شركة أمريكية تقول إنها ابتكرت آلة قادرة على تخليص الهواء من الكربون باستخدام مياه المحيط، ما أثار جدلاً كبيراً بين العلماء حول جدواها وتأثيرها السلبي على البيئة وقدرتها على خفض الانبعاثات الكربونية.
تشكل شركة إكواتيك الأمريكية إحدى الموجات الجديدة للشركات الناشئة، التي تحاول اكتشاف آلية لاستخدام المحيط لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه لفترة طويلة في المياه، لكنها فكرة لم يقتنع بها جميع العلماء حتى الآن.
وقال إدوارد ساندرز، الرئيس التنفيذي لشركة إكواتيك: "لدينا تقنية تهتم بكلا الأمرين بشكل جيد للغاية؛ الأمر الأول هو أننا نخلص الغلاف الجوي من ثاني أكسيد الكربون ونخزنه بشكل دائم. والأمر الثاني هو إنتاج الهيدروجين الأخضر". ومع تدفق عشرات ملايين الدولارات الآن على شركات مثل إكواتيك، فإن تنقية الهواء بالكيفية المذكورة تشهد سعياً حثيثاً كي تحتل قمة جدول أعمال المناخ. ويقول المنتقدون إن الجهات التنظيمية وبقية العالم، في حاجة إلى مواكبتها.ويلعب المحيط بالفعل دورا كبيرا في حماية البشر من التغيرات المناخية، رغم عدم الاعتراف بهذا الدور؛ حيث يمتص المحيط أكثر من 90 في المئة من الحرارة الناتجة عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، كما يمتص ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأقل.
وتوضح أيضاً أن الكربون الملتقط "مستقر للغاية"، قائلة إن إكواتيك إلى جانب شركة إب كاربون، ومقرها سان كارلوس في كاليفورنيا، التي تعمل تقنيتها أيضاً على تقليل حموضة المحيطات، من المتوقع أن تتمكنا معاً من وضع الكربون في الماء بشكل مستدام لأكثر من ألف عام. وتقول الشركة إن ثاني أكسيد الكربون الذي تلتقطه ينتهي به الأمر في المحيط على هيئة أيونات بيكربونات مذابة وكربونات معدنية صلبة، وهي الأشكال التي يظل ثاني أكسيد الكربون فيها ثابتاً لمدة 10 آلاف عام بل وحتى مليارات السنين.
ويعد الكلور غازاً ساماً يسبب التآكل، وينشأ أثناء تحليل مياه البحر بالكهرباء، ما يعني أن مياه البحر تحتاج عادة إلى تحلية لإزالة الأملاح قبل استخدامها في التحليل الكهربائي لتجنب إنتاج الكلور. ففي أوائل عام 2023، بدأت الشركة تشغيل مصنعين تجريبيين على الصنادل وهي مراكب أو عبّارات مسطحة، في سنغافورة ولوس أنجلوس، ونجح كل منها في إزالة ما يقرب من 30-40 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي ما يعادل الانبعاثات الكربونية السنوية لحوالي ثماني سيارات.
وتعد سياسة التوسع في إنشاء المصانع ضرورية لبدء تشغيل مشروع التخلص من الكربون، وتخفيف الضغوط التي تواجهها الشركة فيما يتعلق بخفض التكاليف وإثبات أن تقنيتها الخاصة بسحب الكربون، قابلة للتطبيق على أرض الواقع. ويقول أسبيورن تورفانغر، الباحث في اقتصاد المناخ والسياسة في مركز أبحاث المناخ الدولي في النرويج، إن العملاء الرئيسيين للائتمان الكربوني حالياً هي "الشركات الموجودة في السوق التطوعي للتخلص من الكربون، والتي تهدف إلى الحياد الكربوني".
