قد يكون 'طوق النجاة' الوحيد للبلاد التي تمر من أزمة خانقة تهدد بمجهول مخيف تونس
وعلى غير العادة حيث تتجمع حشود العمال أمام المقر المركزي للاتحاد في مثل هذا اليوم، جاءت دعوة الطبوبي عبر خطاب افتراضي بسبب تزامن عيد العمال هذا العام مع الاستعدادات لعيد الفطر في تونس يوم غد الاثنين.
وطالب الطبوبي، الذي ذكّر بأحداث خطيرة سابقة مرت بها البلاد وغاب فيها الحوار مع السلطة، لا سيما تلك التي شهدتها تونس أعوام 1978 و1984 و1985، بالاستفادة من التاريخ والدعوة إلى الحوار لتجنب العنف وعدم الاستقرار في ظل أزمة متعددة الأبعاد وأكثر خطورة اليوم تهدد بانهيار اقتصادي ومالي غير مسبوق.وفي خطابه، شدد الطبوبي على أن الحوار الوطني"قارب النجاة الأخير" لتونس التي تعيش أزمة مزدوجة وخانقة، وذلك على المستويين السياسي والاقتصادي ما يهدد بإذكاء التوتر الاجتماعي بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار.
وفي الأثناء تستعد الحكومة لإطلاق حزمة إصلاحات مؤلمة يطالب بها صندوق النقد الدولي لإنقاذ المالية العمومية، قد تطال نظام الدعم وكتلة الأجور وتقليص أعداد الموظفين في القطاع العام. منذ 25 تموز/ يوليو الماضي بدعوى مكافحة الفساد والفوضى وإنقاذ البلاد من خطر داهم، جمد الأخير البرلمان وحله لاحقا في آذار/ مارس الماضي، كما وضع خارطة طريق سياسية يتوقع أن تفضي إلى نظام سياسي جديد عبر استفتاء شعبي وانتخاب برلمان جديد في نهاية العام الجاري بقانون انتخابي جديد.
وحذر الطبوبي في خطابه من"استمرار الحالة الضبابية والتفرد التي لن تؤدي إلا إلى التعتيم على المشاكل الحقيقية بخطاب شعبوي لن يزيد الوضع إلا سوء والاندفاع نحو مجهول مخيف". يذكر أن الاتحاد لعب دورا محوريا في أزمة 2013 التي شهدتها البلاد وكادت تعصف بالانتقال الديمقراطي الذي بدا في 2011 عقب الاغتيالات السياسية، حيث توصل مع منظمات وطنية أخرى إلى إطلاق حوار وطني بين الفرقاء السياسيين أفضى لتكوين حكومة غير متحزبة أشرفت على انتخابات 2014. ونال الاتحاد ضمن رباعي الحوار الوطني جائزة نوبل للسلام في عام 2015. كانون الأول/ ديسمبر 2010 - بائع الخضر محمد بوعزيزي يشعل النار في نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته. وفجرت وفاته وجنازته احتجاجات على البطالة والفساد والقمع.