إن مأساة السوريين الحقيقية أنهم ابتلوا بسلطة استبدادية أنانية، لسان حالها يقول: «أنا ومن بعدي الطوفان»، ترفض الحلول السياسية، وتصر على إنكار مطالب المتظاهرين، وإظهارهم كأدوات تآمرية وطائفية يحل سحقهم. - أكرم البني
ضالهم المدني إلى صراع عسكري. وربما الدافع هو الصدفة البحتة؛ حيث كان النقاش في أوجه احتدامه، في مثل هذه الأيام تحديداً، قبل ثماني سنوات، بين الناشطين المدنيين والسياسيين، حول مشروعية حمل السلاح، لتخلص غالبيتهم لتسويغه، شريطة اقتصاره على حماية المظاهرات من غدر السلطة.
وهنا ظهرت تساؤلات خافتة وخجولة في أوساط السوريين، حول المعنى والجدوى من استمرار الحراك السلــمي، حين يطلب من الشعب تقديم عنقه للذبح، بينما تعمل أجهزة السلطة سكاكينها فيه من دون رحمة، ثم أصبحت أسئلة جريئة وقوية طرداً مع تصاعد الفتك والتنكيل السلطويين، مثل: كيف لنا أن نصمد ونحافظ على سلمية الثورة أمام عنف منفلت للنظام، واستفزاز وإذلال لم يعرفا حدوداً؟! وأي خيار لدى المنشقين من الجيش غير اللجوء إلى سلاحهم للدفاع عن أنفسهم، ما داموا بانشقاقهم قد أحرقوا مراكبهم، وأصبح تراجعهم واستسلامهم أشبه بالوقوف...
ولعل ما زاد الطين بلة، غياب قيادة سياسية تحوز ثقة الحشود الثائرة، وقادرة على وضع أفضل الخطط لإدارة الصراع بأقل تكلفة وآلام. والقصد الإشارة إلى واقع المعارضة السورية، بتشتتها وضعف تأثيرها في قيادة الحراك الشعبي، وتقصيرها في ابتداع وتطوير أشكال من النضال السلمي، تمكن هذا الحراك من تحقيق خطوات ملموسة نحو الأمام، الأمر الذي عزز الموقف السلبي لقطاعات مهمة من المجتمع، بقيت خائفة ومحجمة عن الانخراط في التغيير جراء غموض البديل، واستسلمت لتشويش ومبالغات مغرضة في قراءة أحوال الثورة الناهضة ومآلها.
وأيضاً، ألا يتحمل المسؤولية من رد على التسعير المذهبي السلطوي بتسعير موازٍ، ودعا إلى استباحة كل شيء كما يفعل النظام، ورفض الاعتراف بالدور الخطير للتيارات الإسلاموية المتشددة في التشجيع على العنف، فقلل من وزنها، وادعى أنها مجموعات مهاجرة ستترك البلاد بمجرد الانتهاء من مهمة إسقاط النظام، متهرباً من نقد ممارساتها القمعية وتجاوزاتها، حتى بعد أن وصلت سكينها إلى الرقبة، وطاولت كثيراً من المعارضين السياسيين والناشطين...
المملكة العربية السعودية أحدث الأخبار, المملكة العربية السعودية عناوين
Similar News:يمكنك أيضًا قراءة قصص إخبارية مشابهة لهذه التي قمنا بجمعها من مصادر إخبارية أخرى.
أردوغان و'السلاح النووي' التركي.. الحقيقة والأوهامفي تصريح مفاجئ، الأربعاء، ألمح الرئيس التركي إلى رغبة بلاده في امتلاك أسلحة نووية 'على غرار دول الجوار'. فهل يسعى رجب طيب أردوغان إلى حيازة قوة رادعة حقا؟ وهل يستطيع ذلك؟ أم يبحث عن مساومة جديدة ترفع الضغوط المفروضة على بلاده عبر محاكاة 'النموذج الإيراني'؟
اقرأ أكثر »
وسائل إعلام: البنتاغون يؤجل مشروع إطلاق السلاح الشعاعي إلى الفضاءقررت وزارة الدفاع الأمريكية
اقرأ أكثر »
دعوات لوقف صادرات السلاح الفرنسي للسعودية والإمارات فوراحثت 17 منظمة غير حكومية فرنسا على 'التوقف الفوري' عن بيع السلاح للسعودية ودولة الإمارات، خصوصا بعد صدور تقرير جديد عن الأمم المتحدة بشأن جرائم حرب محتملة في اليمن.
اقرأ أكثر »
دعوات جديدة لفرنسا لوقف بيع السلاح للسعودية والإماراتحثت 17 منظمة غير حكومية مجددا فرنسا، الخميس، على التوقف فورا عن بيع السلاح للسعودية والإمارات، خصوصا بعد صدور تقرير جديد عن الأمم المتحدة بشأن الوضع المأسوي في
اقرأ أكثر »
إردوغان «يتحدى» التهديد بالعقوبات ويرفض حرمان تركيا من السلاح النوويواصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تصعيد لهجته بشأن أنشطة تركيا «غير القانونية» للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط، قبالة سواحل قبرص، وقال إن التهديد بفرض عقوبات لن يرهب بلاده، ولن يدفعها إلى التراجع عن الخطوات التي تقدم عليها؛ بل على العكس
اقرأ أكثر »
تشديد بريطاني ـ إسرائيلي على منع إيران من امتلاك السلاح النووياتفق رئيسا الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماعهما في لندن، أمس، على «ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي ووقف سلوكها المزعزع للاستقرار»، وسط تمسك بريطاني بـ«الحاجة إلى حوار وحل دبلوماسي» لأزمة البرنامج النووي الإي
اقرأ أكثر »