ويقول ساندرز إن هذا النظام يسمح للشركة "بقياس وإثبات" كمية ثاني أكسيد الكربون التي تجمعها بالفعل من الجو بسهولة أكبر، مضيفاً أن هذا "كان تحدياً هندسياً آخر لم يتصور الفريق أبدا أنهم سيضطرون إلى مواجهته، لإثبات صدق ونجاح عملية التخلص من الكربون بالفعل". وتخضع إكواتيك بالفعل لاتفاقية خيار الشراء المسبق مع شركة بوينغ لإنتاج الطائرات، وذلك بعد إزالة 62 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج 2100 طن من الهيدروجين لاستخدامها في وقود الطائرات، وهو اتفاق دخل في مرحلة شبه نهائية حالياً، إلى جانب اتفاقيات أخرى مع مجموعة من شركات أخرى معنية بالتخلص من الكربون، لبيع الائتمان الكربوني للحكومة الأمريكية مقابل 460 دولاراً لكل طن كربون يُزال، كجزء من مشروع تحفيزي.
وترى ماري تشيرش أنها "سوف تؤثر بشكل كبير على المناخ؛ لأن إزالة ثاني أكسيد الكربون باستخدام مياه البحار ستكون عملية غير متوقعة بطبيعتها وتشكل مخاطر كبيرة وجديدة وغير مسبوقة على النظم البيئية الهشة التي تدعم الحياة على الأرض." ويقول كيري إن حتى الطرق الأكثر تقدماً للتخلص من ثاني أكسيد الكربون على اليابسة، لا تلتقط سوى الحد الأدنى من ثاني أكسيد الكربون، معلقاً بأنه "لا يمكننا ولا ينبغي لنا الاعتماد على هذه الأنواع من التقنيات كحل لأزمة المناخ".
وألمح إلى أن إكواتيك ستعمل على تقليل مستوى التركيزات في المياه الناتجة عن عملية استخلاص الكربون، لتكون أقل حتى من المعايير العالمية واللوائح المحلية، وستراقب مناطق التفريغ على أساس مستمر باستخدام العوامات. واعترض ساندرز كذلك على القول بأن إكواتيك "لا تفعل شيئًا لمعالجة السبب الجذري لتغير المناخ"، لأنها تزيل فقط ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لكنها "تخزنه بشكل دائم وتنتج أيضاً هيدروجيناً نظيفاً يمكن أن يحل محل الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات".
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
خرسانة مطبوعة ثلاثية الأبعاد تمتص ثاني أكسيد الكربونطوّر علماء من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة طريقة جديدة لطباعة الخرسانة ثلاثية الأبعاد، تجعلها قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
اقرأ أكثر »
كوكب TRAPPIST-1b: غلاف جوي من ثاني أكسيد الكربون وليس خاليا من الهواءاكتشف العلماء أن كوكب TRAPPIST-1b، الأقرب إلى الأرض من كواكب TRAPPIST-1، لا يعتبر كوكباً خاليا من الهواء مثل عطارد. ما يدعم هذه النتيجة وجود غلاف جوي سميك من ثاني أكسيد الكربون والهيدروكربونات، يشبه غلاف جو 'تيتان' (قمر زحل).
اقرأ أكثر »
الشتاء بوابة للغاز الغدارجددت القطاعات الصحية تحذيراتها من «الغاز الغدار»، أو ما يسمى بغاز أول أكسيد الكربون الناتج من إشعال الدفايات والحطب في موسم الشتاء، وشددت الصحة إضافة إلى التحذير الدائم من قبل الدفاع...
اقرأ أكثر »
'غزو سوري' مرتقب يقلق الاتحاد الأوروبيحول تخوف الاتحاد الأوروبي من موجة هجرة جديدة من سوريا، كتب غينادي بيتروف، في 'نيزافيسيمايا غازيتا':
اقرأ أكثر »
الكويت: 'سحب الجنسية مني إهانة وخزي وتعسف'جدل في الكويت بعد سحب الجنسية من أكثرمن 2000 شخص في يوم واحد
اقرأ أكثر »
الصين.. وزارة الدفاع تصدر بياناأفادت وزارة الدفاع الصينية، بأن مجموعة من الطائرات الحربية الروسية والصينية نفذت دوريات مشتركة فوق مياه الجزء الغربي من المحيط الهادئ.
اقرأ أكثر »