال في الضفة الغربيةتستعرض التطورات الأخيرة في الضفة الغربية، بما في ذلك اقتحامات المستوطنين، اعتقالات الفلسطينيين، وتدمير المنازل والبنية التحتية، وما تزال الضفة الغربية تعيش تحت الهجمة الإسرائيلية،
اقرأ أكثر »
الاحتلال الإسرائيلي يواصل اقتحامات ومواجهات في الضفة الغربيةأجريت عدّة اقتحامات إسرائيلية للبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، أدت إلى اعتقالات، دهم منازل، وتوقيفات، بالإضافة إلى اعتداءات المستوطنين على مركبات فلسطينية.
اقرأ أكثر